قال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن مبررات التوسع في زراعة الزيتون تعود إلى عدد من الأسباب، منها رخص سعر شتلة الزيتون مقارنة بأسعار الشتلات الأخرى، وسهولة العناية بها، وتحملها الظروف القاسية، وعدم حساسيتها للإصابة بالأمراض، وأنها غير مكلفة في برنامج تسميدها أو تقليمها، وتحملها العطش والملوحة مقارنة بأنواع الفاكهة الأخرى.
وأضاف «أبوصدام»، في تصريحات صحفية، الأربعاء، أن شجرة الزيتون تتحمل ملوحة تصل إلى 3800 جزء في المليون، وتتحمل العطش حتى أسبوع، دون التأثير على نموها وإنتاجها الاقتصادي، كل ذلك يجعلها الشجرة الأنسب لمصر حاليًا، بالإضافة إلى ثبات سعر إنتاجها النسبي، ما يجعل منها ملاذاً للمستثمرين، للحد من مخاطرة تذبذب أسعار الفاكهة الأخرى.
وأشار إلى أن الحكومة تسعى للوصول إلى 100 مليون شجرة زيتون عين الصواب بالوصول إلى شجرة زيتون لكل مواطن مصري، خاصة أن مصر تستورد 98% من احتياجاتنا من الزيوت، لافتًا إلى أن شجرة الزيتون هي أنسب الأشجار لمصر في الوقت الحالي لأنها تصلح للزراعة في جميع الأراضي المصرية، ولا تستهلك المياه، وتنتج زيتًا له عائد اقتصادي عالٍ جدًا.
وأوضح نقيب الفلاحين أنه للوصول إلى هذا الحلم علينا تشجيع الاستثمار في مجال زراعة أشجار الزيتون، وتنمية وتحسين خواص أصناف الزيتون الموجودة بمصر المخصصة لاستخلاص الزيوت، أو لأغراض صناعية أخرى، وتوفير مساحات الأراضي لهذا الغرض، مشيرًا إلى أن الأصناف المنتشرة بمصر أصناف العجيزي والعقص والتفاحي، ويصل متوسط سعر لتر الزيت إلى حوالي 80 جنيهًا، ويكلف فدان الزيتون حوالي 10 آلاف جنيه، وتعيش الشجرة لمدة قد تصل إلى ألف سنة، وتُزرع في شهري مارس وأبريل من كل عام، وتنتج بعد ثلاث سنوات.
ولفت «أبوصدام» إلى أن زراعة مساحات متجاورة كبيرة تسهل استخدام النظم الآلية في الجني، وتقلل التكلفة، ما يحقق مكاسب أعلى، مع ضرورة إصلاح النظم التشريعية، لتحقيق هذه الأهداف، وتهيئة مناخ استثمار زراعي جاذب، ودعم قدرات صغار المزارعين ماليًا عن طريق البنك الزراعي المصري.
وشدد نقيب الفلاحين على أهمية دور الأجهزة الفنية التابعة لوزارة الزراعة مثل الإدارة المركزية لمكافحة الآفات في تنفيذ خطط مكافحة أمراض أشجار الزيتون، خاصة العفن الأسود، لأنه يؤثر سلبيًا على إنتاجية زراعات الزيتون ومكافحة الآفات مثل دودة براعم الزيتون والحشرات كحشرتي المَنّ والتربس، اللتين تؤديان إلى ظهور ندوة عسلية ينمو عليها العفن الأسود، أحد أقوى الأسباب في تدهور إنتاجية الزيتون.
وأكد أننا نزرع في مصر 200 ألف فدان بحوالي 65 مليون شجرة زيتون تقريبًا، ويبدأ موسم جني الزيتون في منتصف سبتمبر، ويستمر حتى منتصف نوفمبر، وتنتشر زراعة الزيتون في مصر في محافظات الوادي الجديد والبحيرة وسيناء والفيوم وأسيوط والإسماعيلية والجيزة، مشيرًا إلى أن متوسط الإنتاجية يختلف حسب كثافة الزراعة والصنف المزروع.
وتابع نقيب الفلاحين أن متوسط إنتاج الشجرة الواحدة في السنة الثالثة من الزراعة يصل إلى 3 كيلوجرامات تزداد في السنة الرابعة إلى 10 كيلوجرامات، ثم ترتفع إلى 20 كيلوجرامًا في العام الخامس، حتى تصل إلى 40 كجم في السنة السادسة، موضحًا أن إنتاج شجرة الزيتون يستقر بعد السنة الثامنة عند 70 إلى 100 كجم إذا كان هناك اهتمام جيد بالخدمة التسميدية والري.