x

مخاوف دولية بشأن أوضاع المهاجرين في ليبيا

الأحد 28-04-2019 00:04 | كتب: أ.ف.ب |
لاجئون سودانيون وجدوا أنفسهم محاصرين وسط الحرب الدائرة فى ليبيا لاجئون سودانيون وجدوا أنفسهم محاصرين وسط الحرب الدائرة فى ليبيا تصوير : أ.ف.ب

تبدى منظمات إنسانية ومؤسسات دولية مخاوفها بشأن وضع آلاف المهاجرين المحاصرين في ليبيا بسبب الاشتباكات المستمرة منذ 3 أسابيع بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى وتلك التابعة للمشير خليفة حفتر.

ولا يوجد معطى رسمياً بشأن أعداد المهاجرين (غير الشرعيين) المتواجدين في هذا البلد الذي تبلغ مساحته 3 أضعاف مساحة فرنسا ويمثّل تقاطعا بين دروب شرق أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء المتجهة نحو أوروبا. ويُقدّر العدد بعشرات الآلاف.

وأحصت المنظمة الدولية للهجرة 5933 محتجزا في «مراكز احتجاز» رسمية. وتحتجز جماعات عسكرية مئات آخرين في أماكن لا تخضع لأى إشراف. وتثير ظروف هذه المراكز غضب المنظمات غير الحكومية باستمرار، وهى تستنكر الأعمال التعسفية والعنف (تعذيب، عنف جنسى)، ونقص التغذية والرعاية الطبية أو العمالة القسرية.

وفى بيان صدر الإثنين حول الوضع الإنسانى في ليبيا، أشارت مساعدة مبعوث الأمم المتحدة ماريا دو فالى ريبيرو، إلى «القلق» حيال وضع «المهاجرين، طالبى اللجوء واللاجئين» الذين «يتواجد 3.600 منهم في مراكز احتجاز ضمن مناطق قريبة من خطوط المواجهة».

وأصبحت المراكز في طرابلس- والمحتجزون فيها- في قلب معارك الهجوم المفاجئ الذي أطلقه المشير خليفة حفتر في 4 إبريل للسيطرة على العاصمة الليبية حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطنى المعترف بها دولياً.

وترجمت المخاوف الثلاثاء. ففى قصر بن غشير (جنوب طرابلس)، حيث يوجد أحد أبرز هذه المراكز، والواقعة تحت سيطرة قوات المشير خليفة حفتر، أصيب عدد من المهاجرين في ظروف لاتزال غامضة.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة مساء الثلاثاء أنّ «مهاجرين عزّل كانوا عرضة لنيران عشوائية»، وأضافت أنّ «كثراً بينهم أصيبوا بجروح خطيرة».

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إجلاء 325 شخصاً من مركز قصر بن غشير في أعقاب تقارير «تفيد باستخدام العنف المسلح ضد المحتجزين الذين كانوا يحتجون على أوضاعهم».

وأكدت المفوضية أنه لم تكن هناك إصابات ناجمة عن تلك الطلقات، إلا أنّ «12 لاجئاً تكبدوا إصابات تطلبت علاجاً في المستشفى».

غير أنّ منظمة أطباء بلا حدود نشرت، أمس الأول، تسجيلا يُظهر مهاجرين مصابين بالرصاص.

وأكدت المنظمة في بيان أنّ «تحليل الصور والفيديوهات التي التقطها الأطباء العاملون في أطباء بلا حدود تقود إلى أن الإصابات الظاهرة تبدو ناجمة عن طلقات نارية».

وأضافت أنّ «هذه الملاحظات تدعمها روايات عديدة من لاجئين ومهاجرين شهدوا الحادثة وأفادوا بأنهم تعرضوا لهجوم وحشى وعشوائى تضمّن إطلاقا للنار».

ولاتزال هوية المعتدين مجهولة. فيما طالبت منظمة العفو الدولية بإجراء تحقيق.

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ مجمل المهاجرين المتبقين، أي 650 شخصا، نُقلوا مساء الخميس إلى الزاوية، غرب طرابلس. وسجّلت منظمات غير حكومية حالات اعتداء أخرى.

من جانبها، أكدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» جمع شهادات لمحتجزين اثنين في مركز اعتقال في تاجوراء (ضاحية شرق طرابلس)، تقول إنّ «مسلحين (أجبروهما) على إصلاح مركبات عسكرية». وتحدث أحد المحتجزين عن إحضاره مع محتجزين آخرين إلى «منطقة شهدت قتالاً متكرراً منذ 4 إبريل».

ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ محتجزا، في مركز اعتقال طريق السكة في طرابلس، قال إنّ «أعضاء الميليشيات خزّنوا الأسلحة والذخائر بما فيها الصواريخ المحمولة على الأكتاف والقنابل اليدوية والرصاص قرب مكان إيواء المحتجزين، وأجبِر المحتجزون على المساعدة في نقلها». وتدعو المنظمات غير الحكومية أطراف الصراع، كما القوى الدولية والمؤسسات الدولية إلى العمل على حماية المهاجرين الذين يمثّلون أهدافا سهلة للانتهاكات أو لأن يكونوا دروعا بشرية محتملة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية