x

ترامب يبدأ «زيارة دولة» لبريطانيا بحفاوة حكومية وملكية غير مسبوقة

الإثنين 03-06-2019 23:38 | كتب: عنتر فرحات |
ترامب و ميلانيا قبل صعودهما على متن الطائرة الرئاسية فى طريقهما إلى لندن ترامب و ميلانيا قبل صعودهما على متن الطائرة الرئاسية فى طريقهما إلى لندن تصوير : آخرون

وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزوجته ميلانيا إلى المملكة المتحدة أمس فى زيارة دولة رسمية أثارت جدلا واسعا، وتستمر 3 أيام،

ويلتقى ترامب خلال زيارته أعضاء من العائلة الملكية، ويناقش قضايا التغير المناخى وشركة التقنية الصينية هواوى، فى محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، ويتخلل الزيارة ترتيبات فخمة منها إقامة مأدبة غداء كبيرة فى قصر باكنجهام، وجاءت الدعوة من الملكة إليزابيث لكن القرار اتخذه ساسة بالنيابة عنها، ويعتبر استقبال ترامب وميلانيا الأكبر الذى تمنحه بريطانيا لمسؤول كبير، وانتقد رئيس بلدية لندن صادق خان بشدة قرار الحكومة بتوفير استقبال رسمى سخى لترامب هذا العام، وكان «خان» أجاز الاحتجاج ببالون «الرضيع ترامب» العام الماضى، وكتب خان فى صحيفة «الأوبزرفر»، أن الموافقة على «زيارة دولة لرئيس لا يتفق سلوكه المثير للجدل مع قيم المساواة والحرية والحريات الدينية التى تأسست عليها الولايات المتحدة أمر لا يتماشى مع القيم البريطانية»، وأضاف أن بريطانيا ترتكب خطأ عندما تخصص لترامب «استقبالا رسميا»، واصفا بعض سياسات الرئيس الأمريكى بـ«المهينة والبغيضة، وقال إن بعض تصريحات ترامب تشبه تلك التى استخدمها «فاشيون فى القرن العشرين».

ورد ترامب بتجديد هجومه اللفظى على صادق خان ووصفه بأنه فاشل تماما، وكتب على «تويتر» بعد هبوط طائرته فى مطار ستانستيد: «صادق خان، الذى قام بعمل مزعج على كل المستويات كرئيس بلدية لندن، كان بغيضا جدا تجاه رئيس الولايات المتحدة الزائر أهم حليف على الإطلاق لبريطانيا»، وأضاف: «إنه فاشل تمامًا ومتحجر المشاعر، ويتعين عليه التركيز على الجريمة فى لندن وليس على»، ومع ذلك قال ترامب إنه لا يزال يتطلع إلى زيارته، لكن خان قال إنه لن يلتقى ترامب.

وانطلقت مظاهرات مخطط لها أثناء الزيارة فى أنحاء المملكة المتحدة، بينها لندن ومانشستر وبلفاست وبرمنجهام، رفضا لوجود ترامب فى الأراضى البريطانية، ورغم حديث ترامب عن إعجابه بالسيدة «ماى»، إلا أن الاخلافات بين الحليفين على ضفتى الأطلسى لا يمكن استبعادها حول العديد من القضايا أثناء محادثاتهما التى من المقرر أن تبدأ اليوم، وستثير رئيسة الوزراء قضية تغير المناخ، بعد تصريح متحدث باسم الحكومة أن المملكة المتحدة «أُحبطت جراء قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس فى 2017».

ومن المتوقع أيضا أن يناقش الزعيمان قضية عملاق الاتصالات الصينى هواوى، والتى وضعتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء لدواع أمنية، بينما قد رفضت المملكة المتحدة السماح للشركة الصينية بتزويد شبكتها الخاصة بالجيل الخامس من الإنترنت بمكونات «غير أساسية».

وقبل الزيارة، قال الرئيس ترامب لصحيفة «ذا صن» إنه يدعم بوريس جونسون من حزب المحافظين فى سباقه لقيادة الحزب، ومن ثم فى أن يكون رئيس الوزراء البريطانى القادم، وقال ترامب لصحيفة «صنداى تايمز» البريطانية إن زعيم حزب «بريكست» نايجل فاراج، المعارض اللدود لتيريزا ماى، ينبغى أن يشارك فى مفاوضات الحكومة بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى.

ويشمل جدول زيارة ترامب القيام بجولة فى كنيسة وستمنستر، ويلتقى الأمير تشارلز ودوقة كورنوال فى حفل شاى فى المقر الملكى بلندن، كلارنس هاوس، وتقيم الملكة إليزابيث مأدبة عشاء رسمية فى قصر باكنجهام للرئيس والسيدة الأولى ميلانيا ترامب. وسيحضر ترامب مراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال النورماندى فى بورتسموث بجنوب انجلترا مع الملكة والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وسيزور مع زوجته إيرلندا فى 6 يونيو ثم يتوجهان إلى النورماندى فى فرنسا للمشاركة فى الاحتفالات التى أعدتها فرنسا لهذه المناسبة. وفى صيف 2018 تناول ترامب الشاى مع الملكة اليزابيث فى قصر ويندسور.

ويحضر ترامب اليوم ورئيسة الوزراء تيريزا ماى إفطار عمل فى قصر القديس جيمس، وبعد ذلك يتوجه ترامب لزيارة داوننج ستريت لإجراء مزيد من المحادثات مع ماى، فى مقر الحكومة بعد مؤتمر صحفى مشترك، وكغيره من الرؤساء الأمريكيين الذين زاروا بريطانيا، يركز ترامب على «العلاقة الخاصة» البريطانية- الأمريكية التى واجهت اختبارات عديدة مؤخرا فى عدد من الملفات بما فيها إيران التى تدافع بريطانيا عن الاتفاق النووى المبرم معها، والبيئة، وشركة هواوى وأزمة «بريكست»، التى تدخل فيها ترامب بقوة، وفى صحيفة «صنداى تايمز» طلب ترامب من لندن أن تبقى «حذرة جدا» من الدور الذى ستوليه لمجموعة هواوى.

وسيكون برفقة الملكة كل من دوق ودوقة كامبريدج الأمير ويليام وزوجته كيت، ولن تحضر اللقاء دوقة ساسكس، ميجان ماركل، والتى وضعت مؤخرًا وليدها آركى، قبل أقل من شهر، وتعرف ميجان، التى كانت ممثلة أمريكية قبل زواجها من الأمير هارى، بانتقادها الشديد لترامب، وقد أنكر ترامب أمس الأول أن يكون وصف الدوقة ميجان بـ «البغيضة»، رغم انتشار تسجيل لاستخدامه تلك الكلمة، وقال ترامب إن مواقع الأخبار المزيفة هى التى تنقل مثل هذا الكلام، وفى قصر باكنجهام، من المتوقع أن يتحدث كل من الرئيس والملكة إلى ضيوف، بينهم أمريكيون بارزون يعيشون فى بريطانيا، وسيقيم الرئيس ترامب فى مقر إقامة السفير الأمريكى وينفيلد هاوس، فى حديقة «ريجنت بارك» فى لندن.

وأعلن محتجون تنظيم «مظاهرة وطنية» تبدأ فى ميدان الطرف الأغر اليوم، وأعلن ائتلاف «ستوب ترامب» وجماعات «ستاند اب تو ترامب» عن حضورهما المظاهرات، وقالت شرطة لندن إنها استعدت بـ«فريق قيادى متمرس» للتعامل مع الزيارة، وقال ناشطون إن بالون «الرضيع ترامب» الذى كان بؤرة احتجاجات أثناء زيارة الرئيس الأمريكى للندن العام الماضى حلّق مجددا خلال زيارة ترامب، وقال الفريق المنظم لفعالية البالون إنه يحلق قرب مواقع من المقرر وجود ترامب فيها خلال الزيارة بعدما نجحت إحدى الحملات فى جمع 30 ألف جنيه استرلينى، لصالح جماعات تدعم قضايا بدءا من التغير المناخى وانتهاء بحقوق المرأة، وصار البالون برتقالى اللون، الذى يبلغ ارتفاعه 6 أمتار ويصور ترامب طفلا غاضبا يرتدى حفاضة، رمزا لمئات الآلاف من المحتجين المعارضين لسياسات ترامب والذين احتشدوا فى وسط لندن خلال زيارته السابقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية