احتفل مجموعة من الفنانين مع عائلة الفنان القدير جورج سيدهم، بعيد ميلاده الـ81 في مطعم بأحد فنادق القاهرة، بحضور زوجته الدكتورة ليندا.
وشارك في الاحتفال، الإعلامي مفيد فوزي، والفنان لطفي لبيب، والمستشار أمير رمزي، والإعلامي أسامة منير، والكاتبة فاطمة ناعوت، والدكتور إيهاب رمزي، ورجل الأعمال هاني قسيس.
وأهدت الكاتبة فاطمة ناعوت زوجة الفنان جورج سيدهم قصيدة بعنوان «يفوق اللآلئ»، وتقول كلماتها:
أيتها الطيبةُ
تعاليْ
والمسيْ قلبيَ
مازالَ يَخفقُ
قادرًا على الحبِّ
ودفقِ الهوى.
انظري:
في مُقلتي شعاعُ نورٍ
وبريقٌ
يضيءُ الركنَ المعتمَ
الذي أرقدُ فيه
منذ سنين.
بعينيَّ
أُلاحقُ الفراشاتِ
من وراءِ الزجاج
وألمحُكِ
وأنتِ تسقينَ زهورَ الشرفة لكي ترفعَ صلواتِها
من أجلي
وأراقبُ الظلالَ التي
تطلبين من الشمسِ
كلَّ صباحٍ
أن ترسمَها فوق سريري.
أسمعُ همسَكِ
تُخبرينَ الجاراتِ والشاشاتِ
زوجي
بألفِ خيرٍ
فاطمئنوا
رفيقُ عمري جميلٌ فاستريحوا؛
. . .
ثم تُناجين اللهَ سِرّا:
هل سيكونُ بخير؟ يا ربّ!
نعم يا حبيبتي
أنا الجميلُ بكِ
أنا المرْضِيُّ عنه
بوجودكِ إلى جواري
تحوّمين
في أرجاءِ البيتْ
مثل عصفورةٍ
تطيرُ من غُصنٍ إلى أيكةٍ تجمعُ القمحَ والشعيرَ
لتُطعمَ صِغارَها الضِعافَ وتعلّمُهم الطيرانَ
والشدو.
أنا الآن
صغيرُكِ يا صغيرتي
فكيف لا أكونُ بألفِ خير!
لا يعوزُني شيءٌ
مادمتِ حولي
لكن؛
ساقايَ خائرتانْ
وعموديَّ الفقريُّ
يابِسٌ
مثل شجرةٍ جَفَّ نُسْغُها وكسَتِ الصُّفرةُ أوراقَها
فلا أقدرُ أن أقفَ
أو أنحني،
وعندي يا حبيبتي
مَهَمَةٌ
لابد أُنجِزُها
قبل أن ينتصفَ النهارْ.
فاصعدي عني
إلى خشبةِ المسرحْ
الذي وقفتُ فوقه
فارسًا قويًّا
قبل أن يكسرَني المرضُ، اِنحنِي هناك
يا جميلتي
والتقطي وجهيَ
الذي سقطَ مني
تحت حائطِ الديكورْ
ثم عرّجي على الكواليسْ
ومقاعدِ الجمهورْ
ولملمي ابتساماتي التي
تناثرتْ
هنا وهناكَ
حين شبَّ الحريقُ قبل عشرين عامًا
فقتل أحلامي
وأحلامَكِ.
ضعي وجهيَ
على الطاولة الفِضّيةِ
تحت صورةِ زفافِنا
جوارَ أوسمتي ودروعي
فذاكَ الوجهُ
هو درعُ السماءِ الذي
أحبّني من أجله
سكانُ الأرضِ
المحزونون
فتعلّموا أن يختلسوا ابتسامةً
إن اختلستُ أنا ابتسامةً
والقلبُ يبكي.
هاتي قواريرَ الكيمياءِ من معملِكْ
أيتها الطبيبةُ
وأكاسيرَ الفارما
وحاولي أن تذيبي ابتساماتي
التي جمعتِها من أطلالِ المسرحِ المتهدِّمِ
واصنعي منها مليونَ ابتسامةٍ
ثم وزعيَها بالعدل
على الفقراءِ في بلادي
والحزانَى.
خُذي يدي الخامدةَ
على مِسندِ المقعدْ
وشُدّي أصابعيَ الواهنةَ
لتلامسَ
أصابعَ العذراءِ
تلك الممدودةَ
صوبَ قلبي
تشيرُ إلى وجعي
وتسألُ ابنَها القدسيَّ
أن يُبرأَني
كما أبرأ الأكمهَ
والأبرصَ
والأعمى.
لا تعاتبي الرفاقَ الذين ينسون
فالناسُ يا حبيبتي
تنسى الصامتين،
ولا تعاتبي صمتي
فصمتي صلاةٌ
ولا تغاضبي لسانيَ الساكتَ
فلم تعدْ بي رغبةٌ
في كلامِ اللسان
لهذا استبدلتُ به
همسَ القلبِ الذي
لا تسمعين.
في مَخدعي
كلَّ ليلةٍ
قبل صلاةِ النومْ
أهمسُ:
أيها الملكُ سليمانْ
ها أنا وجدتُها
وجدتُها
تلك المرأةَ
التي ثمنُها
يفوق اللآلئ.