اختبرت كوريا الشماليّة قاذفات صواريخ عدّة طويلة المدى وأسلحة تكتيكيّة موجّهة في مناورات أشرف عليها الزعيم كيم جونج أون، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
وأشارت الوكالة، الأحد، إلى أنّ اختبار قاذفات الصواريخ تمّ السبت، في اليوم نفسه الذي كانت كوريا الشمالية أطلقت خلاله أيضا قذائف قصيرة المدى باتّجاه بحر اليابان.
وقالت الوكالة إنّ «الهدف من هذه المناورات هو فحص القدرات التشغيلية ودقة قاذفات الصواريخ ذات العيار الكبير والطويلة المدى، فضلاً عن الأسلحة التكتيكيّة الموجّهة».
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أبدى، السّبت، ثقته في نيّة كيم التوصّل إلى اتّفاق في شأن الترسانة النوويّة لبلاده، رغم عمليّات الإطلاق الصاروخية التي أجرتها كوريا الشماليّة، في حين تتعثّر المحادثات مع بيونغ يانغ على خلفيّة نزع سلاحها النووي.
وكتب ترامب في تغريدة: «أعتقد أن كيم جونغ أون يُدرك تماماً الإمكانات الاقتصادية العظيمة لكوريا الشمالية، ولن يفعل شيئاً لوضع حدّ لها»، مضيفًا: «إنّه يعرف أيضًا أنني معه ولا يُريد أن يخلف وعده لي. سيكون هناك اتّفاق».
وأفادت القيادة العسكرية العليا في كوريا الجنوبية، في بيان، السبت، أنّ كوريا الشماليّة «أطلقت عدداً من الصّواريخ قصيرة المدى من شبه جزيرة هودو قرب مدينة وونسان الساحليّة، في اتّجاه الشمال الشرقي».
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع اليابانيّة أنّ أيّ صاروخ لم يحلّق فوق اليابان.
«قلق شديد»
وأبدت الرئاسة الكورية الجنوبية «قلقها الشديد»، معتبرةً أنّ خطوة كوريا الشمالية خرق لاتّفاق عسكري وقّعه الطرفان العام الماضي.
وأضافت: «ندعو كوريا الشمالية إلى المشاركة النشطة في جهود استئناف الحوار سريعاً».
كانت بيونج يانج حذرت الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع من «نتيجة غير مرغوب فيها» إذا لم تغيّر موقفها بحلول نهاية العام، في وقت بلغت المفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية البالستي والنووي طريقا مسدودا منذ 3 أشهر.
وصرّحت نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي تشوي سون هوي، الثلاثاء: «قرارنا على صعيد نزع السلاح النووي لا يزال سارياً، وسنُطبّقه عندما يحين الوقت».
لكنها تداركت أن «ذلك لن يكون ممكنا إلا إذا أعادت الولايات المتحدة النظر في حساباتها الحالية وأعادت صوغها».
وعلّق مدير الدراسات الكورية في مركز «ناشونال إنترست» للدراسات في واشنطن هاري كازيانيس أن «كيم قرر تذكير العالم والولايات المتحدة على وجه التحديد بأن قدراته على صعيد الأسلحة تزداد يوما بعد يوم».
وتابع: «أخشى أن تكون هذه بداية العودة إلى حقبة التهديدات بالحرب النووية والإهانات الشخصية، وهي دورة خطيرة من التوتر ينبغي تفاديها بأي ثمن».
وتأتي الخطوة الكورية الشمالية قبل زيارة مقررة، الأسبوع المقبل، لليابان وكوريا الجنوبية للمبعوث الأمريكي الخاص، ستيفن بيغون.
وأكدت واشنطن أن المسؤول الأمريكي سيناقش «جهود التقدم نحو نزع شامل ومراقب بالكامل للأسلحة النووية من كوريا الشمالية».
وأعلنت بيونج يانج، نوفمبر وأبريل، إجراءها اختبارا غامضا «لأسلحة تكتيكية» من دون تفاصيل إضافية.
وكانت هذه أول تجربة أسلحة يعلنها الشطر الشمالي منذ باشر مفاوضات مع الولايات المتحدة حول برامجه العسكرية في 2018.
غير أن نظام كوريا الشمالية امتنع حتى الآن عن اختبار صواريخ بالستية أو أسلحة نووية، ما سيعني في حال حصوله وقف التقارب مع سيول وواشنطن بصورة نهائية.
وتعود آخر عملية إطلاق صاروخ إلى نوفمبر 2017.
شكوك
رأى خبير شؤون كوريا الشمالية في سيول، أنكيت باندا، أن عمليات إطلاق الصواريخ السبت «لا تنتهك إجراء تعليق التجارب الصاروخية الذي أعلنه كيم جونغ أون نفسه»، والذي «لا ينطبق سوى على الصواريخ البالستية العابرة للقارات».
وخلال قمة تاريخية مع ترامب في يونيو 2018 في سنغافورة، تعهد كيم جونغ أون بـ«العمل من أجل نزع كامل للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية».
لكن الشكوك تنامت في غياب تقدم ملموس وانتهت القمة الثانية بين ترامب وكيم، في فبراير، بهانوي بخلاف، إذ طالبت بيونغ يانغ برفع العقوبات التي تؤثر على الظروف المعيشية لمواطنيها، في حين رأت واشنطن أن هذا المطلب غير مقبول، معتبرة أن بيونغ يانغ لم تبذل ما يكفي من الجهود لنزع سلاحها النووي.
ورأت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانغ كيونغ وا، الجمعة، أن على بيونج يانج أن تؤكد نزعا للسلاح النووي «ظاهرا وملموسا وجوهريا» لتخفيف العقوبات المفروضة عليها.
والتقى كيم في نهاية أبريل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في فلاديفوستوك، بقمة هي الأولى بينهما، اشتكى خلالها من «النوايا السيئة» للأمريكيين في أزمة ملف بلاده النووي، معتبرا أنّ الوضع في شبه الجزيرة الكورية بلغ «نقطة حرجة».