أصدرت محكمة جنايات الجيزة،الأربعاء، حكمًا بإدانة محمود طه سويلم، سائق شركة المقاولون العرب، والمتهم بقتل وإصابة 12 من زملائه، وعاقبته بالإعدام شنقًا. صدر الحكم برئاسة المستشار إميل حبشي.
وكانت النيابة العامة طالبت بتوقيع أقصى عقوبة مقررة على المتهم، وقالت إن القضية تضمنت اعترافاته، وأرفقت بها التقارير الفنية الخاصة بتشريح جثث الضحايا والكشف الطبى على المصابين وتقرير المعمل الجنائى الذى أثبت أن المقذوفات المستخرجة من أجساد الضحايا والمصابين تتطابق مع الطلقات الحية التى عثر عليها فى مكان الجريمة، وأنها خرجت من السلاح المضبوط نفسه.
وطالبت في الجلسات الماضية، الاستعانة بلجنة من الأطباء النفسيين المشهورين لفحص السائق المتهم للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية أثناء تنفيذ الجريمة. وقال ممثل النيابة أمام المحكمة إن المتهم قتل أبرياء دون ذنب لهم، وأطلق الرصاص عليهم بشكل عشوائى دون تمييز. وظل المتهم طوال محاكمته يدير ظهره للحضور فى القفص. وبكى عندما وصفته النيابة بالمجرم الشيطان.
وطلب محمود عبود، ممثل النيابة، تشكيل لجنة خماسية تضم الأطباء أحمد عكاشة ويحيى الرخاوي ومحمد نجيب ومحمد مهدي وهشام السبكي لفحص المتهم والتأكد من سلامة قواه العقلية.
وسألت المحكمة دفاع المدعين بالحق المدنى عن رأيهم فى طلب النيابة، فوافقوا على الطلب، بيمنا قال دفاع المتهم إن اللجنة السابقة أكدت أن المرض الذى دفع المتهم لارتكاب الجريمة مرض عالمى، وطلب براءة موكله وقدم صورة من حكم صادر بالبراءة فى واقعة مماثلة بالإسماعيلية.
وتسلمت المحكمة تقرير الصحة النفسية الخاص بالمتهم، الذى أثبت أن الجانى يعانى مرض «الهذيان الاضطهادى»، الذى يعرف طبياً باسم «البارانويا»، وأن أعراض هذا المرض هى سبب قتله المجنى عليه الأول وقد يكون من توابع المرض قتله باقى الضحايا. وأكد التقرير فى جزء آخر منه أن المتهم مسؤول مسؤولية جزئية عن ارتكابه الجريمة.
ترجع وقائع الحادث إلى 6 يوليو الماضي عندما قام المتهم بإطلاق النيران من سلاحه الآلي على زملاء له داخل الأتوبيس الذي كان يقلهم من محل إقامتهم في مدينتي حلوان و15 مايو متجهين إلى مقر عملهم في أحد الفروع التابعة الشركة في أبوالنمرس .
واعترف المتهم في التحقيقات أنه كان يقصد قتل المجني عليه زميله عبدالفتاح عبدالفتاح التيتلي لاعتقاده بقيامه بأعمال حفر وتنقيب عن آثار أسفل مسكنه، وأعد لذلك سلاحاً نارياً (بندقية آلية وذخيرة حية) وأخفاه أسفل مقعد القيادة في السيارة محل الواقعة.
وصباح يوم الحادث أقل المتهم، القتلى كعادته بأتوبيس الشركة، وقبل الوصول إلى الفرع في أبوالنمرس بمسافة 500 متر أوقف الأتوبيس فجأة على جانب الطريق مُغلقا بابه الرئيسي وأخرج سلاحه الناري وأشهره نحو الركاب وقام بالنداء على زميله عبدالفتاح مهدداً بقية زملائه بالقتل، وقام بإطلاق عدة أعيرة نارية لتأكيد تهديده فأصاب عدداً منهم ثم اندفع الى منتصف السيارة بحثا عن عبدالفتاح، وما أن ظفر به، حتى أطلق عليه الأعيرة النارية التي أردته قتيلاً وأحدثت إصابات في الآخرين.
وقررالمستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، إحالة المتهم إلى المحكمة محبوساً، بعد أن وجهت إليه النيابة تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فى القتل, وحيازة سلاح آلى وذخيرة، بعد أن انتهت من الاستماع إلى أقوال ٢٧ شاهداً، بينهم المصابين والناجين وبعض شهود العيان والعاملين في الشركة.
وأودع المدان مستشفي الأمراض العقليه 3 أشهر، حيث أوضح التقرير الطبي الأول عدم مسؤوليته كليا عن أفعاله. وطالبت النيابة بإعادة توقيع الكشف الطبي عليه وتم ندب الدكتور أحمد عكاشة, أستاذ الطب النفسي, الذي أقر بمسؤولية المتهم عن أفعاله، فقضت المحكمة بإعدامه.