يجري البرلمان الأوكراني، غدا مراسم تنصيب الرئيس المنتخب، فلاديمير زيلينسكي، بعد فوزه على منافسه الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، وحصوله على الأصوات بنسبة 73،22% من الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.
وتعهد زيلنسكي وهو في الأصل ممثل كوميدي، في رسالة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بإعادة شبه جزيرة القرم إلى سيادة بلاده، التي ضمتها روسيا منذ 5 أعوام، وأضاف في الذكرى السنوية الـ75 لتهجير تتار القرم: مهما طال الأمر سننجح في إعادة القرم، وتابع: «لا تنسوا أنه حتى أحلك الليالي يعقبها الفجر، ومن الممكن إبادة البشر، لكن من غير الممكن إبادة روح الشعب».
وفي مارس عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وأدى ذلك إلى فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا.
والتتار هم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم، تعرضوا لعمليات تهجير قسرية، في 18 مايو عام 1944، باتجاه وسط روسيا وسيبيريا ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك.
وقال الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، بيترو بوريشينكو، إن الظلم الذي وقع على تتار القرم في عهد السوفييت، يمارس اليوم من قبل روسيا، فيما أعرب عن افتخاره بالبرلمان الأوكراني عام 2015 أثناء رئاسته للبلاد، حيث اعتبر مسألة تهجير تتار القرم عن أراضيهم بأنها «تطهير عرقي».
وأضاف بوروشينكو، يجب إدخال تعديلات على دستور أوكرانيا بشأن تعريف وتوحيد حق شعب التتار القرم في الاستقلال الوطني، مشيرا إلى أنه في عام واحد فقط، مات أكثر من 30 ألف من تتار القرم بسبب المجاعة، فيما يصعب تحديد الحجم الحقيقي للخسائر، وتابع: للعام الخامس على التوالي، يتعرض شعب التتار القرم للحرمان من فرصة تكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية لشعب التتار القرم.
وفي أوائل عام 2014، قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على القرم، وبعد ذلك صوت سكان المنطقة، وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية في استفتاء عام للانضمام إلى روسيا، لكن أوكرانيا والدول الغربية قررت أن الاستفتاء كان غير شرعي.
وفي مارس الماضي، دعت الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عما وصفته بألاعيب السياسة بشأن القرم والإصغاء إلى صوت سكانها، والاعتراف بالخيار الديمقراطي الذي انتهجه السكان بشأن الاستفتاء، فيما أكد نواب في البرلمان الروسي، أن موسكو حققت رغبة مسلمي القرم بعد 15 عاما، من مطالبهم للسلطات الأوكرانية ببناء مسجد لهم في شبه الجزيرة، ولكن قوبلت طلباتهم بالرفض من سلطات كييف، وحقق الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين طلبات المسلمين.
ويشكل الروس أغلبية السكان في القرم، بالإضافة إلى أقليات من التتار، الذين اتهمهم الزعيم السوفيتي جوزف ستالين بالتواطؤ مع المحتل النازي، لذلك قام بتسفيرهم إلى آسيا الوسطى وسيبيريا في عام 1944، ولم يسمح لهؤلاء التتار بالعودة إلى موطنهم الأصلي في القرم إلا بعد انهيار وزوال الاتحاد السوفيتي، وكان عددهم نحو 250 ألف مواطن في تسعينيات القرن الماضي.