«الدار طردتني بحجة إني مطلقة مع إني عذراء وملقتش حتة أروح فيها غير الشارع لحد ما انضحك علي واتعرضت للاعتداء غصب عني، وأنا فاكرة إنهم هيساعدوني إني ألاقى مكان أنام فيه».. بهذه الكلمات لخصت «إيمان. ر. ش. م»، 21 سنة، مأساتها منذ خرجت من دار ابنتي لليتيمات بالمنصورة وحتى سرير بقسم النسا بمستشفى المنصورة الدولى بعد تعرضها للاعتداء الجنسي من أحد الشباب.
وقالت لـ«المصري اليوم»: «أنا كنت عايشة في مبرة الشناوى من وأنا رضيعة وعندما أصبح عندي 7 سنوات، دخلت دار ابنتي حتى أصبح عندى 21 سنة، وأجبروني في الدار بالإلحاح على الزواج من شخص في شربين وأنا كنت رافضة الزواج منه لكنهم أكدوا إنه انسان كويس وتم الزواج يوم 21 ديسمبر الماضي وبعد ثلاثة أيام طلبت الطلاق منه حيث اعتدت أسرته على بالضرب وتم عمل محضر شرطة ورجعت الدار وأنا مازلت عذراء ولكنهم رفضوا يرجعوني ومديرة الدار منى الدسوقى رفضت وقالت لي «مش هترجعى تعيشى هنا اللي بيخرج من الدار مبيرجعش لها تاني واتحايلت عليهم وقلت لهم معنديش أي مكان أروح أعيش فيه وكده هاعيش في الشارع فرفضوا».
وأضافت: «عملت محضرا بالقسم لهم علشان يرجعوني والناس قالوا لى حقك تعيشى في الدار لكنهم رفضوا ومديرة الدار قالت لى مش هنرجع واحدة عملت لنا محضر»، ومديرية التضامن بعتونى مركز حماية المرأة رغم أني أنا عذراء وتم توقيع الكشف الطبي على هناك وتأكد لهم أنني عذراء ومع ذلك رفضت الدار إعادتي للعيش مع إخواتي».
وبكت وهى تقول «من ساعة لما طردوني من الدار وأنا في الشارع بأنام تحت الكبارى وفى الخرابات وقابلنى واحد اسمه على عنده 23 سنة وكنت بأعيط في الشارع من الجوع والبرد والنوم على الرصيف فعطف على ووفر لي مكان أنام فيه فوق السطوح في سامية الجمل وقعدت فيه 3 أيام لوحدى لكن للأسف لقيت أصحابه عايزين منى حاجات وحشة فرفضت ومشيت وبعدها وفر لي مكان تانى في مستشفى الصدر مع أصحابه وواحد صاحبه اسمه ربيع حاول يغتصبنى غصب عنى فهربت ومشيت».
وأضافت: «على كان بيعطف على وبيساعدنى وكل فترة يتصل يسأل على ومن كام يوم اتصل وقالى لو مافيش مكان تنامى فيه تعالى خالتي مش هنا وممكن تقعدي في شقتها ولأنى كنت نايمة في الشارع وافقت وروحت لكن للأسف اعتدى على غصب عنى وجالي نزيف ومكنتش عارفه أعمل إيه فصرخت وهرب وسابنى ولما مشيت في الشارع لقيت الدم بينزل منى كتير فاتصلت على اخواتي بالدار وقلت لهم على اللى حصل فقالوا لي لازم تروحي المستشفى دلوقتي فروحت مستشفى المنصورة الدولى وهناك عملوا محضر وأنقذوا حياتي».
وانهارت، وهي تقول «الناس اللى في الدار ظلموني وطردوني في الشارع وهم عارفين إن ماليش لا أهل ولا حد يسأل على وللأسف الناس استغلت حاجتي وبدأ كل واحد يقابلني يطمع فيّ مقابل إنه يعطيني أكل أو يوفر لي مكان أنام فيه وأنا ضعيفة ولا حول لي ولا قوة ومش عارفة هاعمل إيه دلوقتي أنا رجعت الدار عذراء ورفضوني ودلوقتى بقيت مغتصبة ومش عارفة هيعملوا معايا إيه وإخواتى في الدار بيعيطوا علشاني لكن مديرة الدار مش مهتمة خالص».
وأكد مصدر طبى بمستشفى المنصورة الدولى أن الفتاة مصابة بجرح قطعى خارجي، وقررت النيابة إحالتها للطب الشرعي لبيان تعرضها للاغتصاب من عدمه.
بينما أكدت مصادر أمنية أنه جارٍ تكثيف الجهود لضبط الشخص الذي اصطحبها لبيت خالته واعتدى عليها، قائلا «البنت لا تعلم اسمه بالكامل وتم تكليف فريق بحث لضبطه وإحضاره».
من جانبها، أكدت نادية دياب، رئيس قسم الأمومة والطفولة بمديرية التضامن، أن دار ابنتي بها طالبات ثانوي وجامعة وبعد عودة إيمان للدار كان يتعذر التزامها بقوانين الدار وتم تحويلها لمركز حماية المرأة لأنها تعد امرأة معنفة بعد طلاقها، ولكنها تركت المركز برغبتها، وقالت «توسلنا لها أن تعيش بالمركز ولكنها رفضت واختارت الشارع رغم تحذيراتنا لها فقد أخبرتها أن الشارع موحش وستتعرض للأذى ولكنها أصرت وقالت إنها ستعيش عند إحدى صديقتها».
وأضافت: «تم إرسال مندوب من الإدارة لرعايتها بالمستشفى بعدما تعرضت لهذا الموقف السيئ وسنحاول إعادتها لمركز حماية المرأة إذا وافقت لأنها تخطت سن 21 سنة».
وكشفت مصادر بمديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية أن أبناء المؤسسات يعيشون بدور الأيتام حتى الزواج ومن لم تتزوج تعيش بالدار مدى الحياة ومن طُلقت تعود للدار ضمن الرعاية اللاحقة ولائحة الدار نفسها تنص على عودتها للدار.