x

هانى سلامة: أرفض أن يحكمنا رئيس إخوانى.. والتجربة التركية الأنسب لنا

الأربعاء 22-06-2011 18:34 | كتب: أحمد الجزار |
تصوير : حسام فضل

بدأ هانى سلامة مؤخرا تصوير مشاهد فيلم «واحد صحيح» الذى تعطل تصويره أكثر من مرة، كما يستعد لإطلاق مبادرة لإعادة الثقة بين الشرطة والشعب، وفى حديثه لـ«المصرى اليوم» يكشف هانى أسرار مبادرته ورأيه فى صعود التيارات الدينية على سطح الأحداث ورفضه لإجراء الانتخابات فى سبتمبر المقبل.

ما أسباب تأجيل فيلم واحد صحيح لأكثر من عام؟

- المشكلة كانت متعلقة بالكاستنج وفريق الممثلين المشاركين لأن هناك ممثلين اتفقوا على الفيلم ثم اعتذروا ثم عادوا مرة أخرى ولم أكن أبحث بشدة عن أسباب ذلك لأن كل شخص حر فى اختياراته ووجهة نظره لأننى أفهم أن الممثل عندما يعتذر لا يعود مرة أخرى فكان ذلك بالنسبة لى غير مفهوم لذا قررت أن أركز فى النتائج فقط ولا أريد أن أحمل الموضوع أكثر من حجمه الآن لأننا فى النهاية بدأنا التصوير ومعى بسمة ورانيا يوسف وكندا علوش وياسمين رئيس.

هل أزمة الفيلم متعلقة بالبطولة الجماعية؟

- بصراحة «ماكنتش فاهم دماغهم فيها إيه» ويمكن كل واحدة منهن كانت ترى أنها تستحق أن تكون فى مكانة أفضل من المتاحة فى هذا الفيلم أو تكون هى البطلة ففى النهاية كل شخص له حساباته الخاصة كما قلت وليس من حقى أن أتدخل فيها وعلينا أن نتحمل نتائج قراراتنا.

وما حساباتك الشخصية فى اختيار هذا الفيلم؟

- الفيلم رومانسى اجتماعى يضم علاقات متنوعة وهذا ما سيخلق مساحات مختلفة فى التمثيل وهذا ما يجعلنى أشعر بمتعة خاصة، كما أننى أقدم من خلاله دوراً مختلفاً عما قدمت من قبل، وبصراحة كنت أريد أن أقدم هذه النوعية بعد فيلم «السفاح» وتأخذ الشكل الرومانسى الاجتماعى لأننى لم أقدم فيلماً رومانسياً بعد فيلم «أنت عمرى» رغم أنه رومانسى درامى وقد اخترت السيناريست تامر حبيب لهذا الفيلم لأنه أنسب شخص يكتب عن المشاعر والعلاقات بين البشر وقد لمست ذلك فى أفلامه السابقة.

وماذا يعنى «واحد صحيح»؟

- الفيلم بالمنظور الذكورى يعنى أن شخص «عبدالله» الذى أقدمه يريد أن يكون نموذج المرأة التى يرغب فى الارتباط بها من خلال أشياء مختلفة تجتمع فى أربع سيدات يتعرف عليهن خلال أحداث الفيلم، وهذا لأنه شخص غير مستقر ويبحث عن الكمال ولكن فى النهاية الكمال لله وحده.

ولماذا واجه الفيلم أزمة مع الرقابة؟

- كانت الأزمة متعلقة بإحدى شخصيات الفيلم لأنها دور لفتاة مسيحية والرقابة المصرية تتعامل مع مثل هذه الشخصيات بحساسية شديدة ولمجرد علمها بوجود فتاة مسيحية تقع فى حب شاب مسلم «أتكهرب» الوضع من قبل أن يتم التعرف على الأبعاد ولكن بعد أن عقدنا جلسة مع الرقيب العام وبعض الرقباء وأطلعناهم على الشخصية وعلموا بأنها لا تسىء إطلاقا للأديان تم إجازة الفيلم لأننا فى النهاية نتحدث عن حب بين بشر وليس لنا علاقة بأى دين لأننا عندما نحب لا نقرر من الذى سنحبه.

هل قمت بإجراء تغييرات على الفيلم بعد الثورة؟

- لا ننكر أن الثورة حدث عظيم ولكنى ضد إقحامها فى أى شىء كما أننى ضد تقديم أفلام درامية عن الثورة فى الوقت الحالى لأن الثورة بدأت ولكن لم تنته حتى الآن، وكان لابد أن ننتظر فترة حتى نرى الصورة كاملة لأنه لا يجوز أن أقدم قصة حب فى ميدان التحرير لأنه ليس هو الفيلم الذى أقدمه عن الثورة، ولن أقدم الفيلم الذى أجمع له مشاهد من الثورة ونتعامل معها بطريقة اللى يلحق، وبصراحة أرى الآن أن هناك جموعاً كثيرة من الجماهير أصبح لديها اكتفاء ذاتى من الثورة والأحداث السياسية التى تحيط بنا وأصبح لدينا 85 مليون شخص يفهمون فى السياسة وأرى أن الجماهير تريد أن تنتقل إلى مكان مختلف مرتبط بالترفيه وأعتقد أن السينما عليها أن تحافظ على مكانتها فى هذا الشأن لأنه ليس معنى أننا فى ثورة ألا نشاهد الأفلام الرومانسية أو الأكشن مثلا والدليل أن فيلم «قراصنة الكاريبى 4» والذى بدأ عرضه مؤخرا حقق إيرادات أعلى من الأفلام المصرية حتى التى عرضت بعض مشاهد من الثورة رغم أن الفيلم الأجنبى يعرض فى خمس نسخ فقط وهذا ليس تقليلا من الأفلام المصرية ولكنى أعبر عن طبيعة الوضع القائم.

وبمناسبة الثورة هل ترى أنها تسير الآن فى مسارها الصحيح؟

- لا أستطيع أن أقول ذلك لأن هناك تشتتاً وصراعات كما أننا لم ننجح فى تفعيلالشكل الديمقراطى الذى نسعى إليه وأصبح كل منا يرفض الرأى الآخر وأعتقد أن ما يحدث ليس مفاجأة لأن الثورة لا تستطيع فجأة أن تغير سلوك البشر خاصة أن لدينا أكثر من 40% من عدد المصريين من الأميين وهذه إحدى كوارث النظام السابق الذى جعل التعليم والصحة فى الأرض، والغريب أن معظم العباقرة فى العالم من المصريين، وهذا يؤكد أن مصر تربة طاردة للعلم خاصة أنها تنفق على التعليم 3% فقط من ميزانيتها، فهل هذا يعقل لبلد كان يعلم كل الأمة العربية ولا أعلم لماذا كان يريد النظام تغييب الشعب بهذا الشكل، ونظهر دائما بأننا الضحية، وأن إسرائيل هى سبب كل الفساد الذى نعيشه كما نرى مؤخرا فى قضية الجاسوس، وكأن هذا الجاسوس هو السبب فى قيام الثورة وإنها سبب هجوم القرش فى شرم الشيخ، فإذا كانت إسرائيل تفعل ذلك فماذا نحن نفعل.. نقف مثل المتفرجين؟!

ولماذا تعارض إجراء الانتخابات فى سبتمبر المقبل؟

- لأنه لا توجد لدينا أحزاب، والحزب الوحيد الجاهز هو الإخوان، وهذا لا يعنى أننى ضد الأخوان ولكن وجودهم بمفردهم لن يخلق منافسة وهذا ما لا أريده، خاصة أن الإخوان الأكثر تنظيما وتأهيلا ولديهم باع طويل فى ذلك، ولهم رجالهم فى كل محافظات مصر إنما باقى الأحزاب غير جاهزة حتى الشباب الذين قاموا بالثورة لم نترك لهم فرصة لتأسيس حزب يعبر عنهم، كما أننى لا أعلم ما هو سبب التعجل فى انتخابات مجلس الشعب، ولدينا ما هو أهم وهو الدستور؟، وأنا كواحد من الناس ليس لدى مانع من أن يظل الجيش يحكم البلاد لعام آخر أو عامين.

وما رأيك فى تصاعد التيارات الدينية بعد الثورة؟

- ما حدث نتيجة الكبت، الذى مارسه النظام السابق على هذه التيارات فى السنوات الماضية، لأنه كان وقف عليها ووضعها فى الأدراج لسنوات، لذلك الظهور المفاجئ بهذه القوة كان متوقعاً، وبصراحة أرى أنه حق شرعى لأى طائفة أو فصيل أن يظهر، وأن يعبر عن نفسه سواء كنت أؤيده أو أرفضه، لأن ذلك من مبادئ الديمقراطية.

ولكن بعض التيارات الدينية ترى أن الفن الذى يقدم عبارة عن إسفاف؟

- وجهة نظرهم وعلىَّ أن أحترمها، وعليهم أن يقدموا ما يجدونه مناسبا دون أن أتفق على ما يقولونه، لأننى لم أكن أقدم فيلم بورنو وأعتقد أنه يحقرنى عندما يقول على الفن الذى نقدمه بأنه إسفاف، وإذا كان يرى أن القبلة حرام أو غير ذلك، فعليه أن يطبقها على نفسه ولا يفرضها علىَّ.

وهل إذا تم صعودهم على رأس الحكم فهل تقبل العمل وفق ضوابطهم؟

- السينما ليست لها علاقة بالدين، ولا يوجد ما يسمى السينما المتحفظة، لأننا فى النهاية نراعى جيدا العادات والتقاليد الخاصة بمجتمعاتنا، ولسنا منفتحين مثل أمريكا حتى هذه الضوابط لا أستطيع أن أربطها بالأخلاق، ولكننا نقدم رسالة لها علاقة بالواقع، وأعرف أننا نقدم أشياء قد تكون متحفظة أكثر مما هى موجودة فى الواقع، وذلك لطبيعة مجتمعنا بشكل عام.

ولكن قد تكون هذه السينما نموذجاً من السينما الإيرانية؟

- لا أرفض وجود هذا النوع، ولكن ليس معنى ذلك أن نتوقف عن السينما التى نقدمها، وعلى الكنائس أيضا أن تقدم أفلاما وفقا لمعاييرها، ويكون الحكم فى النهاية للجمهور.

وهل تؤيد أن يكون رئيس الجمهورية من جماعة الإخوان؟

- لا أقبل، لأن مصر ليست السعودية، وظروفنا تختلف عن أى دولة أخرى فى المنطقة وتاريخنا وموقعنا يؤكد ذلك كما أن هناك طوائف عديدة من الشعب أصبحت تخشى الإخوان بعد أن خرج منهم أشخاص، وأعلنوا رغبتهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية فى الحكم وفرض الجزية وارتداء السياح ملابس محددة، وهذا ما لا يتناسب مع طبيعة شعبنا، ولا يجوز أن تقلب البلد فجأة إلى الوضع الذى تريده، لأننى لن أسمح لك بان تكون كذلك لأننا لسنا سيئين، ولا نعيش فى ضلال وشعبنا وسطى بطبعه، ولا يقبل التشدد وأعتقد أن النموذج التركى هو الأنسب لنا.

وهل تقبل بأن تعمل مع الإخوان؟

- من النظرة الاحترافية إذا تم ترشيحى لعمل معهم سأقرأ السيناريو، وأرى إذا كان يناسبنى أم لا ومقتنع به أيضا أم لا، لأننى فى النهاية لدى وجهة نظرى ومعاييرى الخاصة وإذا وجدت أن العمل يضم معلومات غير حقيقية لن أقدمه. العمل وفقا للمعايير الإخوانجية سيتوقف على شكل الدور والفيلم لأنه من الممكن أن أخرج بعيداً عن الإخوان، وأقدم فيلما عن شخص إخوانى، لأننى فى النهاية لا أريد أن أحكم على أحد دون أن أعرفه، لأنه حتى فى السينما الإيرانية توجد أفلام عظيمة ومشرفة وتحصل على جوائز فى جميع المهرجانات.

وبخصوص الأمن ما شكل المبادرة التى تسعى لتنفيذها خلال الفترة المقبلة؟

- هناك مشكلة أمن فى المناطق الشعبية، وهناك جرائم متعددة كما ينشر فى بعض الصحف، وأرى أن الإعلام يستطيع أن يساهم الآن وبقوة فى إعادة تأهيل جهاز الشرطة، وإعادة الثقة بين الشعب والشرطة فى هذا الوقت الحرج، لأننا لا نستطيع أن نعيش دون أمن لذلك قررت التفكير فى مبادرة بعنوان «أمنى وأمنك» تستمر لمدة ثلاثة أشهر نعتمد فى الشهر الأول على نشر الوعى بين جهاز الشرطة والشعب، وأن يعرف كل منهما واجبه وحقوقه تجاه الآخر، أما الشهر الثانى فنقوم خلاله بتصوير مشاهد واقعية فى جميع محافظات مصر لرصد الحالة الأمنية فى الشوارع وعرض تجاوزات كلا الطرفين، أما الشهر الثالث فسنعرض فيه أحكام الردع لبعض الجرائم مع التركيز على كيفية التعامل مع الانتخابات، لأننى بصراحة أرى ضرورة فى توعية الجماهير فى التعامل مع الانتخابات بالتحديد، لأننا إذا فشلنا فى التعامل معها سيكون هناك ضحايا يومية تصل إلى نفس الحصيلة، التى تحققت فى ثورة 25 يناير بالكامل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية