في تطور لافت منذ غادر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، للعلاج في السعودية، قال نجله أحمد إن قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها تأتمر بأمر نائب الرئيس، الفريق الركن عبدربه منصور هادي «الذي يقوم بأعمال صالح حالياً»، وتنفذ كل ما يصدره من تعليمات وتوجيهات شأنها شأن باقي وحدات القوات المسلحة التي تدين بالولاء المطلق، على حد قوله، لله والوطن والثورة والوحدة ومتمسكة بالشرعية الدستورية، فيما ذكرت مصادر، أن صحة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، تحسنت بدرجة تسمح بعودته إلى اليمن قريباً، ومن المقرر أن يظهر أمام وسائل الإعلام خلال اليومين القادمين.
وأعرب نجل الرئيس صالح، الذي يعد تصريحه لموقع «سبتمبرنت» المقرب من الرئاسة، هو الأول منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن، عن تأييده للجهود التي يبذلها نائب رئيس الجمهورية «الرئيس المؤقت»، ومعه عدد من أعضاء الحكومة والسياسيين ولقاءاتهم مع قادة المعارضة ومع ممثلي المجتمع الدولي بهدف الوصول إلى حل للأزمة التي تعيشها اليمن.
وجدد أحمد علي عبدالله صالح، التأكيد على أنه كقائد عسكري يؤدي واجبه الوطني والدستوري ويقوم بالمسؤوليات التي تقع على عاتقه وعاتق كل ضباط وصف وجنود القوات المسلحة والأمن في الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه والحفاظ على الثورة ونظامها الجمهوري الخالد والوحدة اليمنية المباركة وحماية المواطنين والحفاظ على المكتسبات الوطنية، وتأمين السكينة العامة للمجتمع، بالإضافة إلى تأمين الحماية لقادة الدولة.
وقال مصدر سياسي يمني مطلع لـ«العربية نت» إن تصريحات نجل صالح وتأكيداته بأن السلطة الفعلية في يد نائب الرئيس والقائم بأعماله جاءت بعد ضغوط أمريكية وأوروبية وخليجية من أجل التهيئة الفعلية لانتقال السلطة في اليمن بشكل سلس وآمن.
ورأى محللون سياسيون أن تصريح نجل الرئيس اليمني، يحمل دلالات عميقة لجهة التأكيد على أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، هو القائد الفعلي للبلاد ويمارس صلاحيات صالح كاملة، وأن عائلة صالح لن تقف عقبة أمام انتقال سلمي للسلطة إلى عبدربه منصور هادي كرئيس انتقالي يهيئ للخروج من الأزمة الراهنة.
وأكد المحلل السياسي محمد الأطوعي لـ«العربية نت» أن نجل صالح الذي يعد ظهوره الإعلامي نادراً كما أنه لم يدل من قبل بأي تصريحات تخص الشأن السياسي اليمني، يعتبر حديثه هذا رسالة قوية للداخل والخارج بأن عائلة الرئيس صالح التي تقود وحدات أمنية وعسكرية مهمة، ليست هي من يدير شؤون البلاد في ظل غياب صالح كما يقول البعض، وإنما من يدير دفة الحكم في اليمن هو نائب الرئيس الذي يمارس صلاحيات الرئيس الذي يتلقى العلاج في السعودية.
وتابع قائلاً: الدلالة الأخرى هي أن هذا الحديث يوحي بأن صالح لن يعود قريباً إلى اليمن وربما لم يعد قادراً على الاستمرار مجدداً في السلطة إذا ما عاد، وبالتالي هناك مخاض وترتيبات لانتقال السلطة إلى نائب الرئيس الفريق الركن عبدربه منصور هادي.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر، إن صحة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، تحسنت بدرجة تسمح بعودته إلى اليمن قريباً، ومن المقرر أن يظهر أمام وسائل الإعلام خلال اليومين القادمين.
وقال أحمد الصوفي, السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني، إن صالح سيظهر أمام وسائل الإعلام خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة، رغم القلق من أن الحروق في وجهه وأجزاء أخرى في جسمه ستكون عائقاً أمام ظهوره بالشكل الذي تتوقعه وسائل الإعلام.
وذكر مصدر مقرب من الرئيس أيضاً، أن صالح ينوي إلقاء خطاب للشعب اليمني قريباً، مضيفاً أن حالته الصحية جيدة بما يكفي كي يعود إلى اليمن قريباً.
ومضى المصدر يقول، إن أقل من 40% من جسم صالح، أصيب بحروق في إشارة إلى المعلومات التي ترددت على نطاق واسع بشأن تفاصيل إصابة الرئيس اليمني.
وفي الأسبوع الماضي قال دبلوماسي غربي لرويترز إن من المستبعد أن يعود صالح لليمن قريبا مع استمرار السعودية والولايات المتحدة في الضغط لنقل السلطة في اليمن بموجب اقتراح يرعاه مجلس التعاون الخليجي.
وتخشى الرياض وواشنطن أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فراغ السلطة والصراعات القبلية لشن هجمات في منطقة الخليج وخارجها.