x

شرف في خطاب الـ100 يوم: أوقفنا نزيف الاقتصاد

الخميس 23-06-2011 13:56 | كتب: منصور كامل |
تصوير : أ.ف.ب

 

أكد الدكتور عصام شرف, رئيس مجلس الوزراء, أن حكومته جاءت لتدير أزمة طبيعية تلازم الثورات، حيث يتم الانتقال فيها من نظام قديم يحمل في طياته مؤشرات الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى نظام جديد نريد أن نقدم له عوامل النجاح، وهو نظام مبني على نداءات الشعب التي تعالت في ميدان التحرير وونادت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية

وأضاف شرف، في كلمته التي كان من المفترض أن يلقيها بمناسبة مرور 100 يوم على توليه رئاسة الحكومة، في افتتاح المؤتمرالدولي الثامن العشر للبناء والتشييد «إنتربيلد»، لكنه اكتفى بتوزيع الكلمة على الصحفيين، أن الحكومة استطاعت وقف النزيف الاقتصادي ودخلت مصر في مرحلة البناء على أسس سليمة قائمة على الشفافية ومعايير العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد، مشيراً إلى أن «بولندا أفلست بعد الثورة وأخذت أعواماً حتى تصل إلى مثل ما نحن عليه الآن».

وشدد رئيس الوزراء، على أن البعض يظن أن هناك تقصيراً أو تباطؤاً في أداء الحكومة وهو ليس صحيحاً، فـ«الحكومة ورثت مشاكل لها أبعاد مؤسسية وثقافة عميقة، وكان لابد من معالجة جذور المشاكل من خلال ترتيبات مؤسسية تضمن عدم تكرارها وتسليم الأمانة لمن يأتي بعده وقد وضع مصر في طريق الانطلاق».

وضرب شرف، أمثلة على هذه المشاكل، ومنها طرح مشروع القانون الموحد لدور العبادة، الذي يعالج مشكلة عمرها أكثر من 150 عاماً، و«تسببت في احتقان ومشاكل كبيرة على مر التاريخ مما استلزم وضعها على مائدة النقاش المجتمعي لضمان العدالة للجميع، ويعمل وزير العدل على الوصول إلى إطار سليم لحلها، وأيضاً معالجة المشكلات العاجلة لقطاعات من المجتمع عانت من مظالم خلال الفترة الماضية مثل العمال والفلاحين والمتفوقين من الخريجين ويجري التفاعل معهم بصورة عاجلة للاستجابة لمطالبهم».

وأكد شرف أنه رغم الانتقادات التي وجهت للجنتي الحوار الوطني والوفاق القومي، إلا أنهما يفيدان، من وجهة نظره، في فهم مساحات الاتفاق والاختلاف بين القوى السياسية والشخصيات العامة.

وأكد أيضاً، أن مشكلة إعادة هيكلة وزارة الداخلية، ستأخذ بعض الوقت، مشيراً إلى أن الإصلاح الداخلي ينعكس تباعاً على التواجد الأمني والكفاءة الشرطية والإحساس بالأمن.

وأشار شرف، إلى أن الحكومة تعتمد على محاور عديدة لتحقيق سياستها، تتمثل في توجهات جديدة للسياسة الخارجية، وتطوير البيئة التشريعية والمؤسسية لبناء دولة ديمقراطية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة الأموال المنهوبة، وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين في ظل تحديات نقص الموارد واضطراب الأمن في ظروف صعبة، والتفاعل الإيجابي مع التوترات الطائفية والمطالب المشروعة لتحقيق التلاحم الوطني وهي قضية تعمل الحكومة على حلها من جذورها، ومساندة مصابي الثورة وأهالي الشهداء.

وشدد شرف، على وجود برامج تفصيلية لتحقيق هذه الأهداف تتمثل في تنفيذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية بشفافية منقطعة النظير، وإصدار قانون مباشرة الحقوق السياسية، وإعادة تشكيل لجنة الأحزاب، وتقديم رموز النظام السابق للمحاكمة، وإقرار علاوة 15% للعاملين بالدولة، وإعداد مشروع قانون إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وتوقيع العديد من الاتفاقيات مع شركات التكنولوجيا العالمية، وتشكيل لجنة لتسوية عقود الاستثمارات في ظل وجود قصور في العديد من العقود، واتخاذ إجراءات لتشجيع الاستثمارات، وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول حوض النيل والدول الأفريقية، والتعاون مع شمال السودان وجنوبه.

وأشار إلى أن هناك عددا من النتائج، جاءت نتيجة جهوده ووزراء حكومته، تمثلت في ارتفاع عدد السياح إلى نحو 800 ألف سائح مقارنة بـ500 ألف في شهر مارس و200 ألف في شهر فبراير، وزيادة عمليات البناء والتي انعكست على زيادة مبيعات الأسمنت والحديد، وزيادة الصادرات غير البترولية، واستقرار حصيلة الإيرادات بالعملة الصعبة من قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج.

وأكد رئيس الوزراء، أن الحكومة بدأت عملها في مناخ صعب يتمثل في تراجع المؤشرات الاقتصادية، والانفلات الأمني، والمطالب الإنسانية لبعض فئات المجتمع، والتوترات الطائفية، والحاجة إلى تعديل موقف مصر في القضايا الأساسية ومنها قضية فلسطين، وأفريقيا ودول حوض النيل، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، إضافة إلى انكماش الاقتصاد بنسة 4.2% خلال الفترة من يناير إلى مارس، وخسائر قطاعات الصناعة والبناء والتشييد وتراجع السياحة بنسبة وصلت إلى 50% وخسائر لمؤشرات البورصة وصلت إلى 81 مليار جنيه وارتفاع البطالة.

ووجه شرف رسالة لشباب الثورة، أشار خلالها إلى أن الحكومة تلتزم بتطلعاتهم وتحرص على تحقيق مطالب الثورة السياسية والاقتصادية المتعلقة بتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والشفافية، لافتاً إلى أنه يستمع دائما لمطالب الشباب ويستلهم من حماسهم الكثير لأنهم «رأس حربة ثورة 25 يناير».

كما وجه شرف رسالة للشعب المصري، طالبهم فيها بالتماسك والتوافق حول المستقبل، مشيراً إلى أن اختلاف الرؤى وارد ومفيد، مادامت المصلحة العامة هي الغاية، ولكن تحول الاختلاف إلى معارك، يفتت قوى الثورة ويعود بعقارب الزمن إلى الوراء.

وأضاف أن حكومته تتطلع إلى تسليم مصر وهي على أعتاب النهضة لمن يكمل مسيرة العمل والبناء، ولو بقي يوم واحد في عمر هذه الحكومة فستعمل جاهدة من أجل بناء هذه المرحلة.

وطالب شرف، المصريين بالمزيد من العمل والانتاج الذي يسمح للاقتصاد المصري بالمزيد من النمو, وبالتالي المحافظة على الثورة وتعود على مصر كما يجب، كما طالبهم بالمزيد من الأمل لصناعة المستقبل والدعم والمساندة للحكومة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية