سيطرت حالة من الاستياء الشديد على الجهاز الفنى للفريق الكروى الأول للنادى الأهلى عقب الأحداث التى شهدتها مباراة الفريق أمام نظيره المحلة على أرض ملعب الأخير ضمن الجولة الحادية عشرة لبطولة الدورى الممتاز، والتى استمرت إلى ما بعد نهاية المباراة بثلاث ساعات، حتى نجحت أجهزة الأمن فى إخراج الفريق فى سيارة مدرعة، والحال نفسه بالنسبة لأعضاء رابطة «ألتراس أهلاوى» من المدرجات بعد تعرض بعضهم لإصابات.
ورصدت «المصرى اليوم» تفاصيل اللحظات المرعبة التى تعرض لها لاعبو الأهلى والجهاز الفنى للفريق عقب إنهاء المباراة حتى وصولهم القاهرة بعد منتصف ليل «الأحد»، حيث فرضت حالة الشغب التى سيطرت على الاستاد بقاء الفريق داخل غرفة الملابس محتجزاً لمدة ثلاث ساعات، ثم غادر الفريق الاستاد بعد استقرار الأوضاع فى سيارة الترحيلات المصفحة الخاصة بالشرطة التى تتسع لـ30 مجنداً تراص داخلها اللاعبون والجهاز الفنى، وخرجت السيارة محاطة بسرب من السيارات المشابهة لها تماماً للتمويه على الجماهير الغاضبة، فضلاً عن عدد كبير من السيارات المحملة بالجنود المسلحين، ورغم ذلك تعرضت إحدى السيارات لهجوم من قلة من الجماهير.
فيما غادر أتوبيس الأهلى استاد المحلة دون اللاعبين محملاً بقوات الشرطة لحراسته حتى الطريق الزراعى السريع المؤدى للقاهرة فى مدينة طنطا حيث التقته سيارة الترحيلات التى تحمل لاعبى الفريق، وتم إنزال اللاعبين وسط طوق أمنى مشدد، وركبوا الأتوبيس، وغادر بهم إلى القاهرة تصاحبه حراسة لسيارة شرطة عليها قوة من أمن الغربية.
من جهته، أعرب البرتغالى مانويل جوزيه، المدير الفنى للفريق، عن أسفه لأحداث الشغب وخروج جماهير المحلة عن النص، مشيراً إلى أن المباراة كانت تسير بشكل جيد، ولم يعترض الأهلى على أى قرار لحكم المباراة ياسر عبدالرؤوف رغم أن هدف المحلة الأول من لمسة يد واضحة ورغم ذلك التزمنا الصمت، واستكملنا المباراة والأخطاء واردة فى كرة القدم، ولكن ما حدث عقب الهدف الثانى الصحيح لنا غير مقبول وبعيد تماماً عن كرة القدم وعن الروح الرياضية وعن جماهير كرة القدم فى مصر الذين عرفتهم فى جميع الملاعب المصرية.
وأضاف: «تعرضنا لحالة من الإرهاب وغادرنا الملعب كأننا فى حرب وليس مباراة كرة قدم». وأكد سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة، سلامة جميع اللاعبين والجهاز الفنى، مشيراً إلى أن قوات الأمن بذلت مجهوداً كبيراً لتأمين الفريق.
وأبدى «عبدالحفيظ» أسفه لما تعرض له الفريق والشكل المهين الذى غادر به استاد المحلة رغم أن المباراة كانت تسير بشكل جيد جداً. وقال: «لا أعرف لماذا تضخمت الأحداث بهذا الشكل المؤسف وكان من الممكن أن ينتهى كل شىء لو اعترف المدافع وحارس المرمى لجهازهما الفنى بصحة الهدف ولم يعترضا لكنها أوصلا للجماهير أن الهدف غير سليم وهو ما ترتب عليه هذه المهزلة التى تؤكد أننا بالفعل نعيش (أزمة أخلاقية) هى السبب فى كل المشكلات التى نعانى منها».
وشدد «عبدالحفيظ» على أنه لم يكن ممكناً استكمال المباراة بعد اقتحام الجماهير أرض الملعب وتوقف المباراة نحو ساعة كاملة خوفاً على لاعبى الأهلى، خاصة أن الجماهير كانت متحفزة ومن الصعب السيطرة عليها، مشيراً إلى أن «جوزيه» معه كل الحق فى رفض استكمال المباراة.
وقال: «منذ 3 سنوات رفض برشلونة استكمال مباراة بعد 5 دقائق من بدايتها بعد التهديد بوجود قنبلة فى الاستاد رغم أن برشلونة كان مسافراً خارج إسبانيا لخوض المباراة، فلا يمكن أن تلعب وتؤدى وأنت لا تشعر بالأمان».
فى شأن متصل، توجه مجلس إدارة النادى بالشكر لوزير الداخلية ومدير أمن الغربية وقيادات الشرطة بالمحافظة على الجهد الكبير الذى بذلوه مع الفريق وتأمينه حتى وصوله للقاهرة بشكل آمن. ويستأنف الفريق تدريباته صباح اليوم على أرض ملعب مختار التتش بالجزيرة استعداداً لمباراته المهمة أمام نظيره طلائع الجيش والمقررة يوم الخميس المقبل على أرض ملعب استاد القاهرة ضمن الجولة الثانية عشرة للبطولة.