أعلنت قوى الحرية والتغيير فى السودان أنها سترسل ردًا مكتوبًا إلى المجلس العسكرى الانتقالى لاستئناف المفاوضات، فيما ذكرت تقارير سودانية محلية أن الرئيس المخلوع عمر البشير أقر بالتهم الموجهة إليه، وعرضت إحدى الدول الخليجية استضافته، بينما كشفت تقارير أخرى عن تعرض رئيس المجلس العسكرى لمحاولة اغتيال، وكشف الصادق المهدى عن تفاصيل لقاء مصيرى شارك فيه قبل ساعات من خلع البشير.
وأعلنت قوى الحرية والتغيير فى السودان تلقيها اتصالاً من المجلس العسكرى الانتقالى لاستئناف المفاوضات، وأكدت أنها بصدد إرسال مذكرة مكتوبة إلى المجلس تحوى نقاط الخلاف بينهما.
وكشفت مصادر إعلامية سودانية، أمس، أن الرئيس المخلوع عمر البشير أقر بالتهم الموجهة إليه. وذكرت صحيفة «الجريدة» فى عنوان رئيسى أن البشير أقر بالتهم الموجهة إليه قائلا: «أصابتنا دعوة المظلوم». ووجه النائب العام المكلف باستجواب الرئيس المخلوع عمر البشير فى الدعوى الجنائية رقم 40/ 2019م تحت المادة 1-6 من قانون التعامل بالنقد الأجنبى والمادة 15 من قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفى وقت سابق، أفاد تقرير سودانى بأن التحقيقات تركزت على العقارات والأرصدة التى يملكها فى البنوك بالإضافة إلى المنازل التى يعيشون فيها والمكاتب التى يعملون فيها. وذكر التقرير أن «مصادر موثوقة حصلت على تفاصيل تحقيقات النيابة بشأن فساد البشير وأسرته».
وكشفت مصادر صحفية أن إحدى دول الخليج تقدمت بعرض لاستضافة البشير على أراضيها، دون أن تكشف اسم هذه الدولة، التى تزداد التكهنات بكونها قطر.
من جانبه، كشف رئيس حزب الأمة السودانى الصادق المهدى معلومات مثيرة عن الليلة الأخيرة التى سبقت عزل البشير.
ونقلت عنه وسائل إعلام سودانية قوله إنه عشية عزل البشير «التقينا الإخوة (الكاتب الصحفى) محمد وداعة و(رئيس حزب البعث)، يحيى الحسين، ومدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول صلاح قوش ومعه رئيس المؤتمر الوطنى المكلف أحمد هارون بطلب من قوش».
وتابع: »كانت تلك لحظة تاريخية، وقال لنا أحمد هارون إن القرار صدر بفض الاعتصام بالقوة، قلت له: أنا سوف أنضم للاعتصام، قال: لن تجد من تنضم إليه، قال الأخ محمد وداعة: إذن اقتلوهم واقتلوه معهم وتحملوا التبعات، هنا قال صلاح قوش: لن نفض الاعتصام بالقوة. هذا الدليل على انقسام النظام من البركات».
وأضاف المهدى: «اجتمع البشير مساء 10 أبريل باللجنة الأمنية المكونة من 4 قادة هم: رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة، ورئيس الدعم السريع، وقائد الشرطة، ومدير الأمن والاستخبارات، وأبلغهم بالأمر الذى كان قد أصدره فى اجتماع للمؤتمر الوطنى أن يفض الاعتصام بالقوة، واستشهد بفتوى مالكية بأنه يحق للحاكم قتل ثلث الناس لإصلاح حال الثلثين. وقال لهم البشير: إن لم تفعلوا سوف أفعل ذلك بنفسى، وتركهم لوضع الخطة لتنفيذ أمره، لكنهم قرروا رفض أمره بل عزله». واعتبر المهدى أن «هذا القرار الجماعى من بركات النجاح، ويحمد لأصحابه لأنهم خلعوا الطاغية واستجابوا لمطلب الشعب».
وأشار إلى التزام القوات المسلحة بقرار اللجنة الأمنية، وقال إن قوات الدعم السريع التى راهن البشير على أنها ذراعه الخاصة التى سوف تحميه من غضب الشعب الذى أغضبه، تصرف بيقظة وطنية وأعلن رفضه لقرار المخلوع واشترك فى خلعه. من ناحية أخرى، كشفت وسائل إعلام سودانية عن محاولة اغتيال استهدفت رئيس المجلس العسكرى، الفريق عبد الفتاح البرهان، الأسبوع قبل الماضى، تم إحباطها بواسطة الأجهزة الأمنية العسكرية قبل تنفيذها، بحسب مصادر من عائلة البرهان لصحيفة «الراكوبة» السودانية.
وأضافت المصادر ذاتها أن البرهان «تقدم باستقالته 3 مرات، أول مرة كانت يوم 19 أبريل وبعدها يوم 25 ولم تقبل، وتقدم باستقالته مرة أخرى الأسبوع الماضى ولم يبت المجلس فيها بعد»، دون أن يوضح السبب.