x

«الحصبة الألمانية».. جرعة تطعيم واحدة لا تكفى

الخميس 23-05-2019 20:20 | كتب: غادة محمد الشريف |
مخاوف من انتشار الحصبة مخاوف من انتشار الحصبة تصوير : اخبار

لا يجب التعامل مع ارتفاع درجة حرارة الأطفال وظهور بثور حمراء على بشرتهم باستهانة خصوصاً مع فترة تغير الفصول وتحديداً مع قدوم الربيع والصيف إذ إنهما موسمان تظهر فيهما حالات للإصابة بالحصبة الألمانية «الحميراء»، والتى تظهر فى شكل طفح جلدى ملتهب، وبدأت تظهر حالات بين الأطفال رغم حصولهم على التطعيمات. الحصبة الألمانية مرض شديد العدوى، وتنتشر الإصابة به عن طريق التعرض لإفرازات أنف وحلق المريض إذا سعل أو عطس أو من خلال الاتصال الشخصى المباشر، وحسب ورقة حقائق منظمة الصحة العالمية تعتبر الحصبة الألمانية حالة متوسطة الخطورة من مرض الحصبة، وتصيب الأطفال من سن الرضاعة إلى بدايات سن البلوغ، وتندر إصابة الكبار به.

وفى مصر ظهرت حالات متفرقة بين الأطفال، منها حالة الطفلة فرح إيهاب 7 سنوات، حيث فوجئت والدتها بظهور أعراض الحصبة عليها، منها ارتفاع درجة حرارتها وشحوب لونها وظهور بثور وحبوب حمراء فى وجهها وأنحاء متفرقة من جسدها، حيث ظنت الأم فى البداية أن ابنتها مصابة بأحد أنواع الحساسية، إلا أن الطبيب أكد لها أنها «حصبة ألمانية»، وهو ما أثار دهشتها لأنها قامت بتطعيم الطفلة بالمصل المضاد.

بحسب ورقة حقائق منظمة الصحة العالمية، أيضاً، فإن هناك نوعين من التطعيم ضد الحصبة، أحدهما مضاد لها فقط، والثانى مضاد للحصبة العادية والألمانية والحمى النكافية، ولكن لا توجد معلومات توضح أى نوع يتم تطعيم الأطفال به فى مصر.وطلب الطبيب المعالج للطفلة فرح إبقاءها فى المنزل 5 أيام دون حركة أو اختلاط مع أطفال آخرين، مؤكداً أن التطعيم الذى تلقته لا يحول دون إصابتها بفيروسات الحصبة المتنوعة.

تحسنت حالة فرح مع تناول العلاج ثم شفيت تمامًا بعد الأيام الـ5، فيما أصيبت إحدى قريباتها وتدعى هنا حازم، 3 سنوات، بالعدوى نفسها رغم تناولها جرعات التطعيم، حيث تم علاجها تحت إشراف نفس الطبيب.

فى تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، فى فبراير الماضى، تضاعفت معدلات الإصابة بالحصبة فى أوروبا 3 مرات بسبب الأوضاع فى أوكرانيا، كما أن أكثر من 100 ألف شخص يموتون كل عام بسبب الإصابة بالحصبة، إذ يمكن لهذا الفيروس أن يهاجم الدماغ ما يجعله خطراً على الحياة، وغالبًا ما يهاجم فيروس الحصبة الأطفال تحت سن الخامسة والبالغين فوق 20 عامًا، بينما تنتشر الحصبة الألمانية بين الأطفال من سن الرضاعة حتى بدايات البلوغ.

ورغم الارتفاع غير المسبوق فى عدد التطعيمات ضد الحصبة خلال العام الماضى، إلا أن الأمر ليس كافيًا، كما تقول مديرة المكتب الإقليمى للمنظمة العالمية سوزانا ياكاب، التى ترى ضرورة بذل مزيد من الجهود لحماية كل فرد فى المجتمع من هذه الأمراض التى يمكن تجنبها بسهولة.

يظهر على العديد من الأطفال أعراض تتشابه فيها الحمى والحصبة الألمانية، وحسب الدكتور محمد صلاح، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، لـ«المصرى اليوم»، فإن التطعيمات فى حالة الحصبة تحمى بنسبة 95%، أى تبقى نسبة صغيرة لاحتمالية الإصابة.

وأوضح «صلاح» أن التطعيم بشكل عام ينشط مناعة جسم الطفل، لأنه يقدم له الأجسام المضادة المطلوبة للحماية من الفيروسات، خاصة الحصبة الألمانية أو شلل الأطفال أو الجديرى، ولكن هناك تطعيمات تمنح مناعة قوية وأخرى تعطى مناعة لفترة معينة، ولذا هناك حاجة كل 5 سنوات لجرعات جديدة من التطعيمات تسمى «جرعات تنشيطية»، وهناك تطعيمات يأخذها الطفل فى السنة الأولى بعد ميلاده ثم بعدها بسنة أو أكثر، منها تطعيمات ضد الحصبة والحصبة الألمانية والغدة النكافية، إذ تحتاج هذه الأمراض لجرعات تنشيطية كل 5 سنوات حتى سن 16 عامًا.

وأكد صلاح أن النساء اللاتى يتوقعن الحمل يجب أن يتلقين التطعيمات ضد هذه الأمراض، خاصة ضد الحصبة والغدة النكافية والحصبة الألمانية، خصوصاً الأخيرة القادرة على تشويه الجنين أو إصابته بإعاقة لو تمكنت من الأم فى الشهور الثلاثة الأولى للحمل، وبالتالى أى أم تخطط للحمل يجب أن تأخد 3 جرعات تطعيم ضد هذه الأمراض الثلاث حتى لو كان تم تطعيمها فى فترة سابقة، خاصة مع تقلب الفصول.

وأكد صلاح أن خطورة إصابة الأم بالحصبة الألمانية واردة، خاصة لو لم تتعاط جرعات تنشيطية ضدها خلال فترة أقل من 5 سنوات، فقد يتعرض جنينها للخطر، ولذا يجب على الأطباء فحص المصاب بالحصبة جيداً لأن هناك أمراضا أخرى تتشابه معها فى الأعراض، منها الفيروسات الخاصة بالطفح الجلدى والحساسية مع فصل الربيع كالطفح الوردى «النخالة الوردية» والحمى القرمزية التى تظهر فى شكل طفح جلدى وارتفاع فى الحرارة مع التهاب اللوزتين، وكلها أمراض ليس لها علاقة بالتطعيمات.

وينصح الطبيب المتخصص فى أمراض الطفولة الأمهات بالوقاية المستمرة للطفل والتغذية السليمة، بجانب التهوية الجيدة للمنزل لحماية سكانه من أمراض الجهاز التنفسى، مع متابعة جميع التطعيمات أولاً بأول.

وقال الدكتور نزيه رمضان، إخصائى أمراض الأطفال وحديثى الولادة، عضو الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، إن التطعيم الذى يأخذه الطفل ضد الحصبة الألمانية ليس كافياً، ويجب أن تتبعه الجرعات التنشيطية لحمايته من «الألمانية»، منبهاً إلى أن الحصبة العادية أو الألمانية تنتشران عن طريق عدوى الجهاز التنفسى، ولهما أعراض متشابهة، حيث يصاحبهما طفح جلدى، ولكن الألمانية أخف ضرراً من العادية، وعلاجها لا يحتاج لتناول مضاد حيوى ولكن حماية المصاب من المضاعفات حتى ينهى الفيروس دورته الطبيعية.

ويرجع نزيه رمضان أسباب انتشار الحصبة الألمانية مؤخراً إلى سوء تهوية المنازل وعدم دخول الشمس إلى جميع أركانها ولذا تصبح الوقاية بأخذ التطعيمات أمراً ضرورياً، مشيراً إلى أن التطعيم ضد أنواع الحصبة إجبارى للطفل من عمر 12 إلى 18 شهراً ومن خلال مراكز وزارة الصحة. وأوضح الدكتور شريف الأنوارى، أستاذ طب الأطفال، مدير وحدة الأطفال المبتسرين بقصر العينى، أنه فى معظم حالات الحصبة الألمانية تكون الأعراض متشابهة إلى حد كبير مع أمراض أخرى بحيث يفشل بعض الإخصائيين فى التفريق بينها. وتابع: «الحصبة الألمانية (الحميراء) من الأمراض الفيروسية المعدية التى تصيب جميع الأعمار، وعرّفتها منظمة الصحة العالمية بأنها عبارة عن عدوى حادة سارية وفيروسية، ومع أنها عدوى معتدلة الأعراض عموماً لدى الأطفال، ولكنها تكون خطيرة عندما تصيب الحوامل، لأنها تتسبب فى وفاة الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية». وأشار الأنوارى إلى أن فترة الحضانة لفيروس الحصبة الألمانية من 2 إلى 3 أسابيع ثم تظهر الأعراض وتستمر من 3 إلى 7 أيام، وتشمل الأعراض طفحا ورديا أو أحمر يبدأ على الوجه، وينتشر فى الجسم كله، بالإضافة إلى سيلان أو انسداد الأنف، وارتفاع فى درجة الحرارة لتصل إلى 38.9 مئوية أحياناً، واحمرار والتهاب الأعين وتضخم الغدد الليمفاوية والشعور بالصداع والسعال وألم فى العضلات وآلام والتهاب للمفاصل، مؤكداً أن التطعيم الذى يتناوله الطفل ضدها فى الصغر يحمى ويحصن ولكن لا يمنع الإصابة ولكنه يقلل من حدتها ولذا يجب الحصول على جرعات تنشيطية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية