التقى سائق سيارة الأجرة الأمريكى المسلم أحمد شريف الذى تعرض للطعن بالسكين بسبب ديانته برئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبورج، فيما حذر مسؤولون حكوميون من هجمات أخرى ضد المسلمين بسبب الخلاف حول بناء مسجد بالقرب من موقع مركز التجارة العالمى «جراوند زيرو» فى نيويورك.
ووصف بلومبرج الهجوم بأنه «مشين»، وقال: ليس مهماً مدى روعة هذه المدينة، ولكن هناك دائماً أحداً ما يتصرف بطريقة مخزية، وأعطى عمدة نيويورك للسائق شريف الذى كان برفقة أبنائه الأربعة حقائب هدايا بينها قمصان مكتوب عليها «أحب نيويورك» وأقلام رصاص.
وأكد السائق أن الاعتداء عليه يوم الثلاثاء الماضى، كان بسبب ديانته لكنه لم يربط بينه وبين الجدل الذى أثاره السعى لبناء مسجد قرب موقع الهجوم 11 سبتمبر، مشيراً إلى أنه بات يشعر بقلق شديد أثناء قيادته سيارة الأجرة وهو عمل يؤديه فى نيويورك منذ 15 عاماً.
وسرد السائق، الذى غادر المستشفى، تفاصيل واقعة الاعتداء عليه قائلاً: «فى ليلة 24 أغسطس الحالى، التقطت راكباً من الشارع 24، وطلب منى الراكب توصيله إلى شارع 42، وكنت على مقعد قيادة السيارة.. وحين استقل الراكب السيارة كان فى غاية اللطف وسألنى: كيف حالك؟، فأجبت: بخير... شكراً.. ورددت السؤال كيف حالك أنت؟، فأجابنى: بخير، وبعدئذ فجأة سألنى من أين أنا؟ أجبته بنجلاديش، ثم سألنى إذا كنت مسلماً؟ فأجبت نعم أنا مسلم، وعندئذ قال لى السلام عليكم، فرددت عليه وعليكم السلام، وقال إنك الآن فى شهر رمضان فماذا تفعل؟ فرددت أفعل كل خير، ثم بدأ يسخر من شهر رمضان، وأضاف «شريف» أن الراكب انفجر غاضباً وبدأ يصرخ ويلعن.
وأردف: لقد رأيت على وجهه كثيراً من الكره والضيق والغضب منى بسبب ديانتى، ثم شاهدت مد يديه تأتى إلى عنقى فتحركت قليلاً وعندها جاءت الطعنة فى ذراعى.. كانت طعنة عميقة للغاية، لقد طالت عظامى تقريباً.
واستطرد السائق: ثم ضربنى ثانية.. وعندها كنت أناضل من أجل الحياة لأحمى نفسى، لكنه كان لايزال يسب ويلعن.. تلك الأشياء ليس بوسعى تذكرها، لم أنتبه لأنى كنت مشغولاً جداً بحماية نفسى حين رأيت وجهه مفعماً بالغضب وكان يسعى لقتلى، وقلت له: من فضلك لا تقتلنى، لماذا عليك أن تقتلنى؟ ماذا فعلت؟
وقالت شرطة نيويورك إن الجانى مايكل انرايت «21 عاماً» اتهم بالشروع فى القتل فى جريمة كراهية والاعتداء وحيازة سلاح بقصد ارتكاب جناية، مشيرة إلى أنه كان مخموراً حينما اعتقل قرب مسرح الاعتداء فى وسط مدينة مانهاتن.
وعبر أصدقاء إنرايت، وهو طالب أمريكى يدرس إنتاج الأفلام السينمائية، عن دهشتهم بعد أن وصفوه بأنه شخص عمل على بناء الجسور بين الثقافات والأديان، وقال روبرت تشيس، مدير معهد «إنترسيكشن» الدولى، لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية: «كل من يعرف إنرايت، أصيب بالدهشة التامة».
وصدم هذا الاعتداء أيضاً نيويورك التى تعيش فى جدل بسبب الخطط المثيرة للجدل من قبل جماعة مسلمة لبناء مركز ثقافى إسلامى على بعد بنايتين فقط من مركز التجارة العالمى الذى دمرته هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
وقال ديفيد باترسون، حاكم نيويورك، إنه يجرى التحقيق فى الحادث، وأضاف: من المحتمل أن يكون إنرايت مريضاً عقلياً وحذر من أن مثل هذه الحوادث قد تقع مجدداً. ويعيش فى نيويورك نحو 800 ألف مسلم أى 10٪ من السكان.
وقال بهيراوى ديساى، المدير التنفيذى لتحالف قائدى سيارات الأجرة فى نيويورك، إن الجدل المثار بشأن المركز الثقافى الإسلامى والمسجد جعل المسلمين فى نيويورك عرضة لاعتداءات، وأضاف: المجادلات تصاعدت إلى درجة بات فيها العنف حتمياً فتجارة الخوف تؤدى إلى جرائم الكراهية، وتجارة الخوف هى أساس ما حدث لأحمد شريف.
وقال إمام شمسى على، من المركز الثقافى الإسلامى فى نيويورك، وهو أول مبنى بالمدينة يقام خصيصاً ليضم مسجداً، حينما وقع الحادث، قبل يومين فإنه أثار مخاوف وقلقاً بين أبناء الطائفة المسلمة.