x

ضد أمريكا.. رئيس الصين يزور روسيا لتدشين «تعاون استراتيجى»

الأربعاء 05-06-2019 19:52 | كتب: محمد البحيري, وكالات |
بوتين يصافح نظيره الصينى فى لقاء سابق - صورة أرشيفية بوتين يصافح نظيره الصينى فى لقاء سابق - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

بدأ الرئيس الصينى شى جين بينج، أمس، زيارة إلى روسيا تهدف إلى فتح «حقبة جديدة» من الصداقة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، فى ظل تعاظم المصالح المشتركة بين الجانبين فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية التى تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا وتخوض حربا تجارية مع الصين.

ووصل شى بعد الظهر إلى موسكو، حيث استقبل بحفاوة فى الكرملين لإجراء محادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وتلا ذلك حفل استقبال رسمى على شرف الرئيس الصينى، وأمسية فى مسرح البولشوى بمناسبة الذكرى السبعين للعلاقات بين البلدين.

وغادر شى بعد ذلك إلى العاصمة القديمة للقياصرة سانت بطرسبورج، حيث سيكون غدا وبعد غد ضيف شرف فى منتدى اقتصادى فى المدينة، يجمع قادة وممثلين لنحو 1800 شركة روسية وأجنبية من 75 بلدًا.

وأكد مستشار الكرملين يورى أوشاكوف، الاثنين، أن «هذه الزيارة حدث حاسم بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية»، مذكرًا بأن الاتحاد السوفيتى «كان أول بلد يعترف بجمهورية الصين الشعبية غداة إعلانها» فى عام 1949.

ومن المقرر أن يوقع شى وبوتين فى ختام محادثاتهما فى موسكو إعلانًا مشتركًا حول «تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى التى تدخل حقبة جديدة».

وفى إطار زيارته إلى موسكو، قدم الرئيس الصينى دبى باندا إلى حديقة حيوانات العاصمة الروسية خلال مراسم رسمية.

وقال أوشاكوف: «هذا الدب رمز للصين، وله أهمية بالغة عند شركائنا الصينيين».. وبالإضافة إلى روابط الصداقة القوية تقليديًا، فالصين أيضًا «أبرز شريك اقتصادى لروسيا»- بحسب أوشاكوف.

وأكد أنه، وفى سياق التوترات الكبيرة بين روسيا والغربيين، ارتفعت المبادلات التجارية بين موسكو وبكين بنسبة 25% فى عام 2018 لتصل إلى «مستوى قياسى بقيمة 108 مليارات دولار».

ويلحظ المحلل الروسى ألكسندر جابوييف أن روسيا، التى تلقى اقتصادها ضربة قاسية إثر العقوبات الأوروبية والأمريكية فى عام 2014 على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم القرم، تحاول «الابتعاد عن السوق الأوروبية فى اتجاه السوق الصينية». وباتت الصين أيضًا «مستثمرًا مهمًا جدًا» فى الاقتصاد الروسى ومانحًا للقروض إلى روسيا فى وقت انسحب فيه لاعبون دوليون آخرون خصوصًا بسبب العقوبات، بحسب جابوييف لوكالة «فرانس برس».

من جهة أخرى، يبدو أن التفاهم السياسى بين هذين العضوين الدائمين فى مجلس الأمن الدولى اللذين غالبًا ما يصوتان بشكل مماثل فى اجتماعاته، مستقر.

وأكد أوشاكوف أن «مواقف روسيا والصين قريبة جدًا، أو تتوافق تمامًا حول معظم الملفات الدولية»، مثل البرنامج النووى الكورى الشمالى، والنزاع فى سوريا، والأزمة الفنزويلية، وأيضًا الاتفاق النووى الإيرانى. وستكون هذه المواضيع حاضرة فى محادثات الرئيسين خلال الزيارة- بحسب اوشاكوف.

ومن بين المواضيع الأخرى على جدول أعمال محادثات بوتين وشى تبرز خصوصًا «علاقات روسيا والصين مع القوى الغربية الكبرى، من بينها الولايات المتحدة»- وفق أوشاكوف.

ويمرّ البلدان، لأسباب شتى، بفترة توتر قوى مع الولايات المتحدة. والعلاقات الروسية - الأمريكية متزعزعة على خلفية اتهامات التدخل فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، وكذلك بسبب خلافات أخرى عديدة، من بينها الخلاف حول نزع السلاح. وتتواجه من جهتهما بكين وواشنطن فى حربٍ تجارية لا يبدو أن لها نهاية.

وفى هذا السياق، تهدف محادثات شى وبوتين إلى «إعادة التأكيد على الدعم المتبادل، وضمان أن العلاقات الروسية - الصينية لن تتأثر بالتغيرات فى الوضع الدولى»، حسبما أعلن نائب وزير الخارجية الصينى زانج هانوى فى مؤتمر صحفى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية