قال إسلام صابر، صاحب فكرة تصميم بطاقات الاقتراع بطريقة برايل، إنه فخور لتنفيذ فكرته خلال عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والتى أتاحت للمكفوفين ولأول مرة التصويت دون مساعدة من أحد. وأضاف صابر، في حوار لـ«المصرى اليوم»، إنه مهتم بالتوصل لأفكار توفر الخصوصية للمكفوفين، وتمكنهم من ممارسة حياتهم الطبيعية دون معاونة أحد، مشيراً إلى أنه ابتكر شيئا يساعد الكفيف على قراءة أسماء الأدوية من خلال جهاز «قارئ الأدوية» حيث تم تكريمه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأنه العام الماضى.. وإلى نص الحوار:
■ كيف بدأت الفكرة؟
- في مارس 2012، علمت بتنظيم المؤتمر السنوى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقررت كتابة بعض الأفكار والمقترحات التي يمكن أن تسهل حياة المكفوفين باستخدام تكنولوجيا المعلومات، وسافرت من قريتى، التابعة لمركز قويسنا في محافظة المنوفية إلى القرية الذكية في مدينة أكتوبر بمرافقة أحد أقاربى، وحضرت جميع جلسات المؤتمر، وفى نهايته توجهت إلى مسؤولى المؤتمر، وعرضت عليهم أفكارى.
■ وما هي؟
- نموذج لبطاقة اقتراع مكتوبة بطريقة برايل تمكن الكفيف من الإدلاء بصوته دون مرافق، وهى عبارة عن غلاف كرتونى يغلف بطاقة الاقتراع العادية، مكون من عدة سطور بطريقة برايل، ويحتوى الغلاف الكرتونى على فراغين أعلى المساحة المخصصة لوضع الاختيار في البطاقة العادية مباشرة.
■ ولماذا جذبت هذه الفكرة انتباهك دون غيرها؟
- لأن الفكرة تقوم على ضمان خصوصية الكفيف عند الإدلاء بصوته الانتخابى، لأن من حق المكفوفين التصويت في سرية مثل غيرهم دون أي مساعدة أو معاونة من أحد، لذلك تمت إجازة هذا الابتكار خلال المؤتمر.
■ وماذا فعلت بعد ذلك؟
- شاركت في جميع المؤتمرات السنوية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وجاءت فرصة تطبيق فكرتى في الانتخابات الرئاسية 2014، إلا أن بعض العقبات القانونية حالت دون التنفيذ، حيث كان من الضرورى تقديم الفكرة إلى المجلس القومى لشؤون الإعاقة، والذى وافق على الفكرة وعرضها على الهيئة الوطنية للانتخابات.
■ وكيف تم إقرار العمل بهذه الفكرة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية؟
- كان سيتم العمل بالفكرة في انتخابات الرئاسة عام 2018، لكن صغر حجم بطاقة الاقتراع الأصلية حال دون تركيب أو وضع البطاقة الكرتونية المبتكرة أعلاها، لأنه كان من الواجب كتابة الأسماء الرباعية للمرشحين، وهو ما يتطلب سطوراً إضافية وحجماً أكبر للغلاف الكرتونى يفوق حجم البطاقة الأصلية.
■ وهل كان تطبيق الفكرة أسهل في الاستفتاء على التعديلات الدستورية؟
- نعم.. لأن بطاقة الاستفتاء مكونة من خيارين فقط، عكس بطاقة الاقتراع في الانتخابات، التي تم الاتفاق على طباعتها بحجم أكبر خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة لإتاحة الفرصة لتركيب الغلاف الكرتونى أعلاها.
■ وكيف تم إبلاغك بالموافقة على تنفيذ فكرتك؟
- الهيئة الوطنية للانتخابات درست الفكرة، وطلبت من النائب خالد حنفى كتابة تقرير فنى حولها وجاءت نتيجة التقرير مؤيدة للتنفيذ.
■ لك ابتكارات أخرى قدمتها في المؤتمر السنوى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. هل يمكن إعطاء فكرة عنها؟
- الرئيس السيسى كرمنى العام الماضى، على فكرة ابتكار جهاز «قارئ الأدوية» الذي يساعد المكفوفين على قراءة أسماء الأدوية دون معاونة أحد، وهناك شركات بدأت تنفيذ الفكرة التي تقوم على وجود ماسح ضوئى لاسم الدواء مزود ببرامج ناطقة، لقراءة الاسم بصوت يسمعه الكفيف، ويتيح له التعرف على الدواء في أي مكان.
■ متى بدأ اهتمامك بمجال تكنولوجيا المعلومات؟
- أنا حاصل على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس دفعة 1999، وفور تخرجى عملت في الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ضمن نسبة الـ5%، ولكن في أعمال إدارية بعيدة عن مجال البحث والابتكار، ثم انتقلت للعمل في هيئة كهرباء الريف ثم شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء في أعمال إدارية أيضاً.
■ ومتى حدث التحول في اهتماماتك؟
- بدأ اهتمامى بمجال تكنولوجيا المعلومات وكيفية استخدامها في تسهيل حياة المكفوفين عام 1996 عندما بدأت استخدام الحاسب الآلى ووجدته وسيلة مناسبة تساعدنى على القراءة والاستذكار والاطلاع بفضل برامج القراءة الناطقة، وفى عام 2004 حصلت على دورات تدريبية في استخدام الحاسب الآلى أهلتنى بعد ذلك للعمل مدرباً للمكفوفين على استخدام البرامج السمعية للكمبيوتر في الفترة من 2008 حتى 2012، وهو نفسه العام الذي شاركت فيه لأول مرة لعرض لفكرة تصويت المكفوفين.
■ وماذا يمثل لك أن تكون صاحب هذا الابتكار؟
- أشعر بفخر شديد جداً، لأن أي كفيف يعانى ليس فقط من إعاقته، ولكن من انعدام خصوصية حياته، فإذا وصلته رسالة على هاتفه المحمول، يسمعها من حوله، لأنه يعتمد على برنامج صوتى يقرأ له مضمون الرسالة بصوت مسموع، سواء كان في العمل أو في المواصلات أو في أي مكان، وقد يضطر الكفيف للاستعانة بآخر ليقرأ له الرسالة.