x

هانى شاكر: لن أترك مصر حتى لو حرَّم المتشددون الفن

الإثنين 02-01-2012 17:19 | كتب: محسن محمود |
تصوير : اخبار

أكد هانى شاكر أنه لم يفكر فى اعتزال الفن بعد صدمة وفاة ابنته دينا، مشيرا إلى أنها فى ظل مرضها الشديد كانت تطالبه بالتواصل مع جمهوره والمشاركة فى الحفلات.

وقال هانى لـ«المصرى اليوم» إنه سيعود للساحة الغنائية بألبوم دينى من المنتظر صدوره فى الأيام الأولى للعام الجديد، موضحا أنه لا يخشى وصول الإسلاميين إلى الحكم ولن يترك مصر حتى لو تم تحريم الفن.

متى يخرج هانى شاكر من عزلته؟

- حاولت خلال الفترة الماضية الخروج من هذه العزلة وبدأت فى تسجيل ألبوم دينى كتب كلمات أغانيه نبيل خلف ولحنها وليد سعد ومن المتوقع طرحه فى الأسواق مع بداية العام الجديد.

وما حقيقة تفكيرك فى الاعتزال بعد وفاة ابنتك؟

- هذا الكلام مجرد شائعة أو تكهنات، فأنا لم أفكر فى اعتزال الغناء، وأثناء فترة مرض ابنتى دينا، رحمها الله، رفضت إحياء عدد كبير من الحفلات لكنها كانت تطلب منى الاستمرار فى العمل وألا أحرم جمهورى من صوتى، وكانت حريصة على أن أكون متواجداً على الساحة حتى فى ظل مرضها الشديد.

معنى هذا أن دينا طلبت منك عدم الاعتزال؟

- نعم، وحدث هذا عندما رفضت حفلات كثيرة وتوقفت عن تسجيل الألبوم.

هل فوجئت بمواقف البعض بعد محنة وفاة دينا؟

- بالتأكيد، حيث فوجئت بالمشاعر الصادقة التى أحاطنى بها الجمهور والأصدقاء وزملائى فى الوسط الفنى، ورأيت فى عيونهم نظرات الحب والتعاطف وكأن دينا، رحمها الله، ابنة وشقيقة للجميع.

كيف ترى حضور عدد من المطربين الذين تختلف معهم فكريا العزاء؟

- الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، واختلافى فكريا مع مطرب معين ليس معناه أن يقاطعنى، لأن هناك الكثير من الأشخاص فى الوسط الفنى معدنهم أصيل، كما أن هذا الموقف قرب منى الكثيرين.

هل سيتغير أسلوبك فى الغناء؟

- نعم، وإذا قررت تقديم ألبوم عاطفى، فلن يضم أغنيات ذات طابع راقص، بل سأعتمد على الأغنيات الهادئة المليئة بالأحاسيس والمشاعر، وسيكون اهتمامى الأول بالصوت والكلمة واللحن وأخيراً التوزيع.

وهل تغير هانى شاكر الإنسان؟

- نظرتى للدنيا تغيرت، وأصبحت أشعر بأنها لا تستحق أى خلاف أو صراع لأنك فى النهاية تحاسب على أعمالك.

نفهم من كلامك أنك أصبحت أكثر تديناً؟

- أنا متدين من زمان، لكننى أصبحت منعزلاً عن الناس أكثر ومازال الحزن يسيطر علىّ وستظل لدى مرارة حتى آخر يوم فى عمرى، والعودة للغناء ستستغرق وقتاً، وبعد رحيل «دينا» أصبحت لدى قناعة بأن الدنيا لا تستحق والموت هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة.

هل كنت صاحب فكرة العودة بألبوم دينى؟

- تقديمى ألبوماً دينياً فى هذا التوقيت جاء عن طريق المصادفة، فمنذ فترة تعاقدت مع شركة أرابيكا على طرح ألبوم دينى، وكان من المفترض طرحه خلال فترة مرض دينا، لكن نظرا للظروف الصعبة التى كنت أمر بها لم أتمكن من تسجيل الأغانى، لذلك وجدت العودة إلى الساحة بألبوم دينى هو الأفضل.

وما هى أبرز ملامح الألبوم؟

- الألبوم يضم أغنيات عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى 5 أغنيات عن أسماء الله الحسنى، وهذا الشكل من الغناء لم أقدمه من قبل وأتمنى أن يحظى بقدر من الدعاية حتى يحقق النجاح المطلوب.

وما حقيقة فسخ تعاقدك مع الشركة المنتجة لألبوماتك؟

- بالفعل فسخت العقد بالتراضى مع الشركة، فقد شعرت بعد وفاة ابنتى بأنه من الصعب علىّ تقديم ألبوم عاطفى خلال الفترة المقبلة، وتفهم ذلك رئيس الشركة محمد ياسين واحترم رغبتى، وسينتهى عقدى معه بمجرد طرحى الألبوم الدينى.

ومتى ستقدم ألبوماً عاطفياً وتعود لإحياء الحفلات؟

- هذه الخطوة صعبة جداً، ولا أعلم كيف ستكون طريقة العودة إلى الحفلات، خاصة أننى أمر حاليا بحالة من الهدوء والاستقرار النفسى، ورغم أننى تلقيت مؤخرا عروضا لإحياء أكثر من حفل فإننى رفضت، فمازلت غير مؤهل للقاء الجهور، وإن كنت أحاول ألا أبتعد عنه، خاصة عندما وجدت كثيرين من الناس يطالبوننى بالعودة.

ما رأيك فى انتخابات مجلس الشعب؟

- سعدت جدا بالانتخابات، وأتمنى ألا يكون تدفق ملايين المصريين للإدلاء بأصواتهم سببه توقيع غرامة 500 جنيه على من يمتنع عن التصويت، كما أتمنى أن يكون هناك الإقبال نفسه فى المرحلة الثالثة، وألا يعطى الناخبون أصواتهم لمن يدفع أكثر، لأن ما بنى على خطأ فهو خطأ ولو كان المرشح يستحق صوتك، فبالتأكيد لن يدفع لك كما أن الراشى والمرتشى فى النار.

كيف ترى حكومة «الجنزورى»؟

- يجب أن نمنحها الفرصة، خاصة أنها ستبقى لفترة محدودة، وأتمنى أن تحقق ما لم تستطع حكومة شرف تحقيقه فى الفترة الماضية، فالدكتور عصام شرف استمد شرعيته من ميدان التحرير لكنه كان مسالما إلى أقصى درجة ولم يستطع اتخاذ أى قرار مصيرى وكلنا نحلم بأن تقدم حكومة «الجنزورى» شيئاً لمصر.

ما مواصفات رئيس الجمهورية المقبل من وجهة نظرك؟

- أتمنى أن يكون الرئيس المقبل وجهاً جديداً لديه القدرة على لم الشمل المصرى والعبور بالبلد إلى بر الأمان.

كيف ترى خوف البعض من صعود التيارات الإسلامية؟

- هذا الموضوع شائك وله أكثر من زاوية، فأنا بشكل شخصى لا يضرنى أن يصل الإسلاميون إلى الحكم، لكن من زاوية أخرى أشعر بالدهشة من غياب شباب الثورة الذين صنعوا هذه المعجزة، وأتعجب من عدم فوزهم بمقاعد فى البرلمان، بينما يتصدر الإخوان والسلفيون المشهد السياسى.

هل لديك تفسير لذلك؟

- أعتقد أن هناك جهات ما تدعم الإسلاميين، ليس فى مصر فقط، فهم فازوا فى الانتخابات فى تونس والمغرب أيضاً.

ألا تخشى على الفن منهم؟

- لا، فالشعب المصرى متدين بالفطرة لكنه فى الوقت نفسه يرفض التشدد والمغالاة وتقييد الحريات، ولا أعتقد أنه سيتخلى عن مكتسباته التى حققها عبر سنوات من الكفاح، كما لا أعتقد أن الإسلاميين سيجبرون النساء على الجلوس فى المنزل وترك العمل للرجال أو سيحاربون الفن أو السياحة بزعم أنهما حرام لأن هذا التصرف سيكون ساذجا والشعب لن يقبله.

وماذا لو حدث ذلك؟

- أستبعد ذلك، ولكن لو حدث هذا سأجد نفسى مضطرا لإحياء حفلات فى بلدان أخرى لكن فى كل الحالات لن أترك مصر.

ما التحدى الأكبر أمام الإسلاميين إذا تولوا الحكم؟

- التحدى الأكبر والأهم أمام من سيدير البلاد، أياً كان توجهه، هو القضاء على منظومة الفساد، خاصة فى المجال الاقتصادى، وتغيير ثقافة الناس لتتحول إلى الإنتاج بدلا من الاستهلاك وزرع روح الانتماء والعلم بدلاً من الفهلوة، وأن نتجه إلى التنمية بدلاً من السمسرة، وأعتقد أن المهمة صعبة والميراث ثقيل، خاصة أن المخزون الاقتصادى يتهاوى، ونحن جميعا أمام مشكلة حقيقية ونركب مركبا واحدا والبلد «هتغرق» لو استمر الوضع بهذا الشكل، ويجب ألا نلهث وراء السياسة ونلتفت للمشكلة الاقتصادية الكبرى، فمن الممكن أن تعلن مصر إفلاسها ونغرق فى ديون لا حصر لها، والمشكلة أن البعض يحاولون الحصول على أكبر قطعة من «التورتة»، فليست كل النوايا سليمة.

ما الذى جعلك تصل إلى هذا الحكم؟

- تابعت بعض السياسيين وعدداً من القنوات الفضائية ووجدت تعمداً للتسخين وافتعال الأزمات، وهذا ليس فى صالح البلد، فالنتيجة ستكون انهياراً اقتصادياً كما أننا نواجه انفلاتاً قيمياً وصل إلى درجة بشعة ومازال البعض يصر على الدفع بنا للهاوية من أجل مصالحه الخاصة.

هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟

- الأمر لا يحتاج إلى نظريات، انظر هنا وهناك لتجد من يحاول إقناعك بأن معركتك مع الشرطة، رغم أن ضابط الشرطة هو جارك وقريبك وزميل دراستك وشقيقك، هو مصرى مثلك، واحترام الزى العسكرى لا يعنى أبداً التقليل من شأنك لكن المصالح الخاصة والمطامع السياسية تجعل البعض لا يرى مصلحة الوطن.

كيف ترى مستقبل الغناء؟

- أتمنى أن تكلل جهود المخلصين بالنجاح، الذين يسعون لمكافحة ظاهرة القرصنة عبر مواقع الإنترنت والتى تسببت فى انهيار صناعة الكاسيت والخسائر الفادحة لكل أطرافها، سواء المطرب أو المنتج أو الموزع، وشركات الإنتاج تعانى، حتى الذين يمتلكون قنوات غنائية، لأن الخسارة أصبحت فادحة والألبوم يتم تسريبه بعد طرحه فى الأسواق بدقائق والأمر نفسه أصبح ينطبق على السينما فلماذا لا يتعرض أصحاب المواقع الإلكترونية للمساءلة القانونية؟

نعرف أن المنتج يخسر بسبب القرصنة لكن ما الضرر الذى يقع على المطرب؟

- المطرب يخسر بتشويه أغنياته والتقليل من جودتها ليسهل رفعها على مواقع القرصنة، كما أن انسحاب المنتجين من السوق جعل المطربين لا يجدون من ينفق على أغنياتهم، ولابد أن تكون هناك وقفة حقيقية مع أصحاب المواقع ويتم تفعيل قانون القرصنة وألا تقتصر العقوبة على غرامة قيمتها 5 آلاف جنيه بل تتحول إلى عقوبة جنائية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية