افتُتحت، الأربعاء، أعمال المؤتمر المصرفي العربي لعام 2019 الذي يعقده اتّحاد المصارف العربية بعنوان «الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة» في بيروت، بحضور عدد كبير من الفعاليات السياسية، المصرفية، الاقتصادية، الدبلوماسية، حيث تم تكريم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، «محافظا عام 2019»، وذلك برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري وبالتعاون مع مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان.
بدايةً وبعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الاتحاد، استهلّ رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد الجراح الصباح، حفل الافتتاح بكلمة أشار فيها إلى «إنّنا في إتحاد المصارف العربية، يساورنا القلق على مستقبل إقتصاداتنا ومجتمعاتنا منذ سنوات عديدة، وما عزّز هذا القلق وأكّد هواجسنا وضرورة التحرّك السريع لمواجهة هذه التحديات المؤشرات المخيفة عن واقع الإقتصادات العربية التي أظهرتها القمّة العالمية للحكومات التي عقدت في فبراير 2017 في دبي. أمام هذه المؤشرات نجد أنفسنا أمام تحديات كثيرة وأصبح من الضروري العمل على تحديد نقاط الفشل في السياسات الإقتصادية والمالية التي تمّ إعتمادها في العقود الماضية».
«أمامنا اليوم فرصة كبيرة، مع هذه النخبة المميّزة من الخبراء الباحثين والمحلّلين، والإعلاميين، وأصحاب التجارب لكي نضع معاً خارطة طريق لعملية الإصلاح الإقتصادي في دولنا، ومؤسساتنا وقطاعاتنا، وأن نخرج بتوصيات تُعالج في العمق قضية إصلاح الأنظمة الإقتصادية العربية».
من جهته أشار رئيس جمعية المصارف في لبنان ورئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ورئيس اللجنة التنفيذية لإتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه، في كلمته، إلى أن «تحوّل الشعب العربي، إلى شعب مثقل بهمومه السياسية والمعيشية، ومخاوفه الأمنية اليومية، وإن غياب الحياة السياسية الصحيحة، وإنتشار ثقافة الخوف، هما من الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من وضع مأسوي، وغياب القدرة على حلّ الأزمات وتعقيدات الوضع العربي الراهن.
لذلك، حرص إتحاد المصارف العربية، أن يعقد مؤتمره المصرفي العربي هذا العام تحت عنوان «الإصلاحات الإقتصادية والحوكمة» بحضور نخبة من الخبراء والإقتصاديين والمصرفيين في هذا الوقت بالذات، لما يشكّله من فرصة ثمينة للإطلاع على تجارب الدول العربية في مجالات الإصلاحات الإقتصادية وتقييم مقومات نجاحها، ونتائجها وانعكاساتها».
وأنهى مؤكداً: «ان القطاع المصرفي اللبناني ليس محايداً في صناعة الانقاذ، وهو سيظلّ ملتزماً مساندة الدولة بمؤسساتها وسلطاتها الدستورية، فهذا خيار استراتيجي لم نفرّط به حتى في اصعب الظروف التي مرّ بها لبنان».
وقال حاكم مصرف لبنان، الأستاذ رياض سلامه، إن «أولاً أعتذر منكم لأنني لا أزال متفائلاً. في لبنان صناعة لليأس عمرها سنوات وهي تحاول أن تهدّ الاقتصاد اللبناني والاستقرار النقدي ولكن هذه المحاولات فشلت ونحن على أبواب حملة جديدة تؤكد من حيث المعطيات أن الحملة الجديدة ستفشل أيضاً».
وأخيراً توجّه دولة الرئيس سعد الحريري بكلمة قال فيها: «المؤسسات الناجحة تتعرض دائماً للهجمات كمصرف لبنان والميدل إيست لأنها ناجحة. لا يجب الذهاب إلى خيار الأخذ من المصارف إلا إذا قمنا بالإصلاح وأنا متأكد بأن المصارف ستكون أمامنا حينها كما حصل في باريس 2».
وتابع: «نريد القيام بالإصلاحات لمصلحة المواطن والمالية اللبنانية وأنا على ثقة بأن المصارف وحاكم مصرف لبنان سيكونون أمامنا في المساعدة. أنا على ثقة لأن الرئيسين عون وبري سيحرصان على التقشف ومحاربة الفساد وتطوير قوانيننا».
بعدها كرّم الاتحاد «محافظ العام 2019» رياض سلامه، وأعلن الامين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتّوح عن الجائزة قائلاً: «إن جائزة محافظ العام، هي أرقى وأعلى جائزة يقدّمها اتحاد المصارف العربية لمحافظي البنوك المركزية، تستند إلى معايير وضعها مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية المؤلف من 20 دولة عربية».
ثمّ افتتح دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المعرض المرافق للمؤتمر، على أن تستمرّ أعمال المؤتمر «الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة» في 24 و25 نيسان، 2019.