توجّه محمد حسن، 32 سنة، أمس، من منزله في باب الشعرية، بسيارته الميكروباص، إلى منطقة الظاهر في القاهرة، لـ«توصيل بضاعة» إلى أحد المحال، وقف بعض الوقت مع أحد معارفه وتبادلا السلامات، حتى حضر صاحب ورشة أحذية، وهو شقيق طليقة سائق الميكروباص، وإثر مشاجرتهما، طعن الأول السائق بـ«مفك» في صدره، فأرداه قتيلاً.
«جاى لحد بيتنا، جاى هنا ليه؟، لازم تموت»، هكذا ردد صاحب الورشة، بحسب رواية أحد أقرباء المجنى عليه، وصديقًا له، وأمرت نيابة حوادث غرب القاهرة، تحت إشراف المستشار أحمد الأبرق، المحامى العام الأول، بحبس المتهم، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل غير العمد، وتم التصريح بدفن الجثمان، عقب تشريحه بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعى.
وروى عز علي، أحد شهود العيان، أن المجني عليه كان يقوم بتوصيل «طلبية» لأحد المحال التجارية بسيارته، ووقف معه في الشارع وتجاذبا أطراف الحديث: «محمد معرفة قديمة، وكان يتردد علينا في الظاهر بعد انفصاله عن زوجته»، ولفت إلى أن المتهم «عماد. ع» بمجرد أن رأى سائق الميكروباص يقف أمام منزله حتى تشاجر معه، قائلًا له «جاى تعمل إيه؟».
وأضاف أن «محمد» في أثناء حضوره إلى المنطقة لم يتطرق للحديث عن طليقته بسوء، والجميع يعلم بخلافاته مع أهل طليقته، بل بالعكس كان يثنى عليها «كان عمال يشكر فيها جدًا.. وبيقول إنها مهما كان أم لأحد أبنائه، رغم أنها كانت تردد كلامًا بانها ستتزوج من آخر.. سمعنا إن فرحها قريب».
ويستحضر الشاهد مشهد مقتل السائق أسفل منزل المتهم، كأنه حدث للتو: «فوجئنا بعماد قادمًا بدراجته البخارية (موتوسيكل)، وما إن شاهد المجنى عليه حتى تشاجر معه، وكان محمد في البداية يظن قدوم شقيق طليقته تجاهه أمرًا عاديًا، لكنه جرى وراءه في الشارع، وبمجرد أن أمسك به أخرج مفكًا وباغته بضربه في صدره، فأراده قتيلًا.
واستيقظ أهالى المنطقة بعد منتصف الليل، على أصوات صراخ المجنى عليه، ومشهد جسده وهو مسجى على الأرض والدماء تسيل منه، ولم يستوعبوا أن تتسبب الخلافات العائلية بين «محمد» وأهل طليقته، في هذه النهاية المؤلمة، فيما رفضت عائلة المتهم التعليق على الواقعة، وأفاد حسين السيد، أحد الأهالى: «إحنا قولنا كل حى راح لحاله، لكن ما حدث كان مفاجئًا للجميع، وللعلم فإن المجنى عليه كان يتردد كثيرًا على المنطقة بعد الانفصال، رغبة منه في لم الشمل من جديد، وأن تعود طليقته إليه لتربية ابنهما».
وقال والد المجنى عليه إن ابنه انفصل عن شقيقة المتهم بعد عام واحد من الزواج، وخلال هذا العام أنجب طفلًا، كان يرسل إليه كل ما تطلبه طليقته «أول كل شهر»، منوهًا بأنه يوم الواقعة توجّه بسيارته الميكروباص إلى منطقة الظاهر في «مشوار عمل»، وللأسف كانت نهايته هناك.
وانخرطت أم المجنى عليه في حالة بكاء شديد «عاوزة حق ابنى» لم تردد غير هذه العبارة، والدموع تخالطها، فيما روى أحد أقرباء العائلة أن «محمد» بعدما انفصل عن زوجته السابقة تزوج سيدة أخرى، وأنجب منها طفلين «توأم» وحدثت مشكلات عديدة بينه وبين أهل طليقته، بسبب مصاريف النفقة.
وتطابقت روايات شهود العيان وعدد من الأهالى وعائلة المجنى عليه مع ما ورد بتحريات أجهزة الأمن، التي أكدت أنه تصادف وجود سائق الميكروباص أمام العقار «سكن المتهم»، والذى تعيش به مطلقته، فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، على إثرها اعتدى المتهم على زوج شقيقته السابق، بأداة حادة «مفك»، محدثًا إصابته التي أودت بحياته، وبتكثيف التحريات والفحص ضبط المتهم، واعترف بتخلصه من الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة بإلقائها بالطريق العام.