نفى وزير الخارجية البريطانى، جيريمى هانت، أمس، التقارير الإعلامية التى أفادت باحتمال إعلان رئيسة وزراء بريطانيا استقالتها، اليوم، وقال إنها ستكون فى منصبها عندما يزور الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بريطانيا فى أوائل يونيو المقبل، وكانت صحيفة «تايمز» البريطانية، زعمت أن رئيسة الوزراء ستعلن استقالتها، اليوم، بعد أن رفض مجلس العموم البريطانى مسعاها الأخير لإقناعهم بخطتها للخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست».
وقال هانت، ردًا على سؤال من صحفى حول من يتوقع أن يكون رئيسًا للوزراء عندما يبدأ ترامب زيارته الرسمية لبريطانيا فى 3 يونيو، قائلًا: «تيريزا ماى ستكون رئيسة الوزراء التى تستقبله».
قررت الحكومة البريطانية تأجيل التصويت الحاسم على خطة «بريكست»، الذى كان مقررا فى يونيو المقبل، عقب احتجاجات من مؤيدى بريكست المتشددين بسبب تنازلات قدمتها ماى، وصرح المسؤول فى الحكومة مارك سبنسر أمام النواب: «سنطلع مجلس العموم على نشر وطرح مشروع قانون اتفاق الانسحاب عقب عودتنا من إجازة البرلمان».
وكان البرلمان البريطانى رفض خطة ماى الخاصة بـ«البريكست» 3 مرات، الأمر الذى جعل ماى تطالب بإرجاء موعد الخروج.
وعشية تصويت بريطانيا فى الانتخابات الأوروبية التى لم يكن يُتوقع أن تشارك فيها بعد 3 سنوات من الاستفتاء بشأن بريكست، ناشدت ماى البرلمان، أمس الأول، دعم خطتها الجديدة للخروج من الاتحاد الأوروبى، حتى تتمكن البلاد من مغادرة الاتحاد هذا الصيف، إلا أن حزب المحافظين الحاكم وأحزاب المعارضة المؤيدة لبريكست عارضت بشدة مسعاها الأخير للتوصل إلى تسوية لحل الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر.
وفى كلمة أمام مجلس العموم، مساء أمس الأول، قالت ماى: «فرصة بريكست كبيرة جدًا وتبعات الفشل خطيرة جدًا ولا تحتمل أى تأجيل». وأضافت: «إذا رفضتم الخطة لن يعود أمامكم سوى الانقسام والمأزق»، وسبق أن قالت ماى إنها ستقدم استقالتها بعد فترة قصيرة من طرح الإجراءات التى اقترحتها على التصويت فى مطلع الشهر المقبل، مهما كانت النتيجة.
وقال النائب البريطانى، جيكوب ريس-موج، إن خطة ماى الجديدة لـ«بريكست» أسوأ من خطتها القديمة، فيما تحاول ماى للمرة الرابعة تمرير اتفاقها للانسحاب من التكتل.
وفى مؤشر على حجم الغضب داخل حزبها، استقالت زعيمة الأغلبية بمجلس العموم، أندريا ليدسوم، من منصبها الوزارى، رفضا لنهج الحكومة، الذى قالت إنها لم تعد تعتقد بأنه سيحقق خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى. وتأتى استقالة أندريا وسط حالة من الغضب بين نواب حزب المحافظين من خطة «بريكست» التى تصر عليها ماى.
وأوضحت وزيرة شؤون البرلمان فى كتاب استقالتها أنّها خلال الأشهر الأخيرة التى قدّم فيها العديد من زملائها استقالاتهم من الحكومة بسبب خلافات بينهم وبين ماى حول «بريكست»، آثرت هى البقاء فى منصبها «للنضال من أجل بريكست»، وأضافت، مخاطبة رئيسة الوزراء: «على طول الطريق كانت هناك تنازلات غير مريحة، لكنك حصلت على دعمى التام وإخلاصى»، أما اليوم «فلم أعد أصدق» بأن النهج الذى تتبعه الحكومة سينجح فى «تحقيق نتائج الاستفتاء» الذى جرى فى 2016 وأيده 52% من الناخبين البريطانيين.
وذكرت تقارير وسائل الإعلام البريطانية أن النواب المحافظين ناقشوا فى اجتماعهم، أمس الأول، تعديلات على القوانين تركز على التخلص من ماى فى غضون أيام، ويتصدر قائمة المرشحين لخلافة ماى، وزير الخارجية السابق، بوريس جونسون، وهو الأوفر حظًا ليخلفها فى منصبها، ويتمتع بدعم شعبى قوى.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن جونسون حاول مغازلة نواب حزب المحافظين فى محاولة إظهار نفسه كمرشح لزعامة الحزب ولرئاسة الوزراء، وكتب جونسون فى تغريدة أنه لن يدعم الصيغة الجديدة من الاتفاق، بعد أن صوت لصالح الاتفاق فى آخر مرة طُرح فيها على التصويت فى البرلمان. وقال إن «مشروع القانون يتعارض وبياننا بشكل مباشر ولن أصوت لصالحه. يمكننا ويجب علينا أن نفعل أفضل من ذلك وتقديم ما صوّت الناس لأجله»، رافضًا فكرة أى اتحاد جمركى أو استفتاء ثان.
وتسعى الحكومة إلى المصادقة على الاتفاق بحلول موعد بدء عطلة البرلمان الصيفية فى 20 يوليو، ما سيسمح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبى فى نهاية الشهر ذاته، طالما أن النواب يرفضون إجراء استفتاء ثان. وفى حال لم يحصل ذلك، فقد يتمّ تأخير بريكست حتى 31 أكتوبر، وهو الموعد الذى حدّده الاتحاد الأوروبى، أو حتى إلى ما بعد هذا التاريخ، إذا منح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلاً آخر.