x

«رامات ترامب».. مستوطنة لتكريمه بعد اعترافه بسيادة الاحتلال على «الجولان»

الثلاثاء 18-06-2019 04:30 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
نتنياهو والسفير الأمريكي خلال تدشين المستوطنة نتنياهو والسفير الأمريكي خلال تدشين المستوطنة تصوير : آخرون

عقب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التى سبق أن احتلتها إسرائيل من سوريا خلال حرب عام 1967، نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وعده بتدشين مستوطنة فى مرتفعات الجولان المحتلة باسم «رامات ترامب» تكريما لمبادرات الرئيس الأمريكى تجاه إسرائيل، بينما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الأحد، أن الحكومة الإسرائيلية تواجه عقبات مالية وبيروقراطية أمام إقامة المستوطنة فى هضبة الجولان المحتل، بينما قال منتقدو الخطوة إن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل «عمل دعائى»، وتقع المستوطنة على بعد 60 كيلومترا جنوب غرب العاصمة السورية، دمشق.

وبحضور السفير الأمريكى فى إسرائيل، ديفيد فريدمان، افتتح نتنياهو، أمس الأول، مستوطنة جديدة فى مرتفعات الجولان المحتلة باسم «رامات ترامب» تكريما لمجهودات الرئيس الأمريكى تجاه إسرائيل من الاعتراف بالقدس عاصمة لها ثم الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وتم الكشف عن لافتة تحمل اسم المستوطنة بعد فترة وجيزة من الإعلان أمام مسؤولين محليين من اليهود والدروز.

وقد اعترف دونالد ترامب، فى 25 مارس الماضى، بسيادة إسرائيل على الجزء الذى احتلته من سوريا خلال حرب عام 1967، ثم ضمته عام 1981 فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى، وقال نتنياهو «الجولان إسرائيلية وستظل كذلك»، واصفا ترامب بأنه «صديق عظيم لإسرائيل اتخذ قرارات لم يتم اتخاذها سابقا»، وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلى أن «الرئيس ترامب يظهر مرة أخرى التزامه بأمن إسرائيل ومستقبلها»، معيدا التذكير بأن ترامب قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى مايو 2018، وقال إن افتتاح مستوطنة جديدة- الأمر الذى «لم يحصل منذ سنوات عديدة»- سيعزز عملية تطوير مرتفعات الجولان. ووعد نتنياهو بالاستثمار فى بناء المساكن والطرق، وكذلك فى التعليم والسياحة. وقال نتنياهو «إن ترامب صديق عظيم لإسرائيل، لقد أزال القناع عن هذا النفاق الذى لا يعترف بالواضح»، ورد عليه ترامب على «تويتر» قائلا: «شكرا لك يا رئيس الوزراء نتنياهو وشكرا لدولة إسرائيل على هذا الشرف العظيم!».

وعقد مجلس الوزراء الإسرائيلى جلسة استثنائية فى خيمة فى مرتفعات الجولان بحضور السفير الأمريكى، وقرر التصويت لبناء مستوطنة «رامات ترامب» (مرتفعات ترامب) فى منطقة تسكنها حاليا 4 عائلات من المستوطنين، وفى جلسة خاصة للحكومة فى بروخيم، وهى مجموعة متناثرة من المنازل تبعد 12 كيلومترا فقط عن خط الهدنة مع سوريا بهضبة الجولان المحتل، كشف نتنياهو عن لافتة مكتوب عليها بالإنجليزية والعبرية «هضبة ترامب»، وزينت اللافتة بالأعلام الإسرائيلية والأمريكية وغرست فى رقعة من العشب الصناعى.

وساعدت الأعمال القتالية بين إسرائيل وسوريا والحرب الأهلية السورية المشتعلة منذ أكثر من 8 سنوات، والتى اجتذبت فصائل مدعومة من إيران لمساندة دمشق، والانتشار قرب الجولان، نتنياهو فى إعداد حجته لترامب كى يعترف بالسيادة الإسرائيلية المزعومة على الهضبة، وفى خطوة أثارت استياء القوى العالمية، أسعد ترامب الإسرائيليين بالاعتراف بالقدس عاصمة لهم وانسحب من الاتفاق النووى المبرم مع إيران عام 2015.

وتأمل السلطات الإسرائيلية فى أن تطوير بروخيم، التى يسكنها مهاجرون متقدمون فى العمر من الاتحاد السوفيتى السابق، بإقامة «هضبة ترامب» عليها ربما يزيد من التدفق السكانى، ولكن إنشاء تلك المستوطنة سيتأخر على الأرجح بالنظر إلى العقبات السياسية التى يواجهها نتنياهو، وعدم وفرة المخصصات المالية، والموافقة النهائية على موقعها واسمها، وجاء فى المذكرة التى وقعتها يائيل كوهين نائبة المستشار القانونى: «من المقترح فى هذا القرار الحكومى أن يكون اسم التجمع إذا أقيمت هضبة ترامب»، ويرجع ذلك التردد إلى حقيقة أن نتنياهو يرأس حكومة تصريف أعمال لفشله فى تشكيل ائتلاف بعد تصدره انتخابات 9 إبريل الماضى، ولابد لنتنياهو الذى تولى رئاسة الوزراء 4 مرات أن يخوض الانتخابات التشريعية فى 17 سبتمبر المقبل، وقالت «يديعوت أحرونوت»، إن كل هذه الظروف جعلت من القرار الإسرائيلى قرارًا رمزيًا فقط.

وانتقد عضو الكنيست عن تحالف «أزرق- أبيض» المعارض تسفى هاوزر، قرار الحكومة الإسرائيلية وقال إنه خدعة فقط، وإنه يأمل ألا يكتشف ترامب أن نتنياهو يستخدم اسم الرئيس الأمريكى من أجل الترويج لنفسه فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية