x

روح العاشر من رمضان

الخميس 16-05-2019 00:51 | كتب: اخبار |

يخطئ كل من يظن أن انتصار العاشر من رمضان، كان عسكريًا فقط. فلم يكن الجيش المصرى المنهك بعد هزيمة يونيو، ومع امتناع الغرب عن تسليحه بالأسلحة الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، واعتماده على التسليح البسيط من المعسكر الشرقى، قادرًا على تحقيق الانتصار. دون تواجد المعجزة البشرية التي تعاملت مع أقل الإمكانيات، لتصنع بها مجدًا ونصرًا يتغنى به العالم طوال عقود. ولنتذكر كيف كان المجتمع المصرى، في الفترة من انكسار ١٩٦٧ أو قبلها بسنوات، وحتى انتصار ١٩٧٣. ليشعر المصريون وقتها، بالخوف على مصيرهم ومستقبل أبنائهم. فيأتى التحول المفاجئ، الذي قد يوصف بأنه أعظم تحول سيكولوجى ومجتمعى، يحدث في دولة ما، خلال فترة قصيرة جدا من الزمن. فجأة يتحول هؤلاء الذي كانوا منذ قليل تائهين مستهترين بما يحدث حولهم، إلى وحوش ضارية تعرف عدوها الحقيقى، وتصمم على الانتقام والثأر للأرض والدم والعرض، الذي أهين في فترة النكسة. إنه التحول من الظلام إلى النور. فنفس الجيش الذي هزم في ست ساعات هو نفسه الذي انتفض سريعا، وانقض على العدو الغادر، ليلحق به شر هزيمة رغم الضعف المادى والعسكرى. في النهاية نذكر أنفسنا وشبابنا، بأننا لم نكن في أعظم حالاتنا حين انتصرنا. ولم نكن في قمة التقدم حين عبرنا. ولكنهم كانوا رجالًا أدركوا اللحظات الفارقة في تاريخ أمتهم، فتخلصوا سريعا من أي عوار ألم بهم. وارتدوا ثوب الإبداع والإجادة ليحققوا ما لم يتوقعه أحد. حفظ الله شباب مصر وأرشدهم إلى عبور جديد لهم ولوطنهم مصر.

د. محمد بسيونى- عميد طب المنيا السابق

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية