تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات لمتابعة تطوير صناعة البتروكيماويات، وتعزيز أنشطة جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسيناتور الديموقراطي رون وايدن، ووزراء الشباب والرياضة العرب، ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، وسوياتا مايجا رئيسة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، ورئيس مجلس النواب القبرصي، وتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء العراقي، واستضاف اجتماعين على مستوى القمة للتباحث حول الشأنين السوداني والليبي، وقام بزيارة للصين لحضور قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.
واستهل السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع لاستعراض محاور خطط وزارة البترول بشأن التكرير والبتروكيماويات، حيث وجه الرئيس، في هذا الصدد، بقيام الوزارة بتطوير صناعة البتروكيماويات ذات القيمة المضافة لتواكب متغيرات السوق العالمي، وذلك بغرض تحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية احتياجات السوق المحلي من المنتجات البتروكيماوية وتدعيم عدد من القطاعات الصناعية الوطنية وتصدير الفائض.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين جامع رئيسة جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حيث وجه الرئيس بتعزيز أنشطة هذا الجهاز كأحد آليات الدولة لتوفير فرص العمل ورفع معدلات التشغيل ودعم شبكة الأمان الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما من خلال جهود الجهاز في النهوض بمشروعات التنمية المجتمعية. واستقبل السيسي السيناتور الديموقراطي رون وايدن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأكد الرئيس استراتيجية العلاقات الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات بكل جوانبها، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها عدم الاستقرار وخطر الإرهاب الآخذ في التنامي والذي طالت تداعياته العديد من الدول.
كما أكد الرئيس، في هذا الإطار، حرصه على التواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، وذلك في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مستعرضا الجهود التي تبذلها مصر في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وكذا الخطوات التي تتم على الصعيد الداخلي للإصلاح الاقتصادي الشامل والتنمية المستدامة، فضلاً عما تبذله مصر من جهود حثيثة للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
كما استقبل السيسي، نظيره الفلسطيني محمود عباس، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وتناول اللقاء تناول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الداعم للقضية والمتمسك بالتوصل إلى حل عادل وشامل يؤدى إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق المرجعيات الدولية وعاصمتها القدس الشرقية.
واستقبل السيسي، وزراء الشباب والرياضة العرب، حيث نوه إلى أهمية استمرار العمل على تعظيم دور وزارات الشباب والرياضة في توجيه طاقات الشباب وتكريس مفاهيم الوحدة الوطنية، ودعم القيم الأخلاقية وتنمية روح الولاء للوطن والحفاظ على الممتلكات العامة، فضلاً عن النهوض بالشباب رياضياً واجتماعياً وثقافياً وإبراز دورهم في أداء واجباتهم، وكذلك توعية الشباب بالتحديات التي يفرضها انتشار التكنولوجيا البازغة في العصر الحالي، وتأثيرها على فرص العمل خلال المستقبل المنظور.
وشدد الرئيس على أهمية صياغة خطة عمل طموحة وتدريجية بهدف تفعيل «الاستراتيجية العربية لاستثمار طاقات الشباب ومكافحة التطرف الفكري»، وذلك في إطار أولوية الحفاظ على الدول بالمنطقة العربية وتفادي الإضرار الاستراتيجي والعبث بالمؤسسات الوطنية المهمة لتثبيت أركان الدولة، عن طريق تعظيم الإمكانات والقدرات المشتركة بالوطن العربي لمكافحة الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة.
واستقبل الرئيس سوياتا مايجا رئيسة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، حيث أكد أن الارتقاء بحقوق الإنسان يمثل إحدى أهم الأولويات الوطنية استناداً إلى رؤية مصر 2030، ومستعرضا في هذا الإطار التطورات والجهود الضخمة التي قامت بها الدولة على مدار الأعوام الأخيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والخدمية للمواطنين، موضحا ما حققته الدولة في مجال نشر ثقافة المواطنة والتسامح الديني وترسيخ مفهوم قبول الآخر.
كما استقبل السيسي، ديميترس سيلوريس رئيس مجلس النواب القبرصى والوفد المرافق له، حيث أكد الرئيس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وحرص مصر على تعزيزها في مختلف المجالات، وأعرب عن ترحيبه بالتعاون والتواصل المستمر بين البلدين على مختلف المستويات.
واستقبل السيسي، الفريق أول أبوبكر دمبلاب، رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، الذي سلم الرئيس رسالة من الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، تضمنت آخر تطورات سير الأوضاع في جمهورية السودان الشقيق، فضلاً عن الإعراب عن التطلع لاستمرار الدور المصري الداعم لأمن واستقرار السودان لتجاوز هذه المرحلة.
وتلقى السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، حيث أكد الرئيس اعتزاز مصر بما يجمعها بالعراق من علاقات أخوة تاريخية، مشيدا بالتطور المستمر الذي تشهده أطر التعاون بين الدولتين، ومؤكدا مواصلة دعم مصر للحكومة العراقية والعمل على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
كما استضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماعين على مستوى القمة للتباحث حول الشأنين السوداني والليبي، الأولى تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان استهدفت مناقشة تطورات الأوضاع في السودان وتعزيز العمل المشترك والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك، حيث أكد الرئيس السيسي في كلمته في ختام الاجتماع إن المناقشات التي جرت عكست إرادة سياسية مشتركة للعمل الجماعي نحو مساندة الشعب السوداني على تجاوز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهه في هذه المرحلة المهمة في تاريخه، وإعادة التأكيد بالتزامنا بوحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه.
وأضاف الرئيس أن المشاركين في الاجتماع التشاوري توافقوا أيضا على الحاجة العاجلة لمعالجة الأوضاع الحالية في السودان استنادا إلى سرعة استعادة النظام الدستوري من خلال عملية سياسية ديمقراطية يملكها ويقودها السودانيون انفسهم بما يحقق آمال وطموحات الشعب السوداني، لإرساء نظام سياسي ديمقراطي شامل وترسيخ حكم القانون، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، بمساندة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
وأشار الرئيس إلى أنه تم التوافق على الحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف السودانية لتنفيذ تلك الإجراءات.
كما استضاف الرئيس، اجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي، ناقش آخر التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية في ليبيا والقضاء على الإرهاب، لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية وبما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات تلبية لطموحات الشعب الليبي.
ودعا الرئيس السيسي، خلال كلمته، في افتتاح أعمال قمة «الترويكا» ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي، إلى ضرورة تمكين المؤسسات الوطنية الليبية وتمكين قوات الجيش والشرطة الوطنيين الليبيين للقضاء على الإرهاب.
وقال السيسي إن الاجتماع يستهدف التوصل إلى حلول سياسية وعودة الاستقرار إلى ليبيا في إطار العمل على إيجاد حلول أفريقية لمشاكل القارة، لافتا إلى أن ليبيا تعرضت في السنوات الماضية إلى مخاطر كبيرة من بينها الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والاستقواء بالقوي الخارجية.
وأكد السيسي أنه من حق جميع أبناء ليبيا أن يستعيدوا دولتهم ويبدأوا مرحلة جديدة من إعادة بناء وطنهم، داعيا إلى إتاحة الفرصة للمؤسسات الوطنية الليبية لتلبية احتياجات الشعب الليبي.
كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته واستئناف الحل السياسي والعودة إلى المفاوضات السياسية من خلال قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف السياسية الليبية.
وعلى هامش القمة التشاورية استقبل الرئيس السيسي رؤساء جنوب أفريقيا والصومال وتشاد، حيث تم بحث تدعيم العلاقات والتعاون المشترك.
وقام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة احتفالات عيد تحرير سيناء، وضع أكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول وقرأ الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء.
ووجه الرئيس السيسي كلمة للشعب المصري بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة والثلاثين لتحرير سيناء، أكد فيها إن بطولات استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض جسدت ملحمة وطنية رائعة، ومصدر فخر للأمة المصرية، وعلامة فارقة في تاريخ شعبنا العظيم، ومنبعاً لا ينضب تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والولاء والانتماء، ومثالاً يحتذى به في الإصرار على صون الكرامة الوطنية، ودرساً في الحفاظ على التراب الوطني بالعمل والاجتهاد والعلم وليس بالأماني والشعارات الرنانة.
وقال الرئيس إن احتفالنا بتحرير سيناء يتعين أن يولد قوة دفع متجددة للعمل والسهر على حماية كل شبر من أرجاء الوطن، وتحقيق طموحات وحقوق شعبه الكريم في حاضر زاهر ومستقبل مشرق ترفرف عالياً في سمائه رايات الحرية والكرامة، ويظلله الأمن والأمان، ويزدهر فيه البناء والتنمية والتقدم.
واختتم الرئيس السيسي، نشاطه الأسبوعي، بالتوجه العاصمة الصينية بكين، تلبية للدعوة الموجهة له من الرئيس الصيني «تشي جين بينج» لحضور قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.
واستهل الرئيس السيسي زيارته لبكين بعقد جلسة مباحثات مع الرئيس الصيني شى جين بينج، تم خلالها استعراض سبل دعم وتفعيل مبادرة الحزام والطريق، حيث أكد الرئيس أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بُعداً استراتيجياً هاماً لمشاركة مصر الفاعلة في مبادرة الحزام والطريق، في ظل ما أبدته بكين من حرص على التنسيق الوثيق مع أفريقيا لتحقيق أهدافها التنموية.
كما أكد الرئيس السيسي الحرص على تعزيز الشراكة مع مبادرة الحزام والطريق وتوظيف إمكانيات مصر وقدراتها لتدعيم المبادرة وتوسيع نطاق إسهامها في تعزيز التنمية المستدامة، ومد جسور التواصل الثقافي والفني والفكري بين الأمم والشعوب، مشيرا إلى أن قناة السويس ومنطقتها الاقتصادية تُرحب بأن تكون جسراً لهذا التلاقي الحضاري والتعاون بين البلدين، خاصة من خلال التوسعات في المدينة الصناعية الصينية بمصر.
كما شهد اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على الاستفادة من التجربة الصينية في إطار السعي لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة على غرار النهضة الصينية، مشيرا إلى التطلع لتشجيع المزيد من الشركات الصينية على العمل والاستثمار في مصر والمشاركة في شتى المشروعات الجاري تنفيذها.
وأعرب الرئيس كذلك عن التطلع لقيام الحكومة الصينية باتخاذ المزيد من الخطوات لتشجيع الصادرات المصرية خاصة الصادرات غير البترولية إلى الصين وتسهيل إجراءات نفاذها إلى السوق المحلي الصيني، بما يساهم في تقليل العجز في الميزان التجاري.
وتطرقت المباحثات إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب الرئيس الصيني عن دعم بلاده للجهود المصرية في إطار مكافحة الإرهاب واقتلاع التطرف من منطقة الشرق الأوسط، كما توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على استمرار التشاور التنسيق بينهما في الأُطر والمحافل الدولية.
والتقى الرئيس السيسي وانج يانج رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، حيث أكد الرئيس أن مصر تسعى دائماً للارتقاء بعلاقاتها مع الصين في جميع المجالات، وتوسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة.
كما بحث الرئيس السيسي مع رئيس مع رئيس وزراء الصين لى كه تشيانج سبل تعزيز العلاقات في كافة المجالات.
كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وتناول اللقاء أوجه التعاون بين الدولتين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، فضلاً عن مواصلة التنسيق على مختلف المستويات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
وأكد الرئيس السيسي، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر مبادرة الحزام والطريق، أن أهداف المبادرة تتسق مع جهود مصر لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، القائم على إنشاء مركز صناعي وتجاري ولوجستي، يوفر فرصاً واعدة للشركات الصينية، وللدول أطراف المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك الدول التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا.
كما أوضح الرئيس في كلمته الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصري، وتطوير مصر من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، وبشكل يؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وخاصة في ضوء ما يمثله موقعها الاستراتيجي على جانبي قناة السويس، من إمكانية نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقاً من كون مصر مركزاً لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.