x

المتهمة بقتل والدها: «لو رجع الزمن هقتله تاني»

الأربعاء 12-06-2019 01:26 | كتب: محمد القماش |
أحد الجيران يروي شهاته لمحرر المصري اليوم أحد الجيران يروي شهاته لمحرر المصري اليوم تصوير : طارق وجيه

مع تكبيرات أول أيام عيد الفطر المبارك، كانت نوجة مجدى، 23 سنة، تحفر أمام بوابة منزلها فى منطقة عزبة العرب فى القليوبية، لترشد فريق تحقيقات النيابة العامة والمباحث الجنائية عن الأدوات التى استخدمتها فى قتل والدها، تاجر الأراضى والعقارات، المعروف بثرائه الفاحش، قائلة: «بعد ما وضعت المنوم لأبويا بكوباية الشاى، خنقته بطرحة حرير وشديتها بالحبل، ودفنت هذه الأشياء بالتراب بجوار مدخل البيت، قتلته لأنه زوجنى وأنا طفلة ودمر حياتى».

كعادته صلى «مجدى»- 55 سنة- العشاء، الجمعة قبل الماضى، بالمسجد القريب من منزله، وجلس إلى «دكة» تجاور بيته، فى انتظار لفيف من جيرانه ليتسامرون، ومن بينهم صديقه الأقرب سعيد عباس، الضابط السابق بالقوات المسلحة، وأحد شهود العيان، إلا أن الرجل الخمسينى، فوجئ بنداء ابنته «نوجة»، تدعوه إلى شرب كوب شاى، تناولها الأب وأحس برغبة فى نوم عميق: «تركنا وقال لنا طالع أنام لى ساعتين ولا حاجة».

ما أن وضع الأب جسده على سريره، حتى دلفت الابنة المتهمة إلى حجرة أبيها، وراحت تلف «إيشارب» حرير حول عنق والدها، ولكى تضمن أنه لفظ أنفاسه الأخيرة استعانت بقطع حبل بلاستيك لتنشق الرقبة بإحكام، قالت «نوجة»- خلال تمثيلها للجريمة، بحسب «سعيد»- إنها تأكدت من وفاة أبيها فنزلت إلى مدخل بيتهم ودفنت أدوات الجريمة: «كنّا وش الفجر، ولا أحد شاهدنى من أشقائى».

صعدت «نوجة» إلى حجرة المجنى عليه مرة ثانية، وظلت تصرخ بأعلى صوتها: «إلحقينى يا أمى أبويا مش بيرد على، هو مات ولا إيه؟».. تجمدت الدماء فى عروق الأم، لم تصدق ما سمعته: «بتقولى إيه يا بنتى أبوكى لسه كان قاعد وكويس»، فشاهدت الأم جثة زوجها، كما روى - «أ. ش»، أحد أقرباء المجنى عليه: «حوالين رقبته كان فيه حز، ووجهه منتفخ وبطنه».

استعانت أم المتهمة نوجة بـ«ربيع»، شقيق المجنى عليه: «إلحق أخوك شكله تعبان أو مات»، حملوا الجثمان إلى مستشفى خاص، ليتأكدوا من الأطباء أن «السر الإلهى طلع من بدرى»- يحكى سعيد، شاهد عيان: «فى تلك الأثناء حضرت الزوجة الثانية للمجنى عليه وتُدعى (أم عاطف) وأبلغت الشرطة بأن وراء وفاة زوجها شبهة جنائية» قائلة: «إلحقونى زوجى صحته كويسة، وشكله مات مقتول ومخنوق حولين رقبته حز»، وهى الرواية التى أكدها الأطباء العاملون بالمستشفى، فى إخطارهم للمباحث الجنائية بقسم شبرا الخيمة ثانٍ.

على طريقة الأفلام، قطعت سيارة الشرطة الطريق أمام سيارة ملاكى كانت تحمل جثمان تاجر الأراضى المقتول، واستدعت زوجته الأولى وابنته «نوجة»، وتبين من خلال تقرير الطب الشرعى المبدئى أن وراء وفاة المجنى عليه شبهة جنائية وأنه توفى إثر خنق حول الرقبة، ويروى إسماعيل بدر، أحد شهود العيان، أن المتهمة اعترفت بارتكاب جريمتها، لكنهم لا يعرفون سببًا لما فعلته المتهمة: «أبوها كان طاير بيها وأولادها».

أثنى الجيران على «مجدى» ووصفوه بـ«الرجل الخير»: «كان ينفق من أمواله كل شهر على الأيتام»، ويؤكدون حُسن سلوكه: «عمرنا ما رأينا منه مكروهًا»، ويقولون إنه واسع الثراء: «ورث عن عائلته أراضى شاسعة، وبدأ يتاجر فيها وأصبحت منطقة التربيعة بشبرا كلها ملكًا له».

وقال أهالى المنطقة إن المتهمة تزوجت قبل 7 سنوات، من أحد أقربائهم يُدعى «زكريا»، بينما كانت «نوجة» بالصف الثانى الإعدادى، ولا تصلح للزواج: «عيلة ولا تفهم شىء، لكن هنا فى الأرياف كله بيعمل كده»، وأنجبت المتهمة من زوجها الذى يكبرها بنحو 15 سنة، طفلين أحدهما عمره الآن 5 سنوات.

«كلمى أبوكى يدينى 100 ألف جنيه، عاوز أعمل لى مشروع».. هكذا ألح زوج المتهمة عليها أكثر من مرة، لتترك له المنزل وتفر إلى مدينة شرم الشيخ، دون أن يعرف أحد بوجهتها، كما روت «أم ندى»، من عائلة المتهمة، أن زكريا أشاع لدى والد المتهمة بأن ابنته سلوكها سيئ.

وأضافت «أم ندى» أن المتهمة عادت لمنزل عائلتها بعد هروبها، ولم تعد إلى منزل الزوجية، وظلت ببيت أبيها منذ العام الماضى، حتى انتهى قرار والدها بضرورة طلاقها من زوجها، لكننا أرجأنا الأمر إلى ما بعد عيد الفطر المبارك: «قولنا دى أيام مفترجة»، تشير أم ندى إلى أن زوج نوجة كان يعمل مزارعًا بأرض والدها قبل الزواج، وطمع فى والدها، وشعرت المتهمة بالغبن لما فعله بها والدها بزواجها من شخص يكبرها بسنوات كثيرة، ويسىء معاملتها.

وجاء باعترافات المتهمة نوجة أنها هربت من منزل والدها قبل ارتكاب الجريمة: «أبويا كان يعايرنى بفشلى فى الزواج»، وعندما منعنى من استخدام الهاتف المحمول، بحجة شكه فى سلوكى، هربت إلى مرسى مطروح، ولما عدت قررت الانتقام من والدى: «دمر لىّ حياتى ولو رجع بى الزمن من تانى لقتلته».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية