أثار قرار الإدارة الأمريكية ضخ كميات احتياطى البترول الاستراتيجى، انتقادات حادة من جانب مشرعين جمهوريين ومنظمات رجال الأعمال، الذين اتهموا الرئيس باراك أوباما، باستغلال الاحتياطى الاستراتيجى للبلاد لأغراض سياسية.
وقال تشارلز دريفنا، رئيس الاتحاد الوطنى الأمريكى للبتروكيماويات ومعامل التكرير، إن الاحتياطيات البترولية مخصصة فى الأصل لمواجهة الطوارئ، ويتعين عدم استغلالها لأغراض سياسية أو لتعزيز شعبية الشخصيات السياسية المرشحة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فى إشارة إلى أوباما.
وانتقد السناتور جيف بنجمان، رئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ الأمريكى، توقيت القرار، وقال إنه غير مناسب، مشيراً إلى أنه كان يمكن أن يكون ملائماً ومقبولاً إذا كانت الإدارة الأمريكية اتخذته فى بداية اندلاع الأزمة فى ليبيا، أوائل العام الجارى، وليس الآن.
من جانبه، قال مسؤول رفيع المستوى فى الحكومة الأمريكية، إن المخاوف بشأن تأثير أسعار النفط المرتفعة على الاقتصاد العالمى، دفعت أوباما للموافقة على إطلاق كميات من النفط من مخزونات الطوارئ.
وتابع المسؤول للصحفيين الجمعة: «الولايات المتحدة مستعدة لإجراء المزيد إذا اقتضى الأمر، لمعالجة هذه المسألة». وأوضح أن المسؤولين سيقيّمون حالة المعروض النفطى بعد 30 عاماً.
ويساور حكومة أوباما حالياً قلق بشأن مستوى قلة المعروض قبل ذروة الطلب التى تحدث فى الصيف، حين يقود كثير من الأمريكيين سياراتهم للذهاب فى عطلات. وتمثل أسعار النفط مسألة مهمة للناخبين، حيث ترتفع فى الوقت الذى يستعد فيه البيت الأبيض للحملة الانتخابية. ورفض المسؤول التحدث بشأن ما إذا كان استخدام الاحتياطيات سيخفض أسعار البنزين المرتفعة التى شكلت ضغطاً سياسياً على البيت الأبيض للتحرك لخفض تكاليف الطاقة أم لا. وتعد هذه أكبر كمية يتم سحبها من الاحتياطى الاستراتيجى من النفط الأمريكى، والتى تأتى مكملة لما أعلنته وكالة الطاقة الدولية، بشأن إطلاق 60 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية النفطية، بواقع مليونى برميل يومياً على مدى 30 يوماً فى السوق العالمية، على أن تأتى نصف هذه الكمية من الولايات المتحدة، خاصة بعد فشل منظمة أوبك فى الاتفاق على زيادة الإنتاج فى اجتماعها الأسبوع الماضى.