x

بعد 7 شهور.. «رأس الأفعى» هشام عشماوي في قبضة مصر (تسلسُل زمني)

الأربعاء 29-05-2019 00:10 | كتب: نورهان مصطفى |
هضام عشماوي - صورة أرشيفية هضام عشماوي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

سقطت «رأس الأفعى»، هشام عشماوي، إذ أعلن الجيش الوطني الليبي في وقت مُبكر من صباح الأربعاء، تسليم الإرهابي هشام عشماوي، إلى السلطات المصرية.

في أوائل أكتوبر 2018، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إلقاء القبض على هشام عشماوي، في عملية أمنية في مدينة درنة، إذ كان يرتدي حزامًا ناسفًا حينها.

مرّّت الآن 7 شهور على القبض على هشام عشماوي.. من «درنة» إلى «القاهرة».

منْ هو هشام عشماوي؟

في عام 1978، ولد «هشام»، واسمه الكامل، هشام على عشماوي مسعد إبراهيم، نشأ طفلًا محبًا لممارسة الرياضة، وفي عام 1996 التحق بالكلية الحربية، وكان حينها بلغ 18 عامًا من عمره، عندما كان الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، يحكم البلاد. انضم في البداية لسلاح المشاة، ثم الصاعقة.

«كان حريصًا على ممارسة الرياضة، وخاصةً كرة القدم»، هكذا قال عنهُ أقاربه، ضمن سطور روت حكاية أحد أخطر العناصر الإرهابية، المُرجح تورطها في حادث الواحات.. هشام عشماوي، الضابط الذي تحوّل إلى إرهابي خلال السنوات الماضية.

«كان ملتزمًا وليس متشددًا، كان يشاهد معنا التليفزيون، ويشجع الكرة، لأنه كان ماهرًا في لعب كرة القدم»، هكذا ذكر أيضًا أحد الضباط من معارفه لوكالة «رويترز»، شارحًا اهتمامات «هشام» قبل انحرافه إلى أقصى اليسار وتحوّله إلى «أبوعُمر المهاجر».

يقول أحمد صقر، المساعد السابق لرئيس جهاز تنمية سيناء، العضو المؤسس بحزب العدل، عن «عشماوي»: «كان ضابطًا نابهًا يحل في المقدمة دائمًا، بدءًا من فرقة الصاعقة الأساسية في الكلية الحربية حتى فرق التدريب الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية، بشهادة زملائه عن نبوغه».

حكاياتٌ قليلة

قليلة هي الحكايات الموثقة التي تتحدث عن حياة «هشام» قبل التحوّل، وكأنّ التحوّل جاء بين ليلة وضحاها، وهذا غير منطقي، حيث تذكُر أغلب التقارير الصحفيّة أن الالتزام الديني ظهر على «هشام» فجأة، من خلال ذكر الواقعة الأشهر في سجل الضابط السابق.

تقول الواقعة المحوريّة في سجل «هشام»، إن مشادة كلامية وقعت بينه وخطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل القرآن، وهو الأمر الذي جعل الشبهات تُثار حوله، ووُضِعَ تحت المتابعة من قِبَل المخابرات الحربية، وجرى التحقيق معه على خلفية واقعة توبيخ قارئ القرآن.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحدّ، وفقًا لـ«رويترز»، فقد كان هشام يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، ويقول «التحية والسلام لله فقط»، حسب شهادة أحد المجندين السابقين: «كان يصحيني نصلي الفجر وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعًا بها».

نقل «هشام» إثر ما حدث إلى أعمال إدارية، ولكن لم تهدأ الأمور حينها أيضًا، ففي 2006، وفقًا لشهادة أحد أقاربه، حسب «رويترز»، اعتُقل أحد أصدقاء «هشام» وتوفي داخل الحجز، ما أدى إلى تحوله لشخص آخر.

من ضابط مفصول إلى إرهابي خطير

في 2007، أُحيل «هشام» إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، فيما صدر حكم المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائيًا من الخدمة، ليبدأ بعدها في تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية.

عمل «هشام» بعدها في التجارة، ثم في التصدير والاستيراد، وكان يتاجر في الملابس وقطع غيار السيارات، ثم انضم بعدها، عام 2012، لجماعة «أنصار المقدس»، حسب تصريحات مسؤولين أمنيين، وقاد حينها الخلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية.

«شريف»، «أبومهند»، «أبوعمر المهاجر»، كلها أسماء حركية التصقت بـ «هشام» فيما بعد، فلم يعد ضابط الجيش، بل إرهابي تروى حكايته عندما يبدأ الحديث عن العمليات الإرهابية في البلاد، كان اسمه غير معروف في البداية، ولكنه أصبح أحد الرموز الإرهابية فيما بعد.

في 2013، اتُّهم «هشام» في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وكطرف في قضية «عرب شركس»، كما اتُّهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قُتل فيها 22 مجندًا بالجيش.

في يونيو 2015، ظهر اسم هشام عشماوي على الساحة مرة أخرى، عقب حادث اغتيال النائب العام، هشام بركات، ثم ظهر بعدها بنفسه وأذاع مقطعًا صوتيًا، حيث عرف نفسه بأنه أمير تنظيم «المرابطون»، وقال: «هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين».

في أغسطس 2015، شنّت قوات الأمن حملة لمداهمة مكان تواجد هشام عشماوي، بعد أن أكدت المصادر الأمنية وقتها أنه أصيب في الاشتباكات التي وقعت بين «أنصار بيت المقدس»، وقتئذ، وقوات مشتركة من الجيش والشرطة بالقرب من طريق القاهرة – السويس، ثم تم تهريبه للعلاج في ليبيا وأصبح على علاقات وثيقة ببعض الفصائل المسلحة في المنطقة الشرقية منذ 2012.

في يونيو 2017، ظهر المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، متحدثًا عن هشام عشماوي، حيث قال: «إن ضابطًا مصريًا سابقًا يقود حاليًا جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالع في الهجوم الإرهابى بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطيًا، الأسبوع الماضي».

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي: «المدعو هشام عشماوي، وهو ضابط تم طرده من الجيش المصري في 2012، هو الآن زعيم للجماعات الإرهابية في درنة ويقود العمليات الإرهابية من هناك».

أكتوبر 2018

وفي أكتوبر 2018، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، عن إلقاء القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي في عملية أمنية في مدينة درنة.

وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري لـ«سكاي نيوز» عربية، إن «عشماوي» سقط في يد الجيش، في عملية أمنية في درنة.

واعتبر خبراء عسكريون وأمنيون أن القبض على الإرهابى هشام عشماوى نقطة فارقة فى العمليات الإرهابية، خاصة فى الجانب الغربى من البلاد، حيث ستقود المعلومات المتوقع الحصول عليها منه خلال استجوابه إلى ضبط فلول عدد من الخلايا الإرهابية، فضلاً عن الكشف عن الشخصيات والكيانات الممولة للإرهاب.

وقال اللواء نصر سالم، الخبير العسكرى، إن القبض على «عشماوى» يعتبر قطعاً لرأس أفعى الإرهاب، وإن ذلك كان مصير عشماوى آجلا أم عاجلاً، وهو مصير كل خائن لبلده، مشيراً إلى أنه سيكون عبرة لمن يعتبر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية