تصدر انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق قبل أسبوعين من الموعد المحدد لها مساحة واسعة من اهتمام وتركيز وسائل الإعلام الغربية.
ونشرت صحيفة «الإندبندنت» على صفحتها الأولى مقالا للكاتب والمحلل السياسى روبرت فيسك تحت عنوان رئيسى هو «القوات الأمريكية تودع العراق» إلا أن العنوان الفرعى جاء كالتالى: «تعذيب وفساد وحرب أهلية.. هكذا تركت أمريكا بصمتها فى العراق».
واستنكر فيسك بعض التصرفات «الصبيانية» على حد وصفه، صدرت من قبل بعض الجنود المراهقين فى طريقهم إلى الحدود الكويتية عندما هتف هؤلاء الجنود: «لقد انتصرنا».. موضحا أنهم لا يدركون أنهم انسحبوا تاركين خلفهم 50 ألف جندى آخرين، سيتعرضون لمزيد من الهجمات.
وتحدث الكاتب البريطانى عن أن المهمة المعلنة لهذه القوات هى تدريب الجيش العراقى، الذى يتكون من عناصر ضعيفة لا تستطيع تولى المسؤولية إلا بعد 10 سنوات، بينما المهمة الحقيقية لهذه القوات هى حماية مصالح واشنطن فى العراق.
واعتبر «فيسك» أن الجنود الأمريكيين الذين انسحبوا جلبوا «الطاعون» إلى العراق، بل عززوا الفساد بين العراقيين، فضلا عن عمليات التعذيب التى جرت فى سجون العراق على أياديهم.