قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن المشروعات الجديدة التى تشهدها مصر والمنطقة الاقتصادية ومنطقة القناة تحديدا، تعد حجر الزاوية لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بداية من تطوير المجرى الملاحى وتنفيذ قناة جديدة، وأصبحت تمثل أهمية كبيرة للتجارة العالمية، لتكون قادرة على استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة بعد توجه العالم فى الوقت الحالى إلى استخدام هذا النوع من السفن، وذلك بفضل وصول عمق القناة إلى 25 مترا.
وأضاف أن المشروع جاء فى الوقت المناسب، لأنه أعاد اللحمة بين المصريين بكونه مشروعا قوميا يمثل أهمية كبيرة لدى الشعب المصرى على مدار التاريخ، وتزامن معه مشروع المنطقة الاقتصادية لإقامة حياة جديدة فى هذه المنطقة، وإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة على ضفاف قناة السويس، موضحا أن أنفاق قناة السويس أولى الخطوات لتنفيذ مشروع عملاق وعظيم فى منطقة قناة السويس.
وتابع «مميش»: «لولا الدعم الشعبى والسياسى من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى، لما كان هذا النجاح والإنجاز، إذ انعكس بدوره على إيرادات قناة السويس وأصبحت مصدرا كبيرا للدخل القومى والنقد الأجنبى، ونعمل حاليا على جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية فى هذا الموقع الفريد من نوعه، وهذا ما نلمسه فى جولاتنا الخارجية ورغبة المستثمرين ورجال الأعمال فى الاستثمار فى هذه المنطقة، بسبب استقرار المناخ الاستثمارى الذى تشهده مصر حاليا، وحان الوقت لكى يحتفل المصريون بهذا المشروع القومى العملاق، ليكون خطوة من خطوات تنمية سيناء خلال الفترة المقبلة».
وقال: «بناءً على توجيهات السيسى، انتهينا من تنفيذ أنفاق قناة السويس خلال 540 يوما فقط، إذ تحمل المصريون كل الصعاب ليكونوا على قدر المسؤولية والانتهاء من أنفاق قناة السويس خلال فترة قصيرة جدا، حيث بدأنا العمل الجاد والمتواصل من التخطيط والتنفيذ لإنجاز العمل والتغلب على جميع المصاعب، ومرحلة التخطيط تضمنت اختيار مواقع الأنفاق بدقة لربط المحاور المرورية الطولية شرق وغرب القناة، لخدمة مناطق التنمية فى سيناء، وما قامت به الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركات الوطنية من أعمال تنفيذ للأنفاق أسفل قناة السويس، يعد إنجازا كبيرا ودليلا على قوة هذا الشعب وصلابته وقدرته على تنفيذ المستحيل».
وأضاف «مميش»: «المشروع بطول 6 كيلومترات، ويبلغ عرض النفق 11.4 متر، ومحور نفق الإسماعيلية سيبدأ أسفل الطريق الدائرى بمنطقة معسكر القرش، وقناة السويس القديمة والجديدة متجها إلى شرق القناة، وأنفاق بورسعيد تبدأ من الكيلو 19 أمام ميناء شرق التفريعة بخلاف الجانب الشرقى بأكمله وشمال سيناء، ومعدل الحفر اليومى للحفار الألمانى يصل لـ18 مترا طوليا يوميا، ويبلغ الطول الإجمالى للنفق الواحد 5700 متر، وطول النفق المنفذ باستخدام الحفر المكشوف 1050 مترا، والمشروع عبارة عن نفقين للسيارات وهما المرحلة الأولى للمشروع، ثم المرحلة الثانية، نفق السكة الحديد، ويقوم تحالف مصرى يضم شركتين، بالعمل فى مشروع الأنفاق، وتم تجهيز ماكينات وحفارات الأنفاق داخل الموقع بعد وصول أكبر ماكينة حفر فى العالم، وهى ماكينة ملك للقوات المسلحة والهيئة الهندسية (T.B.M)، وتقوم بأعمال الحفر تحت الأرض».
وتابع: «طول النفق حوالى 6 كيلومترات من غرب القناة إلى الاتجاه الشرقى ومنها إلى سيناء وبالداخل نفقان للسيارات، أحدهما متجه إلى شرق القناة والآخر سيكون للعودة من سيناء إلى غرب القناة، والقوات المسلحة أرسلت بعثة بها أكثر من 40 ضابطا مهندسا للتدريب على الحفارات الألمانية، ليصبح لدى الهيئة الهندسية مهندسون مصريون على أعلى مستوى ونستطيع تنفيذ مشروعاتنا دون اللجوء إلى أى خبرات أو معدات أجنبية، وهدفنا تأهيل المهندسين المصريين والعمال، وهو ما تم الاتفاق عليه مع الشركات الألمانية لحفارات الأنفاق من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان الاتفاق شرط السيسى للتعاقد مع الشركات الألمانية، مع الحفاظ على كل المهندسين والعمال المصريين، لذلك تم الاتفاق مع الشركة وإلزامها بمراكز تدريب المهندسين والعمال».
وقال: «تم إنشاء مصنع الحلقات الخرسانيه Segments، وتحتوى مكونات المصنع على منطقة الصب بمسطح 4000 متر، وورشة حديد تسليح 2800 متر، ومنطقة التخزين بمساحة 36500 متر بواقع 650 حلقة خرسانية، ونوع الحلقات يونيفيرسال (8 حلقات +مفتاح)، والقطر الداخلى للحلقة 11.4 متر، والقطر الخارجى للحلقة 12.6 متر، ومحيط الحلقة 2 متر، ومعدل الإنتاج 15 حلقة خلال اليوم الواحد، ويتم التنسيق مع هيئة قناة السويس لتدريب العاملين بالهيئة والمهندسين على العمل فى الأنفاق، لأنه بمجرد الانتهاء من أعمال الأنفاق سيتم تسليم الأنفاق إلى هيئة قناة السويس لتشغيلها وإجراء أعمال الصيانة بعد ذلك، والرئيس عبدالفتاح السيسى يشدد دائما قبل الإعلان عن أى مشروع على ضرورة تحقيق عوامل النجاح للمشروع وامتلاك القدرة البشرية على إنجاحه».
وأضاف: «تم اختيار موقع الأنفاق بمدينة جنوب بورسعيد، لخلق محور مرورى، يبدأ من مدينة السلوم حتى مدينة رفح شرقا، عبر الطريق الدولى الساحلى مرورا بالأنفاق، وتم اختيار موقع الأنفاق بشمال الإسماعيلية، لربط مدينة السلوم وجنوب غرب بالعوجة شرقا، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعاقدت مع 4 شركات مصرية لتنفيذ هذا المشروع العملاق، وبعد انتهاء عمل الماكينة تم توصيل كابلات المرافق الخاصة بالنفق، والانتهاء من أعمال تشطيبات الأرضيات بمداخل النفق وأعمال الكهرباء، والهدف الأول للعمل كفريق العمل بيد واحدة سواء هيئة هندسية أو هيئة قناة السويس وإدارة الأنفاق أو الشركات العالمية التى أشرفت على المشروع، والمصريون قادرون على التحدى وتنفيذ الصعاب، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بتنفيذ مشروعاتها فى أقل من الأوقات التى طرحتها المكاتب الهندسية لتنفيذ أى مشروع، وبالفعل أكد المصريون أنهم قادرون على تحدى كل الصعاب وتنفيذ المستحيل فى أقل وقت ممكن وبكفاءات متميزة، وسوف يرى العالم قريبا أن المصريين سابقون للخطط التنفيذية للمشروعات، وسوف نقوم بتصدير تلك الخبرات إلى الدول المختلفة للعمل فى مشروعات عالمية كبرى بأيد وخبرات مصرية وشركات مصرية، وحجم الإنجازات فى المشروع وخبرات المهندسين والعمال المصريين مكنتهم من صناعة الحوائط الخرسانية مع تنفيذ الأعمال بالنفق، وأصبح المهندس المصرى ذا خبرة عالية فى التنفيذ».
وقال «مميش»: «الهيئة أقامت عددا من الكبارى العابرة للمجرى الملاحى لقناة السويس، بإمكانيات شركات هيئة قناة السويس، وتم تنفيذ كبارى الرسوة والشهيدين أحمد منسى وأبانوب صابر، إذ تم افتتاح كوبرى الشهيد عقيد أركان حرب أحمد منسى بمنطقة نمرة 6 لخدمة كل العابريين للمجرى الملاحى، وكوبرى الشهيد جندى أبانوب صابر بمنطقة القنطرة، ويتم تطبيق كل المعايير الدولية للأمن والسلامة داخل المشروع، خاصة المعايير الدولية فى التشغيل وحفر الأنفاق، ويتم تطبيق معايير قاسية جدا على العاملين بالمشروع، ومشروعات الأنفاق سوف تقوم بتخفيف الضغط على المعديات وتوفير الوقت للمواطنين المترددين على شمال سيناء وشرق وغرب القناه، فضلا عن توفير عنصر الأمان ومداخل الكهرباء والأمن والسلامة داخل المشروع بالنسبة للعاملين من المهندسين والعمال، والتأمين على المعدات والعاملين فى جميع التخصصات وحماية العاملين من المخاطر المهنية والمراجعة على أدوات الرفع ومخاطر تأهيل التربة ومخاطر الكهرباء، والحفاظ على أرواح وسلامة جميع العاملين».