فى جنوب إسبانيا اختتمت الدورة الثامنة لمهرجان طريفة الدولى للفيلم الأفريقى فعالياتها منذ أيام بتوزيع الجوائز، والتى بلغ إجمالى قيمتها 46.5 ألف يورو، وفاز الفيلم المصرى «ميكروفون» بأكبر جائزة، وهى جائزة أفضل فيلم أفريقى، وقيمتها 15 ألف يورو، ثم أعلنت «مانى كسينروز مانريكو»، رئيسة المهرجان، عن باقى الجوائز.
«المصرى اليوم» التقت «مانى كسينروز مانريكو» رئيسة المهرجان لمناقشتها فى عدد من السلبيات والإيجابيات التى ظهرت خلال دورة هذا العام، وخلال حوارها لـ«المصرى اليوم» بدأت «مانريكو» بالحديث عن معايير اختيار الأفلام المشاركة فى دورة هذا العام فقالت: «اخترنا أفلام هذا العام كما نختار كل عام، بناء على معايير احترافية من حيث استخدام تقنيات اللغة السينمائية، كما راعينا أن تكون موضوعات الأفلام المختارة مميزة وإيجابية بحيث تكون مشرفة حين تعرض فى إسبانيا، حتى يدرك المشاهد الأوروبى أن هناك سينما جيدة فى أفريقيا».
وأكدت أنها تركز خلال الاختيار على الشكل والمضمون أيضا، فالمهم أن يكون الفيلم المعروض ذا قيمة وجمالياً فى التوقيت ذاته، موضوع الفيلم طبعا مهم، لكن الموضوع وحده لا يكفى، لأن السينما لغة صورة، ولذلك هناك أفلام رفضنا مشاركتها رغم أن موضوعاتها جيدة، ولكن لغتها السينمائية كانت ضعيفة، لذا كنا نراعى فى الاختيار إحداث توازن بين جودة الموضوع والشكل الجمالى للصورة السينمائية.
ثم تحدثت عن مصادر تمويل المهرجان فقالت: «لدينا مشكلة فى التمويل لكنها ليست مشكلة كبيرة، فالمهرجان يقام على أكمل وجه لكن فى حدود كونه مهرجاناً صغيراً، ونتمنى فيما بعد أن يكون التمويل أكبر ليكون المهرجان أكبر، فهناك رعاة رسميون يدعموننا بما يكفى لتغطية الجوائز، واستضافة ضيوفنا وفى مقدمة هؤلاء الرعاة قناة الجزيرة الوثائقية التى تمنح المهرجان نصف قيمة الجائزة الوثائقية الأولى، كما تدعمنا حكومة الأندلس بشكل أساسى، وكذلك مؤسسة التعاون الدولى الإسبانية.
وأشارت إلى أن المهرجان عبارة عن مبادرة من جمعية خاصة، ولا توجد أمامها عراقيل قانونية، وبالتالى ليست لديها توازنات أو حسابات، وهذا مهم لأنه ينعكس على نزاهة وشفافية الجوائز التى تمنح.
ولأن عروض المهرجان تقام فى 6 أماكن مختلفة موزعة فى عدة نواح بمدينة طريفة، يرى البعض هذا عيبا لأنه مرهق بالنسبة للمشاهد، لكن رئيسة المهرجان تراه شيئاً إيجابياً، وتقول: «لا نحب أن تكون العروض فى مكان واحد، نحب أن تكون عروض السينما منتشرة فى كل أطراف المدينة لتمتع كل الناس بكل الأماكن، مثل المرأة الجميلة التى تقف فى أكثر من مكان فيراها أكثر من شخص ويستمتع بجمالها». وتحدثت عن هموم ومشاكل القارة الأفريقية التى تناولتها أفلام هذا العام فقالت: «السينمائيون الأفارقة لديهم وعى كامل بمشكلات قارتهم، وهمومها، ويطرحونها فى أفلامهم، وهذا لا يعيب أفريقيا لأن كل بلدان العالم بها مشكلاتها التى تتناولها أفلامها، حتى الدول المتقدمة، وأهم محاور المشكلات الأفريقية فى أفلام هذا العام تدور حول المستقبل والأمل وتطور المجتمعات الأفريقية ونظرتها لماضيها ومستقبلها، وأغلبها تكون مشكلات اجتماعية، فمن مصر مثلا عرضنا هذا العام 17 فيلما، منها 2 فى مسابقة «الحلم الأفريقى»، وفيلم فى مسابقة «الجانب الآخر من المضيق»، ولاحظنا أن الأفلام المصرية تركز على اهتزاز الوضع الداخلى، وتتحدث الأفلام بلهجة رافضة للأوضاع الاجتماعية السائدة فيما قبل ثورة 25 يناير، لكن انتقاداتهم كانت تأتى على استحياء، ربما لخوف السينمائيين من بطش السلطة، لذا أرى أن الآلة السينمائية لا تنتقد الواقع بشكل مباشر، وهى آلة ثقيلة جداً فى حركتها، فأنت كسينمائى حين تكون فى ذروة الحدث تأخذ المبادرة بشكل متردد وصعب، ولكن بعد مرور الأزمة تجد أن توثيقك لتلك الأزمة سينمائيا بمثابة ثروة تاريخية مهمة.
وعن ضعف الإقبال الجماهيرى على بعض الأفلام قالت رئيسة المهرجان: الإسبان بطبيعتهم يحبون النوم عقب تناول الطعام، ولذلك فهم يستيقظون مبكراً ويذهبون لعملهم ثم يعودون وقت الغداء وينامون بعد تناوله، ثم يسهرون ليلا فى صالات الديسكو، هذا هو نمط حياة غالبية سكان مدينة «طريفة»، ولذلك يكون الإقبال على مشاهدة السينما ضعيفاً نوعا ما، ولكن ليس منعدماً، ومجرد أن يذهب 5 أشخاص مثلا من أهل «طريفة» إلى أحد عروض المهرجان، نكون بذلك قد حققنا هدفنا فى الانتشار الجماهيرى.