روائح كريهة، ودخان مستمر علي مدار أيام، وسيارات قمامة، تابعة للهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة تجوب علي مدار الساعة يومياً على بعد أكثر من كيلو متر من منطقة الإسكان الاجتماعي بمدينة العبور الجديدة، وذلك بسبب تراكم القمامة في منطقة تم تخصيصها لدفن المخلفات بالعبور الجديدة، ورغم تصريحات المسؤولين بأن هذا المدفن هو مدفن صحي لنفايات محافظة القاهرة إلا أن حرق القمامة مستمر علي مدار اليوم بجانب تراكم القمامة على الطرق العامة بحسب شهادة الأهالي.
لم يكن السكان على علم بأمر هذا المدفن إلا بعد زيارة محافظ القليوبية الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق للمنطقة للإعلان عن تأسيس المدفن الصحي بصحراء مدينة العبور الجديدة لمخلفات القليوبية والقاهرة علي مساحة 231080 مترا وفق لقرار صادر من مجلس الوزراء وذلك لاستيعاب واستقبال المخلفات.
وبعد هذه الزيارة بدأت تراكم المخلفات في هذه المنطقة وتكرار عمليات الحرق وهذا ما أكده محمد زيدان أحد السكان المجاورين لمكان المدفن.
وأضاف أن المدفن قريب من الكتلة السكنية وهو مدفن قمامة عشوائي، ويتم حرق القمامة فيه بصورة عشوائية دون فصل المخلفات بالإضافة إلى تواجد كثيف للحشرات وفئران مما يؤثر علي السكان بشكل كبير.
وأضاف أن هذا المدفن قريب من الأحياء الثامن وأحياء المستقبل والثاني جميع أحياء القائمة علي خط عشرة بالإضافة إلى تأثيرها علي منطقة مساكن ومزارع عرابي .
زار أمس عدد من سكان مدينة العبور ورابطة محامي العبور موقع المدفن وحصلوا علي عدد من الصور، وجدوا لافته مكتوب عليها (انشاء خلية الدفن المحكوم الصلبة تابعة لمحافظة القاهرة وجهاز تنظيم المخلفات بوزارة البيئة)، وتلك الخلية مسؤولة عن التخلص الآمن من المخلفات إلا أنها محاطة بكميات كبيرة من القمامة التي تأتي بها سيارات قادمة من أكثر من 16 نقطة في محافظة القاهرة وفق ما أكد سائقي السيارات بالمكان منها مناطق (المطرية – النزهه – مدينة نصر – مصر الجديدة وغيرها).
وأوضحت ناهد يوسف رئيس جهاز تنظيم وإدارة المخلفات بوزارة البيئة أن الوزارة تلقت العديد من الشكاوي بشأن المدفن وللوقوف علي الشكاوي زار مندوبين من الجهاز الموقع وتأكدوا أن المدفن الخاص بمحافظة القاهرة هو في صحراء العبور ويبعد عن الكتلة السكنية بحوالي والحرق الذي يحدث ويشعر به السكان ليس من المدفن التابع لمحافظة القاهرة والوزارة ولكنه نابع من مدفن عشوائي يتم حرق المخلفات وتراكم المخلفات فيه ولكنه ليس تابع للمحافظة أو الوزارة.
وعن مدفن الصحي المزمع تأسيسه بالمكان أكدت أن هذا هو الموقع المخصص لتأسيس مدفن صحي تابع لمحافظة القليوبية موقعه في صحراء العبور وهو مدفن صحي لدفن النفايات وليس لإشعالها وتم إعداد دراسات بيئية لتأكد من مراعاته للشروط البيئة، بالإضافة لن يتم إشعال المخلفات ولكن المدفن هو مدفن صحي لدفن المخلفات وبإشراف وزارة البيئة.
يذكر أن محافظ القليوبية صرح في بيانات صحفية سابقة أنه تم عمل الدراسات البيئية اللازمة لإنشاء مدفن صحي محكوم بأحدث الأساليب التكنولوجية المتوافقة مع الاشتراطات الموجودة بوزارة البيئة، والتي لا تمثل أي خطورة على حياة المواطنين، حيث سيتم حفر خلايا تحت الأرض ودفن القمامة بها وعزلها تدريجيا ومصممة حسب المعايير العالمية.
في المقابل أعرب عدد من سكان العبور عن رفضهم إنشاء مدفن صحي بالمدينة، من خلال هاشتاج #لا_لمدفن_القمامة_بالعبور، على الصفحات الخاصة بالمدينة على صفحات التواصل الاجتماعي، بالإضافة لتقديم بعض الأهالي شكاوى لجهاز المدينة، ومجلس الوزراء، ووزارة البيئة، ومحافظ القليوبية، لإعلان رفضهم تأسيس مدفن صحى، مرفقة بحملة توقيعات من السكان وتوقيعات إلكترونية وصلت إلى 5000 توقيع حتي الأن.
وأعلن البعض اللجوء للقضاء لوقف هذا المشروع، بالإضافة لرفع عدد من المحامين في المدينة دعاوى قضائية بالقضاء الإداري المستعجل بمحكمة القضاء الإداري ببنها لوقف تنفيذ مشروع المدفن الصحي لأضراره الصحية على البيئة والسكان.