أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج المصرى الواحد، لتحقيق الاستقرار خلال المرحلة المقبلة. وقال فى رسائله التى وجهها للشعب المصرى بمناسبة العام الجديد، الأحد ، إن الوحدة الوطنية ركيزة أساسية، وتمثل تجربة فريدة فى تاريخ مصر، لأن مصر شعب واحد، ودم واحد اختلط فى السراء والضراء.
وأكد المفتى أن الحفاظ على الوحدة من أوجب الواجبات الآن، حتى نتمكن من عبور هذه المرحلة الصعبة، مؤكداً أن مبدأ المواطنة ينبغى أن يكون ميزان الأمور داخل هذا الوطن، فالجميع شركاء فى خيره، وشركاء أيضاً فى اقتسام التكلفة التى سندفعها جميعاً ــ لا قدر الله ــ إن تركنا مصر للفرقة والتمزق.
وقال المفتى: «يجب علينا اليوم ونحن نستقبل عاماً ونودع آخر، أن نجلس سوياً نقيم هذا العام، سلباً وإيجاباً، نعالج السلبيات، ونُعلى من الإيجابيات». وأشار إلى أن خروج مصر من هذه المرحلة الحرجة يستلزم التأكيد على أهمية العلم والبحث العلمى باعتبارهما محرك النهضة. مشيراً إلى أن مصر فى حاجة ماسة لإعادة صياغة المنظومة التعليمية على أسس جديدة، تضمن دخولها مرحلة النهضة الحقيقية.
وأكد «المفتى» دور المرأة فى صناعة النهضة المنشودة النصيب الأكبر. مطالباً بأن يكون حب مصر قاسماً مشتركاً بين جميع التيارات والقوى السياسية، وأن يترجم الانتماء الحقيقى لهذا الوطن إلى أفعال للصالح العام وليس لمصالح حزبية ضيقة، والتركيز على ما يجمع المصريين وليس على ما يفرقهم، لأن دائرة الاتفاق أكبر بكثير من دائرة الاختلاف، مشدداً على ضرورة البعد عن إثارة القضايا السطحية التى لا طائل ولا منفعة للوطن من ورائها، والبدء فوراً فى مناقشات موضوعية حول القضايا الجوهرية الأكثر نفعاً للوطن والتى تحافظ على مكتسبات الثورة المصرية.
وشدد المفتى على أن الإعلام من أهم ركائز تلك النهضة المنشودة، باعتباره نبض الجماهير والرافد الأول الذى يشكِّل الرأى العام، لافتًا إلى ضرورة أن يضع القائمون على الإعلام المرئى أو المقروء أو المسموع، أمانة الكلمة أمام أعينهم، وخطورتها فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن.
ودعا مفتى الجمهورية إلى تكاتف الجميع للقضاء على الأمية، وإيقاف النزيف المتمثل فى تسرب الأطفال من التعليم، ومعالجة هذه الظاهرة التى تمثل المنتج والمورد الرئيسى لأطفال الشوارع، ومن ثم المورد والمكون للبلطجية، كما دعا إلى الاستفادة من الأساليب العلمية والتكنولوجية فى الحفاظ على المياه، وإيجاد بدائل جديدة لخطورة التحذيرات العالمية المتتالية، وظهور أزمة مرتقبة بسبب قلة الموارد المائية على مستوى العالم.
وأشار المفتى إلى وجود ركيزتين أساسيتين هما العمل والأمل، فالعمل قيمة كبرى ينبغى إحياؤها والإعلاء من شأنها، وعلينا أيضاً أن نصدر الأملَ دائمًا، الذى هو قيمة من أعلى قيم الإسلام، وعلينا أن نؤكد عافية هذا البلد وقدرته على عبور محنه، وسوف تصبح المحن منحًا بإذن الله.
وبعث المفتى برسالة إلى القضاء المصرى قال فيها: «ونحن إذ نؤكد على أننا جميعاً ضد الفساد والمفسدين، فإن شعب مصر لن يقبل أبدًا أن يكون لأمثال هؤلاء المخربين مكان على أرضه الطاهرة، نشدد على ثقتنا الكبيرة فى القضاء، وأن تظل منظومته بعيدة عن كل المؤثرات حتى يتحقق العدل الذى ننشده».
وفى رسالته التى وجهها إلى جيش مصر قال المفتى: «أنتم الفرسان النبلاء الذين ضربتم وستظلون تضربون أروع الأمثلة فى الفداء والتضحية، نشد على أيديكم دوماً بأن تظلوا درع مصر الواقية، نحافظ عليكم وتحافظون علينا».
وفى رسالته الثالثة التى وجهها للمصريين، شدد على أن الاقتصاد هو عماد النهضة الحقيقى، مطالباً الجميع بالعمل حتى يسترد الاقتصاد عافيته.