x

كوميديا دراما رمضان.. لم يضحك أحد

اتسمت بتكرار الأفكار والاعتماد على ورش الكتابة
الإثنين 03-06-2019 01:10 | كتب: ريهام جودة |
أول ظهور للجدة سكسكة فى الحلقة الثانية من «البرنسيسة بيسة» بعد خروجها من السجن - صورة أرشيفية أول ظهور للجدة سكسكة فى الحلقة الثانية من «البرنسيسة بيسة» بعد خروجها من السجن - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

عشرات من الأعمال عرضت فى رمضان خلال ماراثون درامى صعب اعتبر الأسوأ منذ سنوات طويلة من قبل نقاد وخبراء الدراما، ربما بسبب ضعف الأعمال المعروضة ونوعيتها المحدودة التى انحسرت بين التشويق والأكشن والكوميديا التى كانت «بعافية»، بل «ثقيلة الظل» بحسب تعليقات كثير من المتابعين لها على مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما كانت الأعمال الكوميدية هى ملاذ الجمهور للترفيه فى رمضان.. وبدلا من التوجه لمتابعة الأعمال المسرحية والسينمائية، لم تنجح المسلسلات الكوميدية فى انتزاع ضحكات الجمهور، رغم ما نشره صناع هذه الأعمال من مقاطع فيديو حول تصدرها تريند المتابعات على السوشيال ميديا. اعتماد هذه الأعمال على ورش الكتابة وإفيهات السوشيال ميديا جعلها تشبه الكوميك الذى ينتشر على هذه المواقع، أعمال خفيفة لم تُضحك أحدا باستثناء متابعين من الأطفال، حتى النجوم الشباب الذين كان الرهان كبيرا عليهم واعتاد الجمهور متابعة أعمالهم الكوميدية فى السنوات الأخيرة خرجوا من الموسم وقد خسروا ذلك الرهان.

«بدل الحدوتة 3» اختارت دنيا سمير غانم تحديا صعبا بتقديم 3 شخصيات خلال 30 حلقة، لكنه بالنسبة لـ«دنيا» التى تهوى تقمص عدة شخصيات ليس بجديد عليها: «بيلا» و«لهفة» و«لولى».. ورغم محاولات «دنيا» تطعيم العمل بالأغانى والاستعراضات التى تهوى تقديمها، فإن «بدل الحدوتة 3» جاء ليكون العمل الأقل جاذبية ونجاحا جماهيريا وفنيا لها منذ تصديها للبطولة فى مسلسلات سابقة، منها «لهفة» و«نيللى وشريهان» الذى جمعها قبل 3 أعوام بشقيقتها «إيمي».

«هوجان».. سار محمد عادل إمام على نفس نهج والده، اللهجة الفلاحى وشاب بسيط ونموذج للشخصيات المطحونة التى يقع فى غرامها الجميع، سواء كانوا طيبين أو أشرارا.. اختار ابن الزعيم هذه المرة شخصية لشاب يتمتع بقدرات خارقة، يجر السيارات ويأكل الزجاج، لكن تلك الشخصية لم تُستغل فى باقى الحلقات، واكتفى مخرج العمل بتقديمها فى الحلقتين الأوليين فقط، وظل «هوجان» طوال الحلقات الشاب المطحون صاحب القفشات وخفيف الظل الذى يملك ضميرا ويحظى بحب من حوله حتى لو كان ابنة رجل الأعمال وتاجر الآثار الذى يقوم بخدمته كحارس شخصى ينقذه وابنته من الموت، فيحظى بقربه، ثم ينقلب عليه ليثأر من ظروفه ومعاناته.

وبنفس الخطوات داخل عباءة الأب سار كريم محمود عبدالعزيز، نجل الساحر، مواصلًا تقديم الشخصية الفهلوية خفيفة الظل التى تميز بها محمود عبدالعزيز فى أعمال كثيرة.. وفى نفس العمل «هوجان» قدم «كريم» شخصية «لطفى الحراق» الند الشرير الذى يواجهه «هوجان».. ثنائى ابن الزعيم وابن الساحر نجحا فى أن يجذبا الجمهور بتوليفة شعبية قادتها الممثلة الصاعدة ذات القدرات المتميزة أسماء أبواليزيد، لكن العمل لم يقنع الجمهور بأنه كوميدى بالشكل الكافى.

«الواد سيد الشحات».. ثلاثى جديد قاده أحمد فهمى، الذى خرج قبل سنوات من ثالوث جمعه بزميليه هام ماجد وشيكو حقق نجاحا سينمائيا بـ«سمير وشهير وبهير»، وغيره. هذه المرة عاد «فهمى» لتيمة الثلاثى مع هنا الزاهد ومحمد عبدالرحمن، ورغم السخاء الإنتاجى الذى تبدو عليه الحلقات فى الديكورات وأماكن التصوير والماكياج حيث يتنكر الأبطال فى عدة شخصيات، يظل المسلسل معتمدا على الإفيهات التى لا يدعمها الأبطال وافتقادهم كاريزما الإضحاك، باستثناء حلقتين ظهر بهما أكرم حسنى كضيف شرف، والذى شارك «فهمى» العام قبل الماضى بطولة عمل كوميدى حقق نجاحا كبيرا هو «ريح المدام».

«سوبر ميرو».. لا الإفيهات نفعت ولا الاستعانة بـ«سنيدة» من الممثلين الكوميديين أمثال حمدى الميرغنى ومحمد ثروت شفعت لدى الجمهور ليتقبل أولى تجارب إيمى سمير غانم فى بطولة عمل يحمل اسمها، فخرج «سوبر ميرو» كوميديا ثقيلة الظل، تعتمد على الإفيهات والاستظراف، يتابعها أطفال تحت 12 سنة.

«فكرة يمليون جنيه».. كم من الافتعال يقدمه أبطال المسلسل على ربيع وصابرين وصلاح عبدالله وسهر الصايغ والطفل أحمد السيسى، بعدما بذلوا أقصى ما فى طاقتهم لإضحاك الجمهور بداية من وضع بواريك مُجعدة تشبه شعر على ربيع، للتأكيد على أنهم عائلته التى تشاركه التمتع بالسذاجة والعفوية وفقا للسيناريو المكتوب، مرورا بالتمسك بلوازم مثل طبقة صوت معينة وأصوات ضحك «مسرسعة» من صابرين كى تبدو كوميدية لدى المتفرج، وكلها أمور لم تساعد «ربيع» فى أن يخرج بطريقة أداء أو ستايل مختلف عن الذى اعتاده منذ ظهوره فى مسرح مصر مع أشرف عبدالباقى.

«الزوجة الـ18».. محاولة حسن الرداد الاعتماد على تيمة فيلم «الزوجة 13» لرشدى أباظة وشادية لم تستغل بالشكل الكاف، وفكرة الإفيهات وكوميديا الموقف التى تعتمد على منطق «ديك البرابر» والحريم اللائى يتصارعن ليتزوجنه استهلكت عشرات المرات فى «عائلة الحاج متولى» و«الزوجة الرابعة»، وغيرهما، ولم يأت الرداد بجديد بخلاف «زحمة» من الممثلات اللائى قدمن أدوار الزوجات والمطلقات.

«طلقة حظ».. ربما طلقة رصاص أطلقها مصطفى خاطر على نفسه بكاراكتر يجمع بين الكوميديا السوداء والأداء الدرامى الفاتر لشخصية «عبدالصبور»الشاب السلبى - على حسب الريح - وحسب الموقف الذى يجد نفسه فيه متهما فى البداية بجريمة قتل، ثم أبا لطفل لم ينجبه، وسيدة قوية تطارده، وشقيقات يبحثن عن عيشة الرفاهية التى أصبح فيها، فلا قدم «خاطر» دراما ولا قدم كوميديا. «البرنسيسة بيسة» محاولة تقليدية «فاقعة» واصلت خلالها مى عزالدين تقديم أكثر من كاراكتر فى العمل الواحد على غرار محمد سعد، الذى بدأت رحلتها السينمائية معه فى «بوحة»، والتنكر فى شخصيات تختلف عن ملامحها سبق أن قدمته فى فيلم «حبيبى نائما».

لقطة من مسلسل الزوجة الـ 18

تقديم شخصيتين منفردتين للجدة سكسكة والحفيدة بيسة اللتين تغرقان فى النصب والتحايل والعشوائية والذوق المتدنى فى مواجهة سيدة الهاى كلاس «شويكار» - جسدت دورها بوسى - لم يكن فى صالح «مي» التى اعتمدت على تعبيرات انفعالية زائدة «طفشت» جمهورها منها منذ الحلقات الأولى، رغم طزاجة فكرة الصراع بين العشوائيات والرقى بأجواء تشبه أجواء معركة فضة المعدواى ومفيد أبوالغار فى «الراية البيضاء»، حين تصبح الفيلا مكانا لإقامة الشخصيتين وأرضا للمعركة بينهما، بانتقال «بيسة» للعيش مع «شويكار»، لكن الحصاد الجماهيرى لهذه التجربة يحتاج لأن تراجع «مي» نفسها كثيرا فيما تقدمه من أفكار كوميدية.

اللافت أن بعض النجوم قدموا أعمالهم بـ«تاتش» كوميدى، منهم عمرو سعد فى «بركة»، فلم يتفهم الجمهور هل العمل درامى به تراجيديا أم كوميدى؟.. وحمادة هلال فى «ابن أصول»، بخلاف تحول الضحك إلى عملة نادرة فى موسم سعد الجمهور بانتهائه واعتماده على الارتجال وإفيهات السوشيال ميديا، أو أسلوب «مسرح مصر» الذى انتشر نجومه ليتصدوا لتقديم أعمال بأسمائهم، فكانت النتيجة أداء هزيلا، والبعض طالبهم بالاجتماع مجددا فى عمل واحد والاكتفاء به، لدرجة إطلاق دعوات عبر السوشيال ميديا للفنان أشرف عبدالباقى لجمع الممثلين من أبطال مسرح مصر ممن أطلقهم عبر عروضه المسرحية كى لا يقدموا بطولات منفردة فتأتى النتيجة أعمالا هزيلة على الشاشات الفضائية، خاصة أن بعضهم يعتمد على الأداء الواحد والثابت الذى لا يتغير.. على ربيع لا يريد الخروج من دائرة الشاب الغبى الذى يضحك على الإفيه قبل أن يقوله.. مصطفى خاطر طاقة تمثيلية متنوعة، يحتاج فقط لمخرج يديره وسيناريو مكتوب بشكل حرفى.. محمد أنور سيحتفظ لسنوات بدور السنيد فى أعمال أصدقائه لعدم قدرته على تنويع أدائه.. كريم عفيفى وأوس أوس ممثلان خرجا من عباءة «مسرح مصر» لكنهما يتطوران بشكل كبير وبعيد عن الكوميديا، الأول برز فى شخصية الصعيدى هذا العام فى «ولد الغلابة» أمام أحمد السقا، والثانى يتنقل فى الدور الثانى واللعب على شكل الشخصية .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية