x

نقاد وكُتاب ومخرجون عن «رمضان 2019»: موسم بلا طعم ولا لون ولا دراما

الأحد 26-05-2019 22:08 | كتب: هالة نور |
نشرت الفنانة ياسمين عبد العزيز صورة مع الفنان أحمد صلاح حسني من كواليس مسلسل «لآحر نفس» نشرت الفنانة ياسمين عبد العزيز صورة مع الفنان أحمد صلاح حسني من كواليس مسلسل «لآحر نفس» تصوير : آخرون

أجمع النقاد وكبار المخرجين والكتاب على أن موسم دراما رمضان 2019 هو الأضعف منذ سنوات وأعماله كانت خاوية من كل ألوان الفنون الدرامية من تمثيل وكتابة وغيرهما وكشفوا أن الإعلانات كانت صاحبة الكلمة العليا وأنها فرضت نفسها على الشاشات وأن القنوات استجابت لنداء الإعلانات على حساب الدراما وهو ما اعتبره رئيس لجنة الدراما السابق جريمة يعاقب عليها القانون.

«المصرى اليوم» تستطلع في هذا الملف آراء صناع ونقاد الدراما ورؤيتهم لموسم تجاوز ثلاثة أرباع مدته ولم يتبق منه سوى أيام معدودة ليصل إلى محطة النهاية.

ماجدة خير الله: ملىء بالجثث ومسلسلاته لم تخرج عن قتيل وبحث عن قاتل
نشرت الفنانة ياسمين عبد العزيز صورة مع الفنان أحمد صلاح حسني من كواليس مسلسل «لآحر نفس»

اعتبرت الناقدة ماجدة خير الله، أن موسم دراما رمضان، ليس الأفضل ولكن يجب تقييم المُتاح منه خاصة أن المواسم السابقة كان حجم الأعمال المشاركة فيها أكثر لذا كان الجيد كثيرا.

وأضافت: الأعمال الجيدة هذا الموسم انحصرت في مسلسلات «زى الشمس»، و«هوجان»، و«قمر هادى»، و«ولد الغلابة» واعتبرت الأخير خطوة هامة للفنان أحمد السقا.

بينما رأت أن الأعمال الكوميدية «هزيلة» وضعيفة أضرت بأبطالها، مستدلة بعدد من المسلسلات منها «الزوجة الـ 18»، و«سوبر ميرو»، و«البرنسيسة بيسة»، و«بدل الحدوتة 3» والتى وصفت بطلته الفنانة دنيا سمير غانم أن لها رصيدا أكثر جودة منه في السنوات السابقة.

وذكرت أن نوعية القصص الدرامية في كافة الأعمال تميل إلى التشويق والتى لم تخرج عن قتيل وبحث عن قاتل.

وأوضحت أن نجاح تجربة ورش الكتابة في الخارج لا يعنى أننا نُشببها، مرجعًة ذلك إلى أنهم هناك يلتزمون بخطوط درامية محددة يكتبها كاتب واحد ويرسم الشخصيات وحينما يستكملها آخرون يسيرون على نفس النهج الرئيسى، مستدلة بـ«فريندز» والذى تم تقديمه لسنوات بكتاب مختلفين ولكن بشكل ثابت من البداية وخطوط عريضة مع الاستعانة بشركات متخصصة في الصناعة تُدرك موهبة كل مؤلف وليسوا مبتدئين في المجال. وتابعت«خير الله»: في السنوات السابقة حينما كان يتم الاستعانة بالعمالقة، صلاح أبوسيف، نجيب محفوظ، سيد بدير، كان أحدهم يكتب الأحداث والآخر يضع الحوار بينما في الورش الحالية يأتون بمتدربين كل منهم يكتب مشهدا فيضيع العمل بأكمله لذلك نجد أن المستوى العام للأعمال الدرامية ليس مستقرا لعدم ثبات الموهبة الاحترافية.

واعتبرت أن أفضل الأعمال «قابيل» ولكنه ليس نموذجيا، بينما الفنانون من الرجال محمد فراج، محمد ممدوح، والكوميديا محمد عادل إمام، كريم محمود عبدالعزيز، من خلال الثنائى الذي نجحوا في تقديمه من خلال مسلسل «هوجان» والذى كان مفاجأة وأن ما قدمه «إمام» أفضل عما قدمه في السنوات السابقة.

وأشادت بالأدوار النسائية والتى رأت أفضلها في أسماء أبواليزيد، وكذلك ريهام عبدالغفور، ودينا الشربينى والتى أحست الشخصية بشكل جيد وأخذت فرصة كبيرة هذا العام. بينما أثار دهشتها أن الأدوار النسائية في الكثير من الأعمال ظهرت بدون ماكياج لذا كان هناك احترام للمشاهد وأفاد العمل الدرامى على عكس ما كان يحدث من قبل حينما تظهر الممثلات حينما يستيقظن من النوم في المسلسل ووجههن ملىء بالماكياج لذا كن غير مُقنعات.

وشددت على أن ظهور الفنانة سوسن بدر، كان مُقنعا خاصة حينما جعلت نصف شعرها أبيض فكانت قريبة من المجتمع والملابس مناسبة لتركيبة الشخصية.

وواصلت: ليس من المعقول أن يكون موسم كامل مليئا بالجثث، ولاتوجد كوميديا اجتماعية مثلما قدمنا من قبل مسلسل «عايزة أتجوز» للفنانة هند صبرى، و«رمضان كريم» والذى يُسلط الضوء على العلاقات الاجتماعية.

مجدى صابر: ضعيف وأعماله بعيدة عن واقعنا الاجتماعى
الصور الأولى لمسلسل «أبو جبل» ل مصطفى شعبان - صورة أرشيفية

أوضح الكاتب والسيناريست مجدى صابر، أن هذا الموسم ينقصه الاهتمام بالقضايا الاجتماعية وكانت هذه ظاهرة واضحة من خلال الأعمال التي تم عرضها باستثناء عمل واحد أو اثنين.

وقال: الأعمال تحتوى على قصة بطل أو بطلة في قالب بوليسى بعيد كل البعد عن الواقع المجتمع المصرى، بينما بعض الأعمال الأخرى تسير بلا منطق على الإطلاق في أحداثها ولا تتفق مع بعض الشخصيات فما كان يحدث هو الشخصية ضد نفسها.

واعتبر أن هذا الموسم من أضعف المواسم الفنية خلال السنوات الماضية خاصة مع غياب النجوم الكبار، مثل عادل إمام ويسرا، يحيى الفخرانى، وكثيرين أثر على الموسم موضحًا أن أغلب الأعمال قد يكون متوسط المستوى والبعض الآخر أعلى من المتوسط لكن الظاهرة الواضحة أنه ليس هناك عمل متكامل بشكل واضح.

واعتبر أن أغلب الأعمال أو جزءا كبيرا منها أبطال شباب، أو نجوم صف ثان تقلدوا دور البطولة، وأيضا على عكس أن نجوم «الثاني» يعملون نوعا من الزخم ليصبح بطل العمل يدور في فلك وحده بعيدًا عنهم، بينما على الجانب الآخر وجد أن هذا من الممكن أن نكون اكتسبنا تخفيض الأجور والأعمال على حد سواء ليبقى هذا العام الأزمة في المحتوى.

محمد فاضل: موسم إعلانى تتخلله فواصل درامية و«يوتيوب» يؤدى إلى التفكك الأسرى
محمد رمضان فى مسلسل «زلزال» - صورة أرشيفية

انتقد المخرج محمد فاضل، رئيس لجنة الدراما السابق مسلسلات رمضان، واعتبر أنه تم افتراس جهد صناع الأعمال بشكل غير قانونى أو دستورى بسبب الإعلانات التي يتخللها فواصل درامية. وأوضح أن هناك مادة في الدستور تفيد بأن الدولة مسؤولة عن حماية حقوق الملكية الأدبية والفكرية وأن تمزيق المسلسلات أو الأعمال الفنية على هذا النحو «المتوحش» يُعد اعتداء صارخا عليها ودخول الإعلان على هذا النحو «الفج» في سياق الأحداث الدرامية يؤثر على قيمتها ومدلولها وتأثيرها على المشاهد.

وأشار إلى أن التأثير الفنى تراكمى وهو تفاعل الكلمة والصورة والأداء التمثيلى واللحن الموسيقى والإضاءة وتكوين الكادر وغيره من النواحى الفنية والذى يؤدى إلى التراكم فإن قطعه إعلانات أطول من المشهد الدرامى لا شك يُعد نوعا من إزهاق لروح العمل الفنى.

وذكر أنه عندما كان يتولى مسؤولية لجنة الدراما، أجرى دراسة علمية للإعلانات داخل الأعمال واتخذوا نماذج لعدد من الدول، من بينها اليابان، الصين، الولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بالاتحاد الأوروبى وإنجلترا.

وأن التجارب أسفرت عن صدور قانون في الصين عام 2012 يفيد بمنع القطع داخل الدراما، وفى الـ BBC استطاع الحصول على صورة من اللائحة الخاصة بتنظيم الإعلانات داخل الدراما فوجئ بأنه لا يمكن القطع قبل 45 دقيقة أي في نهاية الحلقة.

وأضاف: في الولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن القطع يتم مرتين فقط خلال خمس وأربعين دقيقة بمدة لا تزيد على ثلاث دقائق ولحظة القطع يتم تحديدها من كاتب السيناريو والمخرج، بالإضافة إلى قرار من الكونجرس الأمريكى الذي يوضح أن الإعلان الذي يشترك به أحد النجوم لا يُعرض إذا كان نفس النجم داخل العمل الفنى لأنه يُعتبر غشًا للمشاهد، وكذلك منع درجة ارتفاع صوت الإعلان أكثر من العمل الفنى. وتساءل فاضل: «أين نحن من هذه النظم والقوانين؟ هل قمنا بدراستها؟، نحن دولة لا تُطبق قوانين حماية الملكية الأدبية والفكرية وأعتبرها شكوى باسمى أقدمها للمجلس القومى المصرى لحقوق الإنسان، وإلى لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب وإذا أقمت دعوى قضائية سأكسبها». وتابع: الموسيقار الراحل عمار الشريعى، حينما تحدث عن نفس الأزمة قال «يا سادة يا كرام كيف أقدم عملا موسيقيا رومانسيا لمشهد ويتم اقتطاعه بإعلان به موسيقى صاخبة ورقص لأى منتج ثم يليه استعادة الرومانسية مرة أخرى».

وواصل: أنه وجد في إعلام دولة دبى القطع ثلاث مرات وبمدة لا تزيد عن دقيقة، لافتًا إلى أنه لن يكون منصفًا في تقييم النجوم الذي تسبب في ذلك كثرة الإعلانات التي حالت دون ذلك. ووجه «فاضل» إنذارا إلى المجتمع المصرى أن تشجيع مشاهدة اليوتيوب، المنصات الإلكترونية التي تقوم بإذاعة المسلسلات بدون إعلانات سيؤدى إلى كارثة مجتمعية وتُشجع على التفكك الأسرى وتُعد مؤامرة مطلوبة خيوطها إزهاق المشاهد من التليفزيون بكثرة الإعلانات لتتلقفه المنصات الإلكترونية الممولة.

وأشار إلى أن مسلسلات هذا العام من الإنتاج الرسمى ليست موجودة على قنوات اليوتيوب وتم عمل منصة إلكترونية لها اعتبرها خطرًا مطالبًا بعدم تشجيع ذلك لأنه سيؤدى إلى ابتعاد المشاهد عن التليفزيون واتجاهه إلى «اليوتيوب» والذى لن يرى من خلاله المواد الإخبارية عن افتتاح المشروعات الجديدة، البرامج السياسية والاجتماعية، الإخبارية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية