«بعد 140 يوما على الثورة.. الشعب فشل في إسقاط النظام» بهذا العنوان الضخم بعرض صفحتها الأولى افتتحت صحيفة «الوفد» عددها الأسبوعي، الصادر صباح الخميس، وعلى صفحتها العاشرة نشرت الصحيفة استطلاعا يحمل العنوان نفسه جاءت فيه آراء لعدد من خبراء وأساتذة العلوم السياسية، من بينهم عمار على حسن ووحيد عبدالمجيد.
وقالت «الوفد» في الافتتاحية إن سؤال «ماذا حدث بعد مرور 140 يوما على الثورة؟» صار سؤالا «مُلحا»، وأشارت الصحيفة إلى استخدام وزير المالية، الدكتور سمير رضوان، الذي يحسبه العديدون على نظام الرئيس السابق، لتعبير «أحداث يناير» لوصف الثورة في الموازنة العامة للدولة، «يعد تلخيصا لكثير من أسباب الإحباط» التي يشعر بها كل من خرج يوم 25 يناير ليهتف مطالبا بإسقاط النظام.
وقالت الصحيفة أيضا إن حكومة «شرف» جاءت من ميدان التحرير «ولم تعد إليه أبدا» وهى حكومة «ذات يد مرتعشة ضعيفة تتبع المنهج الذي اتبعته حكومات مبارك المتعاقبة من بذل الوعود الوردية دون تنفيذها مع اللجوء للمماطلة وممارسة سياسة التجويع والفقر».
واتهمت «الوفد» عصام شرف باتباع خطوات مبارك فى اختيار المحافظين من المؤسسة الأمنية والجامعات، فيما يبدو مكافأة لنهاية الخدمة.
وعددت «الوفد» في تقريرها ما تراه «أخطاء» لحكومة «شرف» التي اتهمت الصحيفة وزراءها بـ«ترديد شائعات ما يسمى بالثورة المضادة» من الاحتجاجات العمالية والمهنية التي «توقف عجلة الإنتاج»، إلى جانب التعامل مع الملفات الكبرى كملف «الفتنة الطائفية» بنفس الآليات التي كان يدير بها النظام السابق هذه الأزمة «المستمرة». وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد في جملة، اتخذتها «الوفد» عنوانا فرعيا، إن حكومة عصام شرف ما هي إلا «نيو لوك» لنظام مبارك.
يأتي هذا التقرير بعد يومين فقط من نشر الكاتب الصحفي، سليمان جودة، مقالا على الصفحة الأولى لـ«الوفد» يهاجم فيه رئيس الوزراء ويتهمه بـ«إحراج المجلس العسكري».وكان «شرف» محلا لهجوم الدكتور محمد سليم العوا، الذي أعلن مؤخرا عن نيته في الترشح لرئاسة الجمهورية.
وقال العوا في حوار أجرته معه صحيفة «الأخبار»، واحتل صفحتي المنتصف في عدد الخميس، إن «حكومة شرف يجب أن تتغير إن لم يكن بأشخاصها فبطريقة إدارتها لأمور البلاد». وقال العوا إن النموذج الأكثر بشاعة في إدارة الحكومة للأمور هو ما جاء على لسان رئيسها ونائبه، في إشارة للدكتور يحيى الجمل، بالمطالبة بتأجيل الانتخابات البرلمانية لما بعد إقرار الدستور.
وقال العوا إن الحكومة «تعترف بأنها مقصرة في الجانب الأمني» وإنه له ملاحظات على أدائها الاقتصادي. وامتدح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أداء المجلس العسكري لإدارة البلاد، واصفا من يجري تحويلهم من المدنيين للمحاكمات العسكرية بـ«البلطجية والمحرضين».
أضاف العوا أنه ليس مرشحا عن تيار بعينه ولا حتى التيار الإسلامي، متوقعا أن التيارات الإسلامية «لن تحصد أكثر من ثلاثين بالمئة من مقاعد البرلمان المقبل بمجلسيه، الشعب والشورى، لافتًا إلى أن الصراع بين من يريد إقرار الدستور أولا ومن يريدون إجراء الانتخابات البرلمانية قبلا هو «صراع بين الدكتاتورية والديمقراطية»، قائلا: إن من يريدون إجراء الانتخابات أولا هم من يريدون الحرية والديمقراطية من خلال النزول على إرادة الشعب»، جاء ذلك ردا على سؤال للأخبار حول إن كانت قضية الخلاف على أولوية الدستور أم الانتخابات هو خلاف بين الإخوان المسلمين والتيارات الليبرالية.
ثورة رمضان
توقعت «الوفد»، في تقرير لها، أن تطلق أسعار السلع الغذائية في رمضان «ثورة جياع»، وقالت الصحيفة في مقدمة تقريرها إن خبراء اقتصاد واجتماع اختلفوا في إمكانية أن تجتاح البلاد ثورة جياع خلال الأيام القليلة المقبلة جراء الارتفاع المستمر في أسعار السلع الغذائية. ونقلت الصحيفة على لسان خبراء اقتصاديين مطالبات لحكومة شرف بالتدخل السريع لاستيعاب الموقف.
ونقلت «الدستور» على صفحتها السابعة توقعات خبراء بارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 20 % نتيجة نفوق 30 % من المواشي المحلية دون إشارة لأسباب هذا النفوق الذي ذكره محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين «الجزارين» بالغرفة التجارية. كما نقلت الصحيفة توقعات بارتفاع أسعار الأسماك وثبات «نسبي» لأسعار الدواجن خلال شهر رمضان المقبل الذي يحل في بداية أغسطس المقبل.