x

كأس الأمم الإفريقية.. بوابة انتعاش السياحة

الأربعاء 05-06-2019 01:10 | كتب: أسماء قنديل |
 تميمة كأس الأمم الأفريقية 2019  - صورة أرشيفية تميمة كأس الأمم الأفريقية 2019 - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

فجر جديد ينشر أشعته الذهبية على نهر السياحة المصرية الفياض بما وهبته الطبيعة وجهود أبناء الوطن المخلصين.. فجر لاح مع تنظيم مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقرر بدء فعالياتها يوم الجمعة 21 يونيو الجارى، حيث كثفت كل المؤسسات جهودها بتنسيق وتناغم مدهش لاستثمار الفرصة وتعظيم الفائدة المرجوة منها للارتقاء بمعدلات توافد السياح إلى مصر وهو أحد أهم الأهداف التي توليها الدولة أهمية خاصة لما للسياحة من أثر شديد الإيجابية على الدخل القومى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.

ومهدت الحكومة لتلك الأهداف بنجاح في مجالات عديدة منها إعادة تأهيل البنية التحتية خاصة استحداث شبكات طرق جديدة سهلة وآمنة للمقاصد السياحية المصرية واتباع نظم تقنية متطورة في الترويج للمنتج السياحى بالخارج فضلا عن المشاركة المصرية الفاعلة في المؤتمرات السياحية والبورصات العالمية ورسوخ أسباب الأمن نتيجة جهود الشرطة والجيش المصرى في محاربة التطرف والإرهاب واتباع الحكومة المصرية لمعايير عالمية مبتكرة لتأمين المطارات.

ومع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى أصبح دعم دول الاتحاد وتوثيق العلاقات معهم في كافة المجالات متاحا بشكل أكبر وتأتى السياحة في المقدمة، وكأن الأقدار تحالفت لتعويض مصر عن مرحلة عدم الاستقرار وما تبعها من خسائر حينما قرر الاتحاد الإفريقى لكرة القدم سحب ترشيحه للكاميرون في تنظيم البطولة القارية للعبة واختيار مصر بدلا منها وهو ما يعنى اكتمال مائدة المكاسب بجميع أصنافها الشهية لتحقيق أقصى نجاح ممكن.

ومن آخر الخطوات الإيجابية الجادة التي اتخذت في هذا الصدد مؤخرا إبرام وزارة السياحة ممثلة في الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة عقدا مع الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف» لتكون راعيا إقليميا رسميا للبطولة، حيث أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، أن ذلك يأتى من منطلق حرص الوزارة على استغلال الأحداث العالمية الكبرى للتسويق لمصر دوليا، مشيرة إلى أهمية استضافة مصر لهذا الحدث الرياضى المهم على أرضها، وأنه يأتى انعكاسا لثقة العالم في قدرة الدولة المصرية على استضافة وتنظيم الفعاليات الكبرى مشددة على أهمية دعم البطولات الرياضية الدولية، لما تجذبه من ملايين المشجعين وعشاق كرة القدم من كل مكان.

وأوضحت الوزيرة أن جزءا من حقوق الوزارة وفقا للبروتوكول هو استخدام صور اللاعبين وصور و«فيديوهات» زيارتهم للمناطق السياحية والأثرية على منصات الترويج المختلفة الخاصة بالوزارة، مما سيكون له أكبر الأثر في الدعاية لمصر.

وأضافت أن بنود اتفاق الرعاية تمنح الوزارة الحق في وضع شعار Egypt where it all begins ورابط موقع الهيئة على موقع الكاف «الاتحاد الإفريقي»، واستخدام شعاره على كل وسائل الدعاية الخاصة بها.

وكذلك وضع شعار الهيئة في المؤتمرات الصحفية للمباريات والأحداث المصاحبة للبطولة، واستخدام لوحات الإعلانات بالملاعب لعرض المواد الترويجية للتسويق لمصر لمدة دقيقة ونصف في كل شوط.

وأعربت الوزيرة عن إعجابها بالأيقونة المختارة للبطولة في نسختها الثانية والثلاثين، مشيرة إلى أنها جمعت بمهارة بين دلالات حضارة مصر القديمة واللعبة الجماهيرية الأولى في العالم ممثلة في هيئة الملك المصرى الشهير توت عنخ آمون، مرتديا زيًا فرعونيًا مع قميص أحمر عليه خريطة القارة السمراء، بينما يتضمن الإعلان التشويقى مقطعا يركل فيه الملك توت عنخ آمون الكرة أمامه ويهرول للحاق بها، وتبدو في الخلفية معالم مصر السياحية.

وقالت النائبة سحر طلعت مصطفى إن ضيوف كأس الأمم الإفريقية هم بمثابة سفراء جدد للسياحة المصرية، خاصة أن من بينهم شخصيات رياضية عالمية وإعلاميون ومشاهير على وسائل التواصل الاجتماعى، يملكون تأثير واسعا في الرأى العام العالمى مما يجعل روايتهم لتجربتهم السياحية في مصر لها الأثر الإيجابى على حركة السياحة الوافدة من السوق الإفريقية مطالبة الحكومة بتقديم باقة أسعار مميزة لحاملى بطاقات التشجيع بكأس الأمم الأفريقية «FAN ID»، لدخول المقاصد السياحية والمواقع الأثرية خلال فترة انطلاق البطولة، تنشيطاً لحركة السياحة.

وأوضحت النائبة أن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أكد أن المقاصد الأثرية ستكون مفتوحة للأفارقة بنفس الأسعار التي يدفعها المصريون لمدة عام بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، مشيرة إلى أن ذلك التوجه يُعد عودة قوية لمصر في القلب من القارة السمراء، تتويجاً لجهود القيادة السياسية.

ومن ناحية أخرى أطلقت مصر للطيران حملتها الدعائية التسويقية الجديدة كراعية للبطولة بعنوان «ناقل واحد وجهة واحدة كأس واحد»، وتتضمن الحملة تنفيذ العديد من الإجراءات للترويج لاستضافة مصر للبطولة بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، وتم تخصيص صالة 4 بمطار القاهرة لاستقبال الوفود والمشجعين.

وأعدت كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادى كتاب «مصر وإفريقيا شريان حياة» وقال الدكتور عباس منصور، رئيس الجامعة، إن الكتاب سيتم توزيعه على المنتخبات الإفريقية والجمهور أثناء استضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية، مشيرًا إلى أنها إضافة قوية من جانب كلية الإعلام، والكتيب مترجم بثلاث لغات تتحدث بها الشعوب الإفريقية وهى: الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغة العربية.

وأعرب الدكتور محمدو لبرنج، سفير الكاميرون وعميد السفراء الأفارقة، عن قناعته بجدارة مصر في تنظيم البطولة القارية، مشيرا إلى أهمية وحيوية الدور الحضارى الذي تلعبه مصر في القارة الأفريقية ووصفه بأنه دور لا يمكن منافسته أو الاستغناء عنه من جانب الدول الإفريقية وعبر عن سعادته بعودة الاهتمام المصرى بإفريقيا. وأضاف: «لدينا الثقة أن الغد الإفريقى أفضل للغاية بعطاء مصر وإخلاص قادتها ومواطنيها لانتمائهم الإفريقى».

وقال سوربيا كمارا، سفير جمهورية غينيا، إن الخبرات المصرية وقدراتها على العطاء ليست محل جدل وإن الاهتمام المصرى الحالى بالعلاقات مع الأفارقة أعاد مصر إلى مكانها الصحيح في قلوب الأفارقة، وأعرب عن اعتقاده بأن تنظيم مصر للبطولة الإفريقية فرصة عظيمة يجب استثمارها لدفع التعاون بين البلدين، مؤكدا أن بلاده تثق في قدرات مصر على حسن تنظيم البطولة واحتضان شعبها الأصيل لضيوفهم الأفارقة.

وقال ماجد أبوالخير، وكيل لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، إن التعاون المؤسسى بين مصر وإفريقيا تم التخطيط له جيدا من قبل اللجنة المختصة بالمجلس التشريعى بالتعاون مع الجهات المعنية لاستثمار الحدث الرياضى الكبير في الترويج للمقاصد المصرية السياحية وما يتوفر بها من خدمات عالمية متميزة، مشيرا إلى أن ذلك يأتى في إطار الخط الاستراتيجى المدعوم من القيادة السياسية والذى يهدف لتجسيد التكامل مع الدول الإفريقية، وأضاف: «لدينا خطط طموحة وأفكار مبتكرة لتوحيد جوازات السفر والعمل على إيجاد تأشيرة أفريقية موحدة».

ويرى الدكتور عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، أن البطولة القارية فرصة لعودة حقيقية وجماهيرية لمصر بكل مقدراتها إلى أحضان أفريقيا، وأن التجربة سوف تمثل مقدمة مهمة تؤهل مصر لترتقى باستعداداتها لبطولة كأس العالم وتعلن عن نفسها من جديد أمام العالم، وطالب بتكثيف الوعى الإعلامى الموجه للمصريين لتجنب أي سلوكيات يمكن ترجمتها على أنها تمييز عنصرى ضد الضيوف الأفارقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية