x

فيلم شيرلوك هولمز توليفة ناجحة من الأكشن والكوميديا والمؤثرات الخاصة

الأحد 01-01-2012 16:20 | كتب: رامي عبد الرازق |
تصوير : other

فى الوقت الذى تعانى فيه أوروبا من شبح التفكك والانهيار الاقتصادى يستعيد فيلم «شيرلوك هولمز»، فيما يقترب من الفانتازيا التاريخية تلك الحقبة التى سبقت الحرب العالمية الأولى، وبالتحديد فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، حيث كانت أوروبا تشهد احتقاناً سياسياً بين فرنسا وألمانيا يمثل جانباً من الجذور التى أدت للحرب عام 1914.

يعتمد الفيلم فى حبكته الأساسية على تيمة معروفة ومستهلكة، هى وجود عالم عبقرى خارق الذكاء يريد أن يدفع العالم إلى الدخول فى حرب طاحنة كى يستفيد هو من بيع كميات من السلاح التى قام بشرائها أو الحصول على أسهم من المصانع المصنعة لها، وهو نفس المنطق الذى أدى بالفعل إلى اشتعال حروب كثيرة على مستوى العالم أشهرها حرب أمريكا فى فيتنام، التى أدخلت العشرات من الملايين إلى جيوب شركات السلاح الأمريكية.

وبالطبع طالما هناك هذا العالم الشرير يجب أن يظهر البطل الذى يكشف خططه ويقاوم مشاريعه الشريرة، وهو هنا الشخصية الكلاسيكية المعروفة شيرلوك هولمز،

وهو «هولمز» فى نسخة المخرج «جاى ريتشى» خليط من محارب الساموراى، الذى يتقن فنون القتال، والمحقق حاد الذكاء صاحب قوة الملاحظة الخارقة والصعلوك الفوضوى الذى لا يكترث لشىء ولا يعنيه سوى التنفيس المستمر عن قدراته النفسية والعقلية عبر الخوض فى حل القضايا المعقدة.

فى الجزء السابق اعتمد السيناريو والإخراج على صياغة أسلوب بصرى يعتمد أولاً على «السلو موشن»، أى الحركة البطيئة، فى مشاهد الاشتباكات العنيفة أو إطلاق النار مما يعيد إلينا استخدام الأخوين «ويشويسكى» لتقنية الصورة البطيئة واللقطة البانورامية والكبيرة فى ثلاثية «ماتريكس»، ثانياً تقديم مشاهد الأكشن من خلال أسلوب «الفلاش فورورد»، أى تخيل اللحظة القادمة، أو تصور شكل وآليات الاشتباك، أو المواجهة قبل حدوثها، لكن هذا الأسلوب يتم تطويره فى الجزء الجديد من خلال حيلة مثيرة وهى إخلاف ظن أو توقع المتفرج فيما يخص مشهد المعركة أو الاشتباك، حيث يقدم لنا مشهد متخيل «فلاش فورورد» فى ذهن «هولمز» عن طبيعة الاشتباك بينه وبين أحد الأشخاص، ثم فى الزمن العادى يقوم بتنفيذ مشهد وأحداث مخالفة تماماً، وبالتالى يصبح لدينا كثافة فى مشاهد الحركة عبر زمنين الأول متخيل وبطىء والثانى واقعى وخاطف.

وتبدو براعة السيناريو فى هذا الجزء متمثلة فى نسج مقاطع حركية طويلة تحبس الأنفاس بالفعل، حيث يتجاوز زمن كل مقطع العشر دقائق متواصلة من الاشتباك وإطلاق النار وقذائف المدفعية والمطاردات المنفذة جسديا أو عبر الجرافيك، وهو ما يمنح المتفرج جرعات متتالية من الأكشن المثير والمبهر، ثم يتبع السيناريو كل مقطع بمساحة من «الريليف»، أو المواقف القصيرة ذات الطابع الكوميدى الساخر، التى يجسدها دون ابتذال كل من جود لو وروبرت داونى فى شخصيتى «هولمز» وتابعه دكتور «واطسن». ويعطى المتفرج فرصة لالتقاط أنفاسه والاستعداد لجولة جديدة، كما أنه يربط المتلقى إنسانيا ودرامياً بالشخصيات. ويتألق روبرت داونى جونيور فى دور «هولمز» الصعلوك العبقرى بشكل مؤثر للدرجة التى نشعر معها أن ثمة شخصتين لـ«هولمز» فى السينما العالمية، الأولى هى التقليدية للمحقق الأرستقراطى صاحب البايب الشهير والحركة المتكلفة المدروسة ونظرة العين الثاقبة، أى باختصار الصورة الإنجليزية للشخصية، والثانية تلك التى صنعها المخرج بمساعدة البطل، حيث الصعلوك الفوضوى، ورغم أن «جاى ريتشى» مخرج بريطانى، ولكننا نتحدث هنا عن وجهة النظر السينمائية فى الشخصية، والتى تعكس الشكل والروح الأمريكية أكثر من النمط والأسلوب البريطانى الرزين، الذى طالما تعاملت معه السينما فى العديد من الأفلام التى قدمت بوحى من الشخصية الشهيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية