أودعت محكمة النقض مساء اليوم الثلاثاء، أسباب حكمها ببراءة الدكتور «هاني سرور» رئيس مجلس إدارة شركة هايدلينا للمستلزمات الطبية، وشقيقته نيفين و5 آخرين من العاملين بالشركة، ومسئولي وزارة الصحة من تهمة توريد أكياس دم فاسدة وغير مطابقة للمواصفات الفنية لمستشفيات وزارة الصحة، وأكدت المحكمة برئاسة المستشار «إبراهيم عبد المطلب» نائب رئيس محكمة النقض، أن حكم الجنايات الصادر بحبس المتهمين أخطأ في تطبيق القانون وأخل بحق الدفاع.
وأشارت المحكمة في أسبابها التي جاءت في 57 ورقة، إلى أن الحكم شابه القصور في التسبب والفساد في الاستدلال، كما أن أسبابه أحاط حميعها الغموض والإبهام ولا يتوافر به ثبوت أركان جريمة التربح التي أدين بها المتهمين ولم ترد به أدلة واضحة على ارتكابهم لها ، وأضافت المحكمة أنه لم تظهر من أوراق الدعوى وجود قصد جنائي لدى المتهمين عن واقعة الغش في تنفيذ عقد توريد "قرب الدم " لوزارة الصحة ولم يدلل الحكم على اشتراك المتهمين في جريمة الغش كما لم تتوافر فيه أركان جريمة تصنيع الأكياس المغشوشة ،الأمر الذي يعيد الحكم ويستوجب نقضه.
وأوضحت المحكمة في حيثياتها أنها رأت أن موضوع الدعوى صالح للفصل فيه لما انتهت إليه من استعراض جميع أوجه الطعن التي تقدم بها دفاع المتهمين وما شابه الحكم المطعون فيه من قصور وعيوب دون الحاجة لتحديد جلسه لنظر الموضوع، حيث أنها استعملت حقها القانوني في التصدي للفصل في موضوع الطعن المقدم للمرة الثانية أمامها وذلك بعدما تفحصت أدلة الدعوى وعناصر أركان الجرائم المنسوبة للمتهمين طبقا لنص المادة 39 من القانون رقم 39 من القانون رقم 57 لسنه 59 المعدل سنه 2008.
كان فريق الدفاع عن «هاني سرور»، قد قدم مذكرة الطعن التي جاءت في 406 صفحات، وتضمنت 31 سبباً لنقض الحكم، وطالب الدفاع عن جميع المتهمين بنقض الحكم المطعون عليه وإعادة محاكمتهم أمام «النقض»، ودفع ببطلان أسباب الطعن، لأن المادة 312 من قانون الإجراءات الجنائية أوجبت إيداع أسباب الحكم والتوقيع عليها خلال 30 يوماً من تاريخ صدوره، وقال الدفاع، "إن أسباب الحكم المطعون عليه، تم إيداعها في اليوم الـ 31 من يوم صدوره، ووفق التاريخ الثابت للشهادة الرسمية المرفقة بمذكرة الطعن، فإن الحكم يكون قد شابه البطلان ولا يصححه أن يكون اليوم الأخير من تلك المدة صادف يوم عطلة رسمية «يوم الجمعة» لما هو مقرر في قضاء محكمة النقض من أن مدة الثلاثين يوماً المشار إليها لا يسرى عليها الاستناد لأي سبب من الأسباب حتى ولو صادف اليوم الأخير يوم عطلة رسمية.
وقال الدفاع في المذكرة، إن الحكم أخطأ في الإسناد وخالف الثابت في أوراق الدعوى، لأنه استند إلى أقوال شهود (مديري بنوك الدم الذين وُرِّدت إليهم قِرب هايدلينا واستخدموها بالفعل) وأسند إليهم الحكم أنهم شهدوا بأن القرب بها عيوب وأنها تؤدى إلى الإضرار بالمتبرعين والمرضى، وأن تلك العيوب ترجع إلى سوء التصنيع، وهو ما يخالف الثابت من أقوالهم في التحقيقات من أنهم استخدموا جميع قرب هايدلينا التي وردت إلى بنوك الدم رئاستهم، وأنها تماثل القرب المستوردة الأجنبية وأنه لم يظهر بها أي عيوب، ولم يشهد أي منهم بسوء التصنيع.
كانت محكمة النقض قضت في 18 يوليو الجاري ، حكماً ببراءة الدكتور «هاني سرور» عضو مجلس الشعب السابق، صاحب شركة «هايدلينا» وشقيقته وباقي المتهمين في قضية "أكياس الدم الفاسدة" بعد جلسة الفصل في الطعن المقدم من المتهمين لإلغاء حكم الإدانة، الذي كانت قد أصدرته محكمة الجنايات.