فر مئات من المواطنين السوريين إلى تركيا ولبنان، الخميس، فيما كثف النشطاء دعواتهم لشن احتجاجات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بمزيد من الحريات والإصلاحات.
وأدى الحصار الذي فرضته قوات الأمن والجيش السوري الخميس على قرية خربة الجوز المتاخمة للحدود التركية إلى تدافع المئات من السوريين للفرار إلى تركيا بحثا عن ملاذ، بحسب ما قاله نشطاء حقوقيون وتقارير إخبارية تركية.
وقال ناشط سوري معارض لوكالة الأنباء الألمانية إن عشرات الأسر التي كانت مختبئة خارج القرية تحسبا لهجوم عسكري، فرت مذعورة عبر الحدود مع تركيا عقب سماع أصوات طلقات نارية ودخول الجيش قريتهم.
وتأتي موجات الهجرات الجماعية للسوريين وسط اضطرابات اندلعت قبل ثلاثة أشهر أسفرت عن مقتل 1300 متظاهر في كل مدن سورية حسب تصريحات جماعات حقوقية ومصادر طبية، كما لقي المئات من عناصر الأمن حتفهم. ويطالب المتظاهرون بمزيد من الحريات والإصلاحات، وتنحي الرئيس بشار الأسد.
وفر مائتا سوري آخرون للبنان خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية لينضموا إلى أبناء جلدتهم ممن فروا خلال الأسابيع الأخيرة والآخذة أعدادهم في التزايد.
وكان معظم اللاجئين من النساء والأطفال القادمين من بلدة خربة شاتي قرب مدينة طرطوس الساحلية، حسبما أفاد مصدر أمني لبناني، طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مصرح له بالحديث مع وسائل الإعلام.
ويمثل مشهد السوريين الفارين من منازلهم إلى تركيا مصدر حرج عام للرئيس السوري بشار الأسد الذي لا يزال يحاول ضمان دعم داخلي لحكم آل الأسد.
وناشد بشار الأسد الذي تولى الحكم عام 2001 خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد، اللاجئين العودة لديارهم، في الخطاب الذي ألقاه الاثنين الماضي.
ولم تجد نداءاته صدى بين الآلاف ممن يعتقدون أن حياتهم لا تزال عرضة للخطر، بل إن النشطاء كرروا دعواتهم عبر الإنترنت لحشد مزيد من المسيرات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة، وتتزامن دعواتهم الخميس مع مرور مئة يوم منذ اندلاع الاحتجاجات.
وعبر ما يزيد على عشرة آلاف سوري الحدود مع تركيا فرارا من وجه الحملات العسكرية العنيفة التي يشنها الجيش السوري لقمع المحتجين المناهضين للحكومة، ويقيم اللاجئون في أربعة مخيمات يشرف عليها الهلال الأحمر التركي.