أكد الفنان محمد أنور أن مسلسل طلقة حظ بداية لشكل جديد فى الكوميديا وأنه قرر وصديقه مصطفى خاطر تقديمها فى رمضان دون النظر إذا كان الوقت مناسبا لهذه التجربة أم لا؟، وقال، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إنه يرفض الهجوم غير المبرر على الفنانة مى عز الدين بسبب مسلسل البرنسيسة بيسة من بعض الزملاء بالوسط الفنى، وإن الجمهور يشاهد كل الأعمال دون النظر إلى ما يحدث على السوشيال ميديا، وأضاف أن المسلسل يناقش قضية التعليم بصورة كوميدية ساخرة، وهى قضية خطيرة بالنسبة للمجتمع، وذكر أن إطلاق اسم عباس السو على الشخصية التى يجسدها فى طلقة حظ اقترحها المخرج أحمد خالد أمين، وأنه مناسب جدا للشخصية وتصرفاتها مع صديقه عبدالصبور، الشخصية التى يجسدها خاطر فى العمل، وشدد على أنه كان محظوظا بأعماله التى قدمها هذا العام، بما فيها المشهد الذى قدمه فى مسلسل «كلبش 3».. وإلى نص الحوار:
■ انطلاقًا من مشاركتك فى بطولة مسلسل «طلقة حظ».. لماذا قررت التخلى عن الكوميديا؟
- فى بعض الأحيان يكون مطلوبا من الممثل التغيير، وأنا قدمت واشتهرت بتقديم الكوميدى الصريح، وعلى مدار الفترة الماضية كنت مظلوماً، كون المنتجون والمخرجون يحصروننى فى هذه النوعية من الأدوار، بسبب ما حققته من نجاح وجماهيرية فى هذا الإطار، تلك هى ظروف السوق، وهذا العام فكرت أنا ومصطفى خاطر أن نقدم الكوميديا ولكن بشكل مختلف فى إطار درامى تراجيدى، والضحك فيها نابع من داخل المواقف، لا أعلم ما إذا كان التوقيت الحالى مناسبا لمثل هذه التجربة أم لا، كوننا نشارك وننافس وسط الماراثون الرمضانى، وتخوفنا من فكرة التوقيت، لكنها «جاءت من عند الله سبحانه وتعالى»، وبعد عرض المسلسل لمست مدى تفاعل المتلقى مع مشاهد التراجيديا التى نفذتها أكثر من الضحك مثل مشهد وفاة والدة «عباس»، الشخصية التى أجسدها ضمن الأحداث وحقق ردود فعل قوية جدًا.
■ هل هذه المرة الأولى التى تتصدى فيها لمثل هذه الأدوار؟
- لا بالطبع، بداياتى حينما كنت ممثلا فى مسرح الجامعة، كنت أنا ومصطفى خاطر بفرقة واحدة لأننا من خريجى كلية واحدة، هى حقوق عين شمس، وكنا نتصدى لمسرحيات لشكسبير ونقدم أعمالا ثقافية ضخمة، وقدمنا العديد من الأعمال «الثقيلة» على مستوى التمثيل، لكن بمجرد أن احتككت بالسوق الإنتاجية الجمهور تعرف على «أنور» فى الكوميديا من خلال مسرح مصر، فاستمررت فى ذلك لفترة.
■ وهل كانت هذه النظرة ظالمة لك؟
- لا أرى فى ذلك ظلما، لأن مسرح مصر مشروع ناجح و«كسر الدنيا»، بغض النظر عن رؤية البعض له على أنه بعيد عن المسرح، وأقول لهم إن نوعيات الأعمال المسرحية متعددة، ويحسب لأشرف عبدالباقى تقديمه لجيل جديد من الشباب، وأنه أعاد المسرح لما كان عليه، ونجح فى استقدام الجماهير وإعادتهم إليه مرة أخرى، ويكفى أن كل النجوم حاليًا يعودون للمسرح، كنا سببًا فى ذلك، لأننا بدأنا المشروع بعد الثورة فى وقت لم يكن هناك مسرح من الأساس، ورغم ذلك كنا نحظى بهجوم من البعض الرافضين لهذه النوعية من المسرح، وكل من كان ينتقدنا أقدموا على تنفيذ تجارب مشابهة، بل مطابقة لنا حاليًا، ورغم ذلك لم يحققوا نفس نجاحنا، البراند خاص بنا وحبنا وحفظنا لبعضنا البعض سبب نجاح هذه التجربة.
■ كيف كانت بداية مشاركتك فى بطولة «طلقة حظ»؟
- كنت أنا ومصطفى خاطر نبحث عن ورق لفكرة لايت خفيفة تشبه أعمالنا التى نتصدى لها، وأنا لم أحقق نفس عدد التجارب فى الفيديو أو النجاحات التى حققها «خاطر»، كنت أبحث عن كاراكتر مختلف، بفكر جديد، وكان قرارنا تقديم كوميديا ولكن بعيدًا عن السائد، حتى عرضت جهة الإنتاج الفكرة علينا وتحمسنا لها جدًا، وكانت مجرد معالجة، واستقررنا عليها وعملنا على تطويرها وبنائها مع السيناريست إيهاب بليبل والمخرج أحمد خالد أمين.
■ وكيف كانت التجربة مع المخرج أحمد خالد أمين؟
- محظوظ بالتعاون معه، واستفدت منه كثيرا، وكان صاحب الفضل فى تقديمى شخصية «عباس» بهذا الشكل، يحب الممثل، صاحب رؤية، راهن على فى العديد من المشاهد، وساعدنى فى التحضير جيدًا لكل مشهد.
■ وإذا توقفنا عند مشهد «المدافن» فماذا عنه؟
- يعتبر من الأصعب فى المسلسل، لأننى كنت مطالبا بتقديم التراجيديا والكوميديا فى نهاية المشهد، وبالفعل الحمد لله نجحت فى ذلك رغم صعوبته، أن تبكى المشاهد ثم تضحكه فى نفس الدقيقة أمر ليس سهلا، وهو ما تعلمته من المدرسة «عادل إمام»، كان محترفا فى تجسيد مثل هذه المشاهد، ومشهد بكائى على والدى تعاملت معه من نفس الزاوية، والحمد لله يكفينى ردود فعل الجماهير فى الشارع وتجاوبهم للتحول الذى حققته فى نوعية التمثيل والأدوار التى أتصدى لها.
■ هل أردت إثبات شىء لنفسك من خلال هذه التجربة؟
- الجمهور بات يمل بعض الشىء من الكوميديا، فمع مرور الوقت يحفظ المشاهد حركاتك وإفيهاتك والممثل يكرر نفسه فى بعض الأحيان، ويأتى جيل جديد ليقدم نفسه ويتفاعل معه ويسحب البساط ممن سبقوه، لكن من يهتم ويقدم أدوارا تعتمد على التمثيل لا الاستخفاف هو الذى يستمر مع الوقت، مثل أحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وأحمد عز، أفلام مثل أبوعلى أو الرهينة، الموضوع الذى يحتوى كوميديا، ولكنى لن أقدم على أعمال مثل بوحة وتتح لأنها لا تعيش.
■ لكنك مستمر فى تقديم نفس الكوميديا فى المسرح؟
- لأنه مشروع لا نستطيع تغيير شكله، وله جمهوره الذى يتعلق به، ولك أن تتخيل فى أحد العروض فكرنا تقديم جزء جاد لـ«هاملت» الجمهور شعروا بأنهم «مضحوك عليه» وأنهم دفعوا ثمن التذاكر ولم يضحكوا، وتغييره «غباء» لأنه ناجح.
■ وما السر وراء فكرة الدويتو الذى يجمعك بـ«مصطفى خاطر»؟
- لم نرتب على الإطلاق، أن تكون هناك ثنائيات بينى وبين خاطر أو كريم وعلى ربيع وأوس أوس وحمدى، ومحمد عبدالرحمن وأحمد فتحى، و«نمسك الخشب» أثبتنا جميعًا أننا قادرون على تجسيد كل الشخصيات، بعيدًا عن الرؤية التى كان ينظر لنا بها المخرجون والمنتجون.
■ هل تعتبر «طلقة حظ» بطولة مشاركة مع خاطر؟
- بصراحة شديدة «مصطفى» هو بطل المسلسل، لكنه أبن أصول وحرص على أن تكون النتيجة النهائية أن العمل يظهر وكأننى مشارك له فى البطولة، وبصراحة «محدش بيعمل كده»، الكل فى الوسط يبحث عن مصلحته ونفسه، وأنا كنت محظوظا فى 2019 حتى من خلال المشهد الذى صورته فى مسلسل «كلبش 3» بترشيح من المخرج بيتر ميمى وبطله أمير كرارة فى أول حلقة، والذى كان له صدى جماهيرى كبير، جهة الإنتاج تدعمنى جدًا ويرشحوننى فى الأدوار بالمكانة التى أستحقها.
■ حدثنا عن شخصية «عباس» فى المسلسل؟
- كان اسمه فى البداية «حمزة»، وأنا كنت سبب تغييره، لأننى أضع اسمى على التليفون «عباس الضو»، وكنت أتواصل مع المخرج أحمد خالد فى بداية المشروع ويظهر له هذا الاسم، فكان لا يرد على هاتفى، وشرحت له أننى أقدم على ذلك تجنبًا للمعاكسات، وقتها قالى «حلو اسم عباس السو»، لأنه أقرب لـ«عبدالصبور» الشخصية التى يجسدها خاطر، وقد كان، ولأنه السبب فى كافة المصائب التى يقع فيها صديقه، ويبيعه دائما ويتهمه بكل الجرائم، وكان صدمة للجمهور أن يشاهدنى فى هذا الإطار خاصة فى المشاهد التراجيدية التى جمعتنا معًا، وأتذكر المشهد الذى جمعنى بـ«عبدالصبور» فى الزنزانة حينما يعتذر له ويقول له سامحنى إنى صورته 6 صباحًا وكان صعب فى استحضار تلك الحالة، وفوجئت بأن كل الكرو فى التصوير يبكون بعد انتهائى منه، وتأثروا به جدًا، المهم الاجتهاد بالنسبة لى، وأن تكون الخطوات محسوبة، لأن كل
ممثل حاليًا شايف نفسه نمبر وان، لكنى لا أنظر للأمر كذلك وأجتهد لكسب شعبية فى الشارع.
■ أنت معتاد على الارتجال.. هل كان لذلك مساحة أمام الكاميرا؟
- فى نطاق ضيق جدًا، إذا كان الموقف يطلب منى إضافة جملة أو كلمة تخدم الموضوع ليس فى ذلك مشكلة، بينما دون ذلك السيناريو كان يحقق المطلوب ومستوفى كل التفاصيل.
■ فى مشهد المقابر استحضرت أى مخزون داخلى أثناء تصويرك له؟
- صورته مرتين، فى المرة الأولى طلب منى أحمد خالد إعادته بإحساس أعلى، وطلب منى استحضار أى لحظة وفاة شخص عزيز على، وبالفعل قمت بذلك وتذكرت وقتها وفاة جدتى لأمى، لأنى كنت مرتبطا بها جدًا وكذلك والدتى التى حزنت عليها كثيرًا جدًا، والحمد لله خرج بشكل جيد.
■ برأيك هل تأخرت البطولة على محمد أنور؟
- لا أفكر فى فكرة البطولة المطلقة، ولدى عروض جيدة لبطولة مسلسلات بعد انتهاء الماراثون الرمضانى مازالت محل دراسة، وإن شاء الله ترى النور قريبًا، لا أتعجل البطولة، ولم أضعها فى تفكيرى، يهمنى الدور وتأثيره، مازال أمامى الكثير حتى أقدمه، ولست أنا من يقول إننى قادر أو مؤهل للبطولة حاليًا، تلك رؤية جهة إنتاجية ومعايير تسويقية.
■ لكنك لن تقف وتستمر فى التصدى للدور الثانى؟
- ليس كل صاحب دور ثان قادر على تحمل البطولة بمفرده، وأنا طموحى لن يتوقف عندها، ومستمر فى طريقى والتطوير من نفسى، وأنا لست ضده وإذا عرض على مرة أخرى لن أتردد إذا حقق لى الاختلاف والتنوع، حبيت أقول للناس إنى ممثل فى 2019، والدور الحلو ينادينى فى النهاية، فى فترة معينة كنت أقبل بأدوار لمجرد التواجد، لكنى حاليًا أبحث عن المساحة التمثيلية وأن أبرز إمكانياتى.
■ ماذا عن مشاركتك فى مسلسل «البرنسيسة بيسة»؟
- العمل ومى عز الدين تعرضا لانتقادات شديدة جدًا وما يحزننى التطاول على «مى» من بعض الزملاء فى الوسط الفنى، وهو أمر سلبى، وغير مبرر لأننى لست ضد النقد البناء الإيجابى، وأنا فى النهاية أمثل حتى تشاهدونى وتبدون آراءكم بالإيجاب أو السلب، لكن دون تجريح، لأن مى عز الدين قيمة وفنانة كبيرة فى النهاية، وما أقوله إن الشارع يشاهد كل المسلسلات، والعمل حقق ردود فعل لدى الأطفال قوية جدًا وهذا نجاح من وجهة نظر البعض، بعيدًا عن السوشيال ميديا.
■ لكنه محسوب عليك أيضًا؟
- عملى الرئيسى هذا الموسم يعتبر «طلقة حظ»، ومحظوظ كذلك بشخصية «مأمون»، التى جسدتها، الشاب الذى يقع فى حب ابنة خالته بيسة، ويسير خلفها بحثًا عن اهتمامها وكسب قلبها لكنها لا تشعر بحبه على الإطلاق، عاوز يقولها بحبك ولا يستطيع، والفكرة الرئيسية للمسلسل تتناول مشاكل التعليم الحكومى والدولى الذى ينفق عليه الكثير، يحتوى رسالة مهمة، تجربة لم تضرنى على المستوى الشخصى لكنى فى نفس الوقت لم أستفد منها، وأعتقد أن النقد ضد شخصية بعينها فى المسلسل وليس على الفكرة أو الورق.
■ هل يمكن أن تقدم على الوقوف على خشبة مسرح الدولة؟
- بالتأكيد يشرفنى بالطبع، ووقتما شاهدنى الفنان أشرف عبدالباقى أنا وخاطر وحمدى الميرغنى، تحمس لنا للانضمام لفريق تياترو مصر، وقتها كنا بعد الثورة فى 2011 ونقدم مسرحية على مسرح الدولة تحت عنوان «شزلونج»، إذا تواجد نص جيد فليس لدى مانع.
■ متى يبدأ الموسم الجديد من مسرح مصر؟
- انتهينا من تصوير 30 مسرحية جديدة، تم تسليمها للقناة صاحبة حق العرض، كان من المفترض أن يبدأ موسم جديد فى عيد الفطر، لكننا قررنا الحصول على راحة، لأننا «تعبنا» جدًا فى تصوير مسلسلات رمضان، وسوف نجتمع بعد العيد مباشرة لدراسة ما إذا كنا سوف نبدأ موسمًا جديدًا فى عيد الأضحى، أو نقدم على تنفيذ مسرحية ضخمة فى جولة محلية عربية خليجية، والقرار سيكون خلال أسبوعين أو ثلاثة، لكن الفرقة مستمرة دون أى مشكلة.
■ وهل هناك مشروع سينمائى جديد؟
- سأركز فى السينما الفترة المقبلة، لأنها هى التى تبقى وتبنى تاريخ الفنان من وجهة نظرى.