لا مفر من تقسيم الأهداف إلى أصغر جزء يمكن تنفيذه، والإسراع في بدء التنفيذ بأقصى ما يمكن، والثقة التامة في تقبل كل نتائج العمل مهما كانت قاسية.
الشيطان يدخل إلى الأهداف ويضخمها حتى يصعب تنفيذها، بينما يبسط أهداف وخطوات الهوى واتباع الشهوات. فكانت أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قلت. وقال الله في محكم آياته (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا) البقرة ٢٦٨. فحين تتضخم الأعمال ولا تتقسم إلى أجزاء صغيرة، يدخل الشيطان إلى النوايا، ويجعلها تعجز عن تحقيق الأهداف، فيضخم الخوف من الفشل والخوف من عقاب الله. فينسى الإنسان رحمه الله ومغفرته من شدة الخوف. وكان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال). فكان تقسيم الأعمال هو الحل الوحيد، الذي يجعل الإنسان قادرا على البدء في العمل، ومقاومة العجز والحزن. والقدرة على العمل الذي يكسب الرزق. فيكون الإنسان قادرا على سداد الدين، وتحقيق الاستقلال المادى الذي يجعله قادرًا على مواجهة قهر الرجال.
محمود كرم الدين- محامٍ
