عام 1972 كان يرأس مركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء دكتور مهندس محمد عبدالهادى. وهو مصرى أمريكى. كان يقوم بأبحاث في منطقة دهشور. وكان البحث يركز على منطقة سقارة ودهشور، لرصد الأماكن والفجوات التي تحت الأرض. أي المقابر. اختيار الدكتور محمد عبدالهادى لتلك المنطقة، لم يكن من فراغ. بل هو يعلم أن هناك الكثير من المقابر والخبايا، التي لم تكتشف بعد في تلك المنطقة. كنوز مدفونة، تحتاج إلى عمل شاق وجاد لكشف المحتويات. هكذا هو حال وقدر ونصيب مصر مع الآثار الفرعونية. أحيانا أحدث نفسى بأن الله يؤجل هذا الحلم لزمن آخر. مصر هي مصر، والقاهرة هي القاهرة. وكل المدن كما هي لم تتغير، في مكانها كما هي! ولو تذكرت عصر ما قبل الحملة الفرنسية على مصر، ستعرف أننا كنا نعيش على هامش التاريخ. ولم نكن نعلم شيئا عن آثارنا الفرعونية. وهى أمامنا في كل لحظة وفى كل خطوة نمشيها ونخطوها على أرض مصر. معابد ومعابد، موجودة ومازالت موجودة منذ نشأتها من آلاف السنين، وحتى يومنا هذا وكنا نتعامل معها على أنها بدع. وأيضا على أنها تحمل اللعنات وتاريخ بعيد لا يعنينا. والحقيقة أنها تحمل الحكمة وتحمل تاريخا نعتز به وخيرا لنا ادخر منذ آلاف السنين لوقتنا ولجيلنا هذا، ليكون عونًا لنا، وثروة لا حدود لها.
عميد بالمعاش- محمد عبدالسميع عامر مراد