مروان ولد شقى، بس دمه خفيف. دايما يحب يلعب بالإلكترونيات ويتفرج على التليفزيون كتييير، ومش بس كدا، دا على طول بيقرب منه كمان. لحد ما في يوم من الأيام كان عنده درس جديد، ولقى إنه مش شايف خالص الدرس، ومش عارف يقرا الكلام. الميس راحت نقلته علشان يقعد قدام، بس برضه عينه فضلت وجعاه. ولما روح البيت كان مصدع ومش قادر. مامته أخدته عند دكتور العيون، ولقى إن نظره ضعف من كتر الفُرجه على التليفزيون، وكمان اللعب بالإكترونيات، وقال: انت كدا لازم تلبس نظارة علشان نحافظ على نظرك ميضعفش أكتر. زعل مروان جدا، ولما روح البيت قعد يعيط ويقول لمامته: أنا مش هلبس النظارة دى، أنا أنا ما بحبهاش، شكلى بيها بيكون مش تمام. قعدت مامته تهديه وتفهمه إن دا لوقت بسيط لحد ما عينيك تتحسن، ودا مش هيحصل غير لو سمعنا كلام الدكتور وخلينا وقت محدد للتلفزيون. بس مروان برضه ما سمعش الكلام وبقى من أقل حاجة يتعصب ويتنرفز، وحس إنه كدا أصحابه هيتريقوا عليه، وبقى الغضب مسيطر عليه في كل حاجة يعملها. وفى مرة النور قطع، فضل زعلان وغضبان، مامته قالتله: تعالى نشوف إزاى من النظارة الجديدة نتعلم نشوف الحاجة الحلوة. لما تحس إنك زعلان وغضبان افتكر إنك لابس نظارة جديدة هتشوف بيها كل حاجة بشكل جديد ومختلف. قالها: إزاى يا ماما مش فاهم يعنى؟
أخبار متعلقة
قالتله: إنت دلوقتى ليه زعلان؟
قالها: علشان النور قطع، وأنا هكون زهقان. قالتله مامته: طب لو حبينا نعمل حاجة جديدة وكمان تكون سعيدة، تفتكر ممكن تكون إيه؟ رد وقال: هطلع البلكونة وأأكل الحمام والعصافير.
أهو إنت كدا شوفت الدنيا بالنظارة الجديدة اللى هتخليك دايما مبسوط. ولما راح المدرسة كانت المفاجأة إنه أصحابه كلهم قالوله نظارتك شكلها حلو قوى وجميلة. وبدأ مروان يحب نظارته الجديدة وحس إنه بقى بيشوف بيها أحسن كتيير، وبقى يقدر يستمتع أكتر وهو بيتفرج في الوقت المسموح ليه على التليفزيون، وشاف الدنيا أحلى كتييير بنظارته الجديدة.
وفى يوم حصلت خناقه كبيرة في المدرسة بين اتنين من أصحاب مروان. واحد يقول دا زقنى، والتانى يقول إنت اللى وقعتنى. الميس قالتلهم: تعالوا نتكلم مع بعض بهدوء ونشوف إيه اللى حصل. قال: أنا كنت ماشى وهو خبط فيا جامد كنت هقع، روحت عشان ألحق نفسى ساند عليه، راح هو وقع.
الميس: لازم كل واحد فينا يحط نفسه مكان زميله، ويشوف الموقف بعيونه قبل ما يعمل حاجة تزعله، ويشوف لو الحاجة دى هتزعل صاحبى منى يبقى معملهاش، ولو هتفرحه أعملها في الحال. وقال مروان: شوفوا الموقف بنظارتى الجديدة. وضحك كل الولاد واتصالح الأصحاب وقعدوا يلعبوا مع بعض. وقالهم مروان إنه حب نظارته الجديدة اللى خلته يشوف الدنيا بيها سعيدة.
