يحيي العالم يوم 5 يونيو من كل عام يوم البيئة العالمي، ويحمل احتفال هذا العام شعار «دحر تلوث الهواء»، حيث يعد تلوث الهواء من المخاطر البيئية الرئيسية المحدقة بالصحة.
وفي أحدث التقارير، يموت ما يقرب من 7 ملايين شخص حول العالم كل عام نتيجة لتلوث الهواء، وتحدُث حوالي 4 ملايين من هذه الوفيات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويعتبر عام 1972 بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقد في هذا العام تحت رعاية الأمم المتحدة المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية في الفترة من 5 إلى 16 يونيو في ستوكهولم بالسويد، وكان الهدف من المؤتمر المعروف بمؤتمر البيئة البشرية صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
ومنذ الاحتفال الأول في عام 1974، ساعد اليوم العالمي للبيئة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على زيادة الوعي وتوليد زخم سياسي حول المخاوف المتنامية مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمي.
وقد أشار أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة له بهذه المناسبة، إلى أن يوم البيئة العالمي يمثل فرصة لتسليط الضوء على مدى الاعتماد على طبيعة وصحة الكوكب الذي نعيش عليه، لافتا إلى أن البيئة معرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى بسبب النشاط البشري، وهناك مليون نوع مهدد بالانقراض، وتتعرض المحيطات لضغوط شديدة، كما أن تلوث الهواء يقتل 7 ملايين شخص كل عام ويضر بنمو الأطفال.
وكشف تقرير «حقائق عن تلوث الهواء» الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه يوجد:
- 92 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم لا يتنفسون هواءً نظيفًا.
- يكلف تلوث الهواء الاقتصاد العالمي 5 تريليونات دولار سنوياً من تكاليف الرعاية الاجتماعية.
- يتوقع أن يؤدي تلوث طبقة الأوزون من مستوى الأرض إلى خفض المحاصيل الزراعية الأساسية بنسبة 26 في المائة بحلول عام 2030.
في الوقت نفسه، كشف تقرير بعنوان «تلوث الهواء» صادر عن منظمة الصحة العالمة لعام 2019 أنه لا تزال مستويات تلوث الهواء مرتفعة بشكل خطير في أجزاء كثيرة من العالم، وتظهر بيانات جديدة من منظمة الصحة العالمية أن 9 من أصل 10 أشخاص يتنفسون هواء يحتوي على مستويات عالية من الملوثات.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 7 ملايين شخص يموتون كل عام بسبب التعرض لجسيمات دقيقة في الهواء الملوث تتغلغل عميقاً داخل الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية، ما يتسبب في أمراض تشمل السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، وأمراض الانسداد الرئوي المزمن والتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.
كما تقع أعلى مستويات تلوث الهواء المحيط في إقليم شرق المتوسط وفي جنوب شرق آسيا، حيث تتجاوز مستويات المتوسط السنوي المقبول في كثير من الأحيان الحدود التي وضعتها المنظمة بأكثر من 5 مرات، تليها المدن المنخفضة ومتوسطة الدخل في أفريقيا وغرب المحيط الهادئ.. وتعاني أفريقيا وبعض أجزاء غرب المحيط الهادئ من نقص خطير في البيانات المتعلقة بتلوث الهواء.
في الوقت نفسه، كشف تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تلوث الهواء وتغير المناخ وجهان لعملة واحدة، كما أن ثوران البراكين والزلازل والعواصف الترابية والنيازك التي تصطدم بقشرة الأرض هي ظواهر طبيعية يمكن أن تتسبب في تغير المناخ وتلوث الهواء.
ومن المقرر أن الصين ستستضيف الاحتفالات بيوم البيئة العالمي 2019 تحت شعار موضوع تلوث الهواء، وقد التزمت حكومة الصين بتنظيم الاحتفالات بيوم البيئة العالمي عبر مدن متعددة، مع استضافة مدينة هانغتشو، في مقاطعة تشجيانغ، للحدث الرئيسي.