x

88 يوماً من أبوسمبل إلى مرسى علم مروراً بـ «جمعة التنحى»

السبت 25-06-2011 20:53 | كتب: اخبار |
تصوير : اخبار

هى هواية غريبة لم يقصد ممارستها عن عمد، فذات مرة وبينما كان يشعر بالملل ويبحث عن شىء مختلف يقضى به على روتين الحياة، جاءته فكرة السفر من القاهرة إلى العقبة على دراجته، ومن هذه الرحلة انطلق إلى رحلة أخرى ولكن هذه المرة قرر أن تأخذه دراجته إلى ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، من أبوسمبل حتى مرسى علم فى 88 يوماً.


ثمانية أشهر استغرقها شريف لويس، مهندس كمبيوتر، للإعداد لرحلته لرؤية معالم مصر المختلفة، استطاع خلال تلك الفترة أن يوفر الأموال التى يحتاجها لشراء المعدات، ويرسم الخريطة المثلى للرحلة، وينطلق على الطريق فى الأول من يناير بعد أن حصل على إجازة من عمله لمدة ثلاثة أشهر ليسافر على دراجته حاملاً عليها كل ما يحتاجه «طعامه وملبسه وأغراض كثيرة من بيته.


نظرة الناس إلى هواية شريف تختلف من منطقة إلى أخرى، فالمنطقة الأكثر تقبلاً له هى الواحات البحرية، لأنها منطقة سياحية، أما الفلاحون فى القرى الزراعية فكانوا يرونها شيئا عاديا، ثم يضحك من ترجمتهم لركوبه الدراجة على أنه بائع متجول للشنط، وكانوا دائماً يسألونه: «الشنطة بكام؟»، أما الأكثر رفضاً له فكانوا الصعايدة الذين وصفهم بأنهم يخافون من كل شىء، وهذا هو سبب انتشار السلاح لديهم. وقت قيام الثورة كانت رحلة شريف قد وصلت إلى الصعيد، فقرر إنهاءها والعودة إلى القاهرة، لأنها أول ثورة حقيقية تحدث فى مصر، مشيراً إلى أنه كان يعامل كمجرم فى نجع حمادى، خاصة مع التسيب الأمنى الذى أعقب الثورة، وكانت اللجان الشعبية توقفه كثيراً للتحقق من شخصيته، وهناك تعرض شريف لموقف طريف، وهو أن الأهالى مسكوه وقالوا «مسكنا إرهابى راكب عجلة ومعاه متفجرات»، وأكد شريف أن ضابط المباحث المسؤول أوضح له حالة القلق الموجودة لدى الناس، وقال له بطرافة «اللى بدقن بالنسبة لهم راجل متدين، واللى بشورت سائح، واللى على عجلة أجنبى، واللى ماسك كاميرا صحفى، وهما شافوا كل ده فى حاجة واحدة، فمعلش اعذرهم».


ولأنه كان خلال وقت الثورة يتجول فى ربوع مصر، استطاع شريف أن يسجل موقف كل محافظة من الثورة، فقال عن أهل سيناء مثلاً: إنهم أكثر من كان يؤيد الثورة، أما أهل محافظة قنا فكانوا بعيدين عنها تماماً، فلم تندلع أى مظاهرة فى هذه المحافظة، أما السويس فكانت الأكثر اشتعالاً بروح الثورة، ويعتبر شريف نفسه محظوظاً لأنه وصل إلى ميدان التحرير فى اليوم الذى أعلن فيه الرئيس السابق حسنى مبارك تنحيه عن الحكم.


رحلة شريف الأخيرة جعلت كل شىء يتغير فى نظره، فقد أضافت له هذه الرحلة مزيدا من الثقة بالنفس وجعلته يشجع الناس على فعل أى شىء حتى لو كان غير واقعى، وجعلته أيضاً لا يشعر بالخوف، فلن يمر بأصعب مما مر به فى رحلته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية