ترتبط كلمة «عنوسة» غالبا بالفتيات، فالشباب من منظور مجتمعنا الشرقى لا يعيبهم تأخر سن الزواج، بالرغم من أن العنوسة علميا، هى مشكلة تعانى منها الفتيات والشباب بالتساوى.
اقتربنا من عدد من الشباب الذين يعانون من العنوسة أو اختاروها بمحض إرادتهم وتحدثنا إليهم..
يقول (ع . أ)، 40 سنة: أعيش عنوسة «غصب عني»، فكم الفتيات التى تقدمت لخطبتهن يقترب من المائة، لكن المشوار لا يكتمل للنهاية. لجأت إلى مواقع الزواج التى يمكن أن أجد ضالتى فيها، لكنى واجهت نفس النهاية. فكرت فى الزواج متأخراً بسبب عدم رغبتى فى التقيد بمسؤولية الزواج، وكانت علاقاتى بالجنس الآخر رغم أنها لم تدخل فى خطوط محرمة، تغنينى عاطفيا، لكن عندما فكرت فى خطوة جادة للزواج لم أجد من تناسبنى.
ويقول محمد، حاصل على بكالوريوس هندسة: الناس دائما تتكلم عن عنوسة البنات والحقيقة أن البنات والشباب مظلومون ومقهورون. عمرى وصل إلى 35، وأعمل موظف استقبال فى إحدى الشركات، ولم أتمكن من توفير نفقات الزواج حتى الآن.
الدكتورة حنان أبوالخير تتحدث عن تداعيات تأخر سن الزواج عند الذكور وتقول: من الناحية العلمية فإن الشهوة تبدأ عند الذكور منذ مرحلة البلوغ، وتبلغ ذروتها فى سن الأربعين، ويسبب تأخر الزواج حالة من الكبت النفسى والجنسى، بسبب قمع الرغبة، ولكن هذا القمع لا ينهيها، وتكمن الآثار السلبية لتأخر الزواج فيما يفعله الشاب، لأن عدداً كبيراً جدا منهم يشاهدون الأفلام الإباحية التى تقدم ثقافات مغلوطة تماما عن الجنس، ويمارسون العادة السرية بصفة دائمة، ما يسبب فقدانهم جزءاً كبيراً من الرغبة والمتعة وعدم الاهتمام بالجنس بمرور الوقت، إلى جانب الاضطراب النفسى، ولذلك يُنصح دائما عند الإقدام على الزواج بأن يتوقف الشاب عن تلك العادة، قبلها بشهور، حتى يتأهل لمتعة الزواج.
د. أحمد عبدالله يشير إلى أن المتأخرين فى سن الزواج هم فئة تعيش حياة أحادية طوال الوقت وتصدم عند الزواج بالشريك وفئة تذهب إلى إقامة علاقة خاطئة وتقع فى الإصابة بالأمراض، وفئة تدخل فى تجارب عاطفية كثيرة وعند الزواج تقارن، وجميعهم لابد عند الزواج من التخلص من تلك التجارب لبدء حياة تقوم على المشاركة وتقبل الآخر.