x

أطباء: التمييز ضد مصاب «الإيدز» يدفعه نحو الكتمان ويتسبب فى نقل العدوى

الأحد 19-06-2011 18:07 | كتب: محمد الخولي |
تصوير : اخبار

انتقد أطباء طريقة تعامل المجتمع مع المصابين بفيروس نقص المناعة «الإيدز»، مؤكدين أنه ليس بالضرورى أن يصاب الشخص السليم بالفيروس عن طريق الأساليب غير المشروعة أو المحرمة، وأن هناك حالات كثيرة تنتقل لها العدوى بشكل خاطئ، وليس لهم ذنب فى ذلك. وأشاروا خلال المؤتمر الذى عقده منتدى مكافحة الوصم والتمييز، خلال الشهر الجارى، إلى تعامل المجتمع مع المصاب والمتعايش مع فيروس نقص المناعة، على أنه وباء يجب أن يتجنبه المجتمع، وقالوا إنه اعتقاد وسلوك خاطئ، ويجب تغييره، لأن الفيروس غير قاتل، ولكنه يحتاج للتعامل معه بحرص، مشددين على خطورة التعامل مع المتعايشين مع المرض بأسلوب الوصم والتمييز، لأن ذلك يدفعهم نحو الكتمان وعدم مصارحة المجتمع، وبالتالى قد يتسبب ذلك فى نقل العدوى لغيرهم.

وأعلنت أمانى مسعود، منسقة المنتدى، دراسة أجراها بعض الناشطين بالمجتمع المدنى على واقع فيروس نقص المناعة فى مصر، وحددت سبع قطاعات تمارس الوصم والتمييز على المتعايش بفيروس الإيدز، بدأتهم بالشخص المصاب الذى يوصم نفسه فى أغلب الأحيان، لأنه مصاب بمرض مرفوض مجتمعياً، ثم قطاع الرعاية الصحية الذى يبدأ من إخبار المصاب للطبيب، والذى يقابله بالرفض والاشمئزاز ويرفض فى أغلب الأحيان أن يقوم بعلاجه أو إرشاده. ثم الإعلام الذى يقدم المرض فى صورة «الفتاك» الذى يقتل المصاب وينقل العدوى لأى شخص يخالطه، ثم سياسة الحكومة المصرية التى يرى القائمون على الدراسة أنه من الواجب عليها نشر ثقافة التعامل مع المتعايش بالفيروس، وسن قانون يمنع ممارسة الوصم والتمييز. ثم مكان العمل، ثم الأسرة والمجتمع فى طريقة التعامل والتمييز ووصم المتعايش على أنه مصاب بمرض ينتقل بأساليب غير شرعية ومحرمة دائماً. وأوضحت الدراسة أن النساء المتعايشات مع المرض يهددن بأسلوب أكثر عرضة للوصم ويتعرضن للطرد من المنزل ومنعهن عن أطفالهن. وأخيراً، رجال الدين الذين وصفهم التقرير بأنهم سلاح ذو حدين، منهم على دراية بطبيعة المرض، ومنهم من يهاجم المصابين ويتهمهم بالوصم.

وانتقد د.سامى قزمان، المتحدث الرسمى باسم المنتدى، أسلوب الصمت والإدانة الذى يستخدمه المجتمع مع قضية فيروس نقص المناعة، مؤكدا أن المتعايش بالفيروس لو تناول العلاج فى موعده سيصبح كالشخص العادى، والدليل أن هناك أشخاصاً مصابين منذ التسعينيات ومازالوا يمارسون حياتهم الطبيعية.

كما انتقد الطريقة التى يتعامل بها قطاع عريض من الأطباء مع المصابين الذين يذهبون لمصارحتهم بالمرض، أملاً فى مساعدتهم لكنهم يرفضونهم ويمتنعون عن علاجهم.

وسرد ماجد الربيعى، متعايش بفيروس الإيدز وعضو بالمنتدى، قصته مع الفيروس قائلاً: «أقف أمامكم بدون خوف أو خجل، آن الأوان أن نتحرر من مخاوفنا التى لم تزد الإصابة إلا انتشاراً، فإن كانت طريقة انتقال فيروس بى وسى بنفس طريقة انتقال فيروس نقص المناعة الإيدز فلماذا تعاملونا بأسلوب الوصم والتمييز، فالإصابة بهذا الفيروس لا يرتبط بارتكاب محرمات أو بالخروج عن المألوف أو الزواج غير الشرعى، فأى إنسان معرض أن يصاب بفيروس الإيدز رغم أنه لم يرتكب أى ذنب، قد يولد الطفل من أم مصابة ويصاب، أو ينقل للإنسان دم يحمل الفيروس، فأرجوكم أعلموا من لا يعلم أن المتعايش بالفيروس يحتاج لأن يغير المجتمع نظرته إليه».

وانتقد الإعلامى والطبيب د.خالد منتصر طريقة تعامل الأطباء مع المتعايشين بالفيروس، مؤكداً أن أول وصمة تواجه المصاب تكون من الطبيب الذى يدينه بإصابته، ويتعامل معه بعض الأطباء بنظرية «يستاهل»، وقال: «هذه النظرية لا يوجد لها مكان فى الطب على الإطلاق».

وأضاف: الإيدز فى العالم كله تخلص من نظرة التربص والتوجس، وتخلص معها من نظرية «يستاهل»، إلا فى مصر والعالم العربى، فمازال المريض مطارداً معزولاً منبوذاً، يتعامل معه المجتمع كمجرم.

وعرض المنتدى كتيب من إعداد أشرف أمين، نائب رئيس القسم العلمى بالأهرام، وعضو المنتدى، يعرض خلاله مجموعة من المتعايشين مع مرض نقص المناعة، قصصهم، ويوضحون تجاربهم مع المرض وطرق الوصم والتمييز التى يواجهونها من مجتمعهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية