أمرت السلطات التركية، الثلاثاء، باعتقال 128 عسكريا للاشتباه في صلتهم بشبكة الداعية النافذ فتح الله جولن، التي تتهمها أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب عام 2016، وقالت وكالة «الأناضول» الرسمية، الثلاثاء، إن «الشرطة تبحث عن أكثر من نصف المشتبه بهم في إقليم إزمير الساحلى غرب البلاد، وتبحث عن الباقين في 30 إقليما آخر»، ويعتقد أن المشتبه بهم من المؤيدين لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، الذي تتهمه السلطات التركية بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل قبل 3 أعوام، فيما ينفى جولن أي دور له في محاولة الانقلاب.
وسجنت السلطات التركية أكثر من 77 ألف شخص في انتظار محاكمتهم، في حين أقيل نحو 150 ألفا من موظفى الدولة وأفراد الجيش وغيرهم من وظائفهم، أو تم إيقافهم عن العمل في إطار حملة أمنية صارمة وممنهجة منذ محاولة الانقلاب، بينما تزعم حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن الإجراءات الأمنية لازمة بسبب فداحة التهديد الذي تواجهه تركيا وتوعدت بالقضاء على شبكة جولن في البلاد.
وكشف عمر فاروق جيرجيرلى أوغلو، عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركى، نائب حزب الشعوب الديمقراطى المعارض، عن أشكال خطيرة من التعذيب تعرض لها المواطنون الأتراك خلال الأشهر الأخيرة، تضمنت صعق النساء والرجال بالكهرباء في أعضائهم التناسلية حسب ما نقل عنه موقع «أكتيف هابر» الإخبارى التركى، وأكد النائب أن الادعاءات الواردة حول التعذيب بالمراكز التابعة لوزارة الداخلية وفى مديريات الأمن ومراكز الاحتجاز، ازدادت في الفترة الأخيرة، مستشهدا بحادثة تعذيب عدد من الشباب في حديقة الدرك بمنطقة بوزوفا. وأضاف أنه «استنادا إلى تقارير حقوقية، وردتنا أخبار عن القبض على أشخاص وتكبيلهم وتركهم لساعات ملقين على الأرض، أي شخص يمكن أن يتهم بأنه إرهابى أو مجرم». فيما كشفت استطلاعات للرأى صادرة في إسطنبول أن مرشح المعارضة التركية لمنصب رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، يتقدم على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم على يلدريم، بعد مناظرة تليفزيونية نادرة بينهما، أمس الأول، مما وضعه في صدارة الانتخابات قبل إعادة التصويت في 23 يونيو الجارى، وفى استطلاع للرأى شمل أكثر من 30 ألفا من سكان المدينة أعلنت شركة الاستطلاعات «ماك دانيسمانليك» أن 46% من المشاركين قالوا إن إمام أوغلو كان أكثر نجاحا، مقابل 44% ليلدريم، وخلصت الشركة إلى أن مرشح حزب الشعب الجمهورى من المرجح أن يحصل على أصوات 65% من الذين لم يصوتوا في انتخابات مارس الماضى.
وستكون هزيمة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في إسطنبول، حيث بدأ مسيرته السياسية وشغل منصب رئيس البلدية في التسعينيات، بمثابة صدمة رمزية ضخمة وعلامة أوسع على تراجع الدعم وسط التعثر الاقتصادى، وقال محمد على كولات مالك شركة الاستطلاع «تحدث إمام أوغلو أكثر عما سيفعله بينما ركز يلدريم بشكل أكبر على ما فعله بالفعل، عادة ما يميل الذين يقدمون توقعات مستقبلية إلى تحقيق نتائج أفضل في الانتخابات».