«أجمل مبانى وجه بحرى وأحد كنوز الإسكندرية المعمارية»، هكذا وصف الاثرى أحمد عبد الفتاح، مبنى «مسرح سيد درويش»، أو أوبرا الإسكندرية، الذى يعد من المبانى الفريدة، نظرا لتوافر عناصر الجمال الفنى والموقع الجغرافى.
وتطل دار أوبرا الإسكندرية على شارع فؤاد العريق جنوبا وشارع زانكرولا شمالا وهى بذلك تتوسط الحى اللاتينى للمدينة وتجاور المسرح سينما رويال، وكانا يمثلان كتلة واحدة، ويتوسط تمثال نوبار باشا الساحة الخارجية للمسرح، وأثناء حفر الأساس فى القرن الماضى، عثر على تمثال للامبراطور ماركوس أورليوس، وكان يعتنق الفلسفة الرواقية، وهو مؤلف كتاب «التأملات»، وتم إهداء التمثال للمتحف الرومانى، فيما شهد المبنى مجد الإسكندرية المسرحى وحضرت سارة بنار، نجمة المسرح الفرنسى، إحدى حفلاته وشهد روائع نجيب الريحانى وجورج أبيض.
وعن تصميم المبنى يقول «عبد الفتاح»: «صمم المبنى على الطراز المعمارى الأيونى، المهندس الفرنسى الشهير «جورج بارك»، لال قرداحى، واستوحى تصميمه من أوبرا فيينا بالنمسا ومسرح أديون فى باريس، وزينه بزخارف كلاسيكية، كما كان سائدا فى مصر خلال القرن العشرين، وقدمت عليه عروض مسرحية وموسيقية مصرية وأوروبية وكان أول عرض مسرحى هو شهر زاد».
ويقول الدكتور إسلام عاصم، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر: «كان يوجد فى موقع دار أوبرا الإسكندرية تياترو «زيزينيا»، وكان المسرح الوحيد بالثغر فى نهاية القرن التاسع عشر، وكان يعرض عليه الألعاب المضحكة والعروض الطربية فى وقت محدد من السنة».
ويرجع المسرح لعائلة زيزينيا، التى استعان بها محمد على باشا فى أعماله بأوروبا، وكان الكونت زيزينيا هو قنصل بلجيكا فى الإسكندرية، ومن أهم ما شهده مسرح زيزينيا عمل مسرحى لفرقة سليم، خلال عام 1876، كما شهد إحدى خطب الزعيم الوطنى مصطفى كامل فى عام 1897.
وفى أوائل القرن العشرين آلت ملكية المكان إلى الثرى قرداحى، الذى أنشأ مكانه مسرح محمد على باشا، بالإضافة إلى المبنيين التوأمين اللذين يتقدمان المسرح ويحملان اسم المهندسة ج. بارك، ويعد مبنى أوبرا الإسكندرية أحد المبانى المسجلة فى مجلد التراث، نظرا لطرازه المعمارى المميز.
ووفقا لإحد المصادر بدار أوبرا الإسكندرية، فإن المسرح الكبير يسع 1000 مقعد ومساحته الكلية 4200 متر ويضم العديد من الأنشطة، منها فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى وفرقة أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية ومركز تنمية المواهب، بالإضافة إلى استضافته للفرق الفنية الزائرة على مدار الموسم الفنى ومنها فرق عالمية، مثل باليه مسرح البولشوى، وعازف الفلوت العالمى زامفير، وحفلات فرق دار الأوبرا المصرية، مثل فرق الموسيقى العربية وفرقة الأوركسترا وفرقة فرسان الشرق للتراث وفرقة أوبرا القاهرة وفرقة باليه أوبرا القاهرة وفرقة الإنشاد الدينى وفرقة الرقص المسرحى الحديث.