أرجع فحص أجرته كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة حالات النفوق الجماعى لأسماك الدنيس والقاروص والطوبارة، بمزارع الأسماك البحرية بعزبة البرج وشطا فى دمياط، إلى سوء حالة المياه الداخلة للمزارع والمحملة بحمل طحلبى وعضوى كبير وبعض أنواع من البكتيريا السبحية، فضلًا عن انخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع نسبة الأمونيا بصورة حادة، ما أثر على مناعة الأسماك، بالإضافة إلى التغير الشديد فى درجات الحرارة، ما تسبب فى فشل جهاز المناعة الجلدى للأسماك وانتهاز بعض البكتيريا الفرصة لغزو الأسماك بالأحواض ونشر عدد من الأمراض.
وقال الدكتور علاء الدين عيسى، رئيس قسم أمراض الأسماك بالكلية، والذى أعد التقرير لـ«المصرى اليوم»، إن طرق التغذية الخاطئة تسببت فى تدمير الجهاز المناعى للأسماك وتوطين الميكروبات، بالإضافة إلى زيادة الكثافة داخل الأحواض، والتى وصلت إلى 50 ألف سمكة وزن 300 جرام بحوض مساحته فدان، ما أدى لزيادة الأمونيا والمواد العضوية بالأحواض وسرعة انتشار المرض البكتيرى بين الأسماك محدثًا إصابات شديدة ثم نفوقا جماعيا.
وكشف عيسى عن استخدام الكثير من الأدوية غير المسموح بها عالميًا فى علاج الأسماك، مثل بعض المضادات كالفلوميكوين والسيبروفلوكساسين والسلفاداميدين والأنروفلوكساسين، فضلًا عن أدوية لتحسين خواص المياه مجهولة المصدر، واستخدام غير مناسب لبعض المطهرات والكيماويات مثل كبريتات النحاس بجرعات كبيرة جدًا ربما تصل إلى جرعات سامة بسبب عدم اتباع بروتوكول علاج سليم، واستخدام بعض المبيدات الحشرية الفوسفورية الممنوعة أو الزراعية فى أحواض الأسماك، ما قد أدى لتسمم الأسماك أو سحب الأكسجين من الأحواض فى الصيف.
ولفت خبير الأسماك إلى أن طرق التغذية المتبعة فى هذه المزارع تعتمد بنسبة تتجاوز 60% أو أكثر على الغذاء الحى أو المفروم، مشيرًا إلى رصد ارتفاع حاد فى نسب الأمونيا الكلية، وانخفاض شديد فى نسب الأكسجين، وازدياد المادة العضوية «الروبة» بقاع الأحواض وازدياد نسب النمو الخضرى «الطحالب» بالأحواض.
وأضاف رئيس قسم أمراض الأسماك أن هذه المشكلات تسببت فى تغيرات سلوكية للأسماك، حيث تحركت فى أسراب تجاه مصدر الرى وقفزت بصورة مفاجئة فوق مستوى المياه، ووجود أعراض عصبية أحيانًا، وانخفاض الرغبة فى الأكل وانخفاض أوزان الأسماك «280-300» جرام فى عمر سنتين «معدلات تحويل منخفضة».
وطالب تقرير جامعة القاهرة بزيادة معدلات الصرف والرى ورفع عمود الماء بصورة أو أخرى، وجمع كل الأسماك النافقة بسرعة من الأحواض المصابة وحرقها أو دفنها، وإضافة مصدر للأكسجين الحيوى مثل ماء الأكسجين 40 - 50 % إلى مياه الأحواض المصابة بمعدلات 6.5 -10 لتر توزع تحت سطح الماء، بواسطة جهاز رش أو يدويا باستخدام جراكن تفتح وتوزع تحت سطح الماء بطول الحوض، وإضافة مادة محمضة للمياه لتقليل نسبة الأمونيا بالأحواض، وإضافة مضاد حيوى.